“بشغلك المولدة؟”.. سؤال يكلف 5 – 10 آلاف ليرة إضافية لأي سلعة أو خدمة!!
دمشق- ريم ربيع
ترخي ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة بأثرها على معظم المواد الغذائية خلال أشهر الصيف شديدة الحرارة، حيث يكون تشغيل البرادات ضرورة وحاجة للحفاظ على جودة وصلاحية تلك المواد، بينما نجد ردّ الفعل من أصحاب المحال إما برفع الأسعار بحجة تأمين الطاقة بتكاليف مرتفعة، أو يذهب البعض للغش والتحايل وبيع المواد فاسدة بعد تبريدها لمدة قصيرة. من الأجبان والألبان إلى اللحوم والبوظة ومعظم المواد الغذائية، كلها تحتاج تبريداً على مدار الساعة فيما لا تتجاوز ساعات التغذية الكهربائية بمعظم المناطق الأربع أو خمس ساعات يومياً، فتوجّهت المحال التجارية لاعتماد المولدات والأمبيرات والخطوط المعفاة من التقنين، وكلها حلول بتكاليف عالية جداً، بحسب تعبير التّجار، ما يرتب زيادة حتمية برأيهم على أسعار السلع لتعويض التكاليف، فيما تصل هذه الزيادة بالواقع إلى أكثر من نصف سعر السلعة في بعض الأحيان، فاليوم حتى لو أردتَ شراء المياه، يسأل التاجر: باردة ولا فاترة؟ ولكلّ منها سعر مختلف!
أمين سرّ جمعية حماية المستهلك بدمشق عبد الرزاق حبزة أوضح أن انقطاع الكهرباء، ومدى نفقاته على التبريد يأخذ حيزاً كبيراً من الكلفة الأولية للسلع الغذائية، حيث تسبّب عمليات التبريد التي يلجأ لها التاجر زيادة 20% تقريباً، يتمّ تحميلها للسعر بشكل مباشر، بينما نجد مبالغات كبيرة لدى البعض ورفع السعر بنسبة 50%، والأمر ينطبق على أي خدمة من الخدمات اليوم، فمجرد سؤال “بشغلك المولدة؟” يكلف المستهلك 5-10 آلاف ليرة إضافية!.
وأضاف حبزة أن بعض محال اللحومات تستخدم باليوم 3-4 قوالب ثلج –على الأقل- للتبريد، إن لم يكونوا مشتركين بأمبيرات أو يملكون مولدات، ويقومون بتحميل تكلفتها للسلعة، موضحاً أن عمليات الإذابة والتبريد بشكل يومي لبعض السلع نتيجة عدم استمرارية الطاقة، تسبّب تلفاً للمواد الغذائية، فمن الناحية الصحية تذوب المواد وتتجمّد عدة مرات خلال اليوم الواحد، مما يتسبّب بجرثمة بعضها، ومن واجب الشؤون الصحية أخذ عينات غذائية بشكل مستمر ويومي من الأسواق لمعرفة مدى إصابتها بالجراثيم، حتى البوظة اليوم، وهي الأكثر تعرضاً للغش، ففضلاً عن ذوبانها، تبيّن أن قسماً كبيراً منها من مصادر مياه غير معروفة.