رياضةصحيفة البعث

في أولمبياد باريس.. ماذا جنت رياضتنا من مشاركتها؟

ناصر النجار

بعد النتائج المخزية التي حقّقها رياضيونا في أولمبياد باريس حتى الآن نسأل: ماذا جنت رياضتنا من هذه المشاركة؟..
ولم نعد نقبل بمقولة الاستعداد والاحتكاك والاطلاع على تجارب الآخرين، لأن كلّ المشاركات التي تسبق الأولمبياد هي بمنزلة الاستعداد له، فالأولمبياد هو الامتحان الذي تضع الرياضة في مكانها الصحيح، فنعرف من اجتهد وتفوق، ونعرف من أخفق وتراجع.
والمشاركة في الأولمبياد كشفت رياضتنا على حقيقتها، فكل الألعاب التي شاركت حتى الآن أثبتت أننا بعيدون كلّ البعد عن الرياضة الصحيحة وأن ما نمارسه هو أشبه بالرياضة، حتى الهواة باتت أرقامهم أفضل مما يحققه رياضيونا.

والمؤسف أن يظهر لاعب الجمباز ليث نجار بهذا المستوى المتواضع ويحقق النتائج المتأخرة بترتيب قريب من المركز الأخير (36 من 39) وهو المغترب في أمريكا ومدرّبه أمريكي، فكيف لو شارك مكانه لاعبونا المحليون؟ ولو عدنا قليلاً إلى الوراء لنتذكر كيف ضجّت وسائل الإعلام بخبر قرار الإيفاد الخاص بالجمباز المشارك بالبطولة العربية الأولى (الباركور) عندما تخلّى المكتب التنفيذي عن البعثة بعدم تحمّله أي نفقات، حتى أنه تخلّى عن أي مساعدة لوجستية للبعثة كإصدار جوازات سفر مثلاً، بعض اللاعبين شاركوا على نفقتهم وتحمّلوا أعباء كلّ شيء في سبيل رياضتهم، لكن بمثل هذا التفكير وهذه المعاملة لا يمكننا أن نخطو خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح في الرياضة.
أما في السباحة فالمصيبة أكبر، ولن ندخل في بعض التفاصيل ونتركها لأصحاب الشأن، لكن المركز ما قبل الأخير مع الرقم المسجل يدعو للأسف، وشكراً للباكستان التي جاءت أخيرة فحرمتنا من ذلك، لكن مثل هذه النتيجة توحي لنا أن التغنّي بأبطال السباحة الذين يحققون النتائج هنا وهناك ليس إلا افتراء، وبمعنى آخر كلّ البطولات التي ينال فيها سباحونا الألقاب والميداليات هي بطولات سياحية لا قيمة لها، وإذا عدنا بالذاكرة سنة إلى الوراء نكتشف أن سباحنا الذي حقق الذهب والفضة والبرونز في عدة سباقات بدورة الألعاب العربية التي جرت في الجزائر لم يحقق ذلك إلا لضعف المشاركة، والدليل ظهر اليوم والأولمبياد كشف كل الحقائق.

الجودو كانت على الشاكلة نفسها وألعاب القوى على الطريق نفسه ولن نزيد، ولم يتبق أمامنا إلا الفروسية ورفع الأثقال ونحن ننتظر أن تحمل هاتان اللعبتان رياضتنا وهكذا هو عهدنا بالرياضة ننتظر طفرة تنقذ كلّ شيء من الخراب.

في المحصلة العامة نكرّر السؤال: ماذا جنت رياضتنا من مشاركتها بدورة الألعاب الأولمبية في باريس؟.