رعب الانتظار يشل الحياة في الكيان
د.معن منيف سليمان
يعيش الكيان الصهيوني حالة من الترقب والانتظار للرد الإيراني على جريمة اغتيال قادة المقاومة في فلسطين ولبنان. هذا الترقب والانتظار أصاب قطعان المستوطنين بالرعب والهلع وشل حياتهم حتى أنه بات أثقل عليهم من الهجوم نفسه، وليس على وسائل الإعلام المختلفة والمحللين سوى التوقعات وعرض سيناريوهات كثيرة، بما في ذلك سيناريو زوال كيان الاحتلال من الوجود.
فعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الغرب والدول الإقليمية، تصر الجمهورية الإسلامية على أنها ستنتقم من الكيان، وهذا ما أكده قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي في تصريح بأنه “لا بد من معاقبة الكيان”. وقد كشف الإعلام الصهيوني النقاب عن أن الرد من جانب إيران وحزب الله مؤكد، بعد مداولات عسكرية وأمنية لدى الاحتلال.
ولكن الصهاينة لا يعرفون في أي وقت أو يوم أو أسبوع سوف يقع الرد الحتمي وطبيعته وحجمه ومن سيشارك في تنفيذه، ما دفع بالمسؤولين الصهاينة إلى التخمين والترجيح في تقدير زمن الرد وطبيعته، حيث رجح بعضهم أنه ربما سيكون أكبر في حجمه من الرد السابق في ١٣ نيسان الماضي، وأن يكون مشتركاً مع حزب الله الذي يسعى للرد على اغتيال الاحتلال للقائد العسكري الكبير في الحزب، فؤاد شكر.
وتوقع بعضهم الآخر سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف قطعان المستوطنين، وأن الرد لن يكون محصوراً في أهداف عسكرية فقط. فيما أكدت تقديرات أن إيران لم تقرر بعد حجم ردها المرتقب، ولكنهم مجمعون على أن الرد قادم لا محال في الأيام القريبة القادمة، ولذا فإن الكيان الصهيوني أمام تحدٍ كبير وغير مسبوق.
وشملت حالة التأهب إغلاق قاعدة عسكرية شمال القطاع وتغيير مسار الطائرات في مطار اللد، ووصول حالة التأهب إلى شمال يافا “تل أبيب”. في الوقت الذي أعلنت فيه شركات طيران أجنبية إلغاء أو تقليص رحلاتها الجوية إلى الكيان، وقامت بعض الدول بتحذير رعاياها من الذهاب إلى الكيان الصهيوني، وكذلك بعض دول المنطقة. وقام الكيان بإغلاق مجاله الجوي في الأراضي المحتلة وعدد من أجواء دول المنطقة خوفاً من الرد.
وفي السياق نفسه، أعلنت شركة مستودعات الكهرباء أن معدل مبيعات المولدات ومحطات الطاقة الكهربائية على موقع التداول الخاص بها ارتفع بنسبة مرتين ونصف، بسبب الوضع الأمني.
كما شملت حالة التأهب وقف الحركة والدراسة والبقاء قرب الملاجئ، حيث قام الكيان بفتح جميع الملاجئ، إذ يخطط رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” وأفراد عائلته لدخول مجمع المخبأ تحت الأرض في القدس المقرر استخدامه من قبل كبار المسؤولين في كيان الاحتلال في حالة وقوع هجوم إيراني على الكيان.
إن رعب الانتظار الذي يعيشه الصهاينة في هذه الأيام هو أثقل عليهم من الهجوم نفسه، وهذا جزء من العقاب والرد والمعركة كما أكد السيد حسن نصر الله، وقد قدم رئيس بلدية “كريات شمونة” السابق، وصفاً دقيقاً لهذه الحالة عندما قال:” كان فقط سكان الشمال والجنوب يعيشون في توتر، ولكن الآن هناك تسع مليون مستوطن مرتعبون، بسبب التهديدات الأخيرة بالرد”.