تحقيقاتصحيفة البعث

“تنفيسة” الموارد المائية تنغص عمليات سقي مزروعات عكار!

طرطوس- وائل علي

استطاع مشروع آبار سهل عكار جنوبي مدينة طرطوس الذي يروي 2200  هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة إعادة رسم الحياة الزراعية وتحويلها لمنطقة استقرار زراعي واقتصادي واجتماعي لتشكل مع الأيام سلة سورية الغذائية المتكاملة، فحيث توجد المياه توجد الحياة كما يقال، ما أتاح إدخال زراعات متنوعة الأصناف على مدار فصول السنة ابتداء من الزراعات المحمية والزراعات الاستوائية الجديدة إلى جانب الزراعات الحقلية المختلفة من البندورة والبطاطا والخيار والباذنجان والكوسا والفاصولياء والفستق السوداني والفريز وغيرها.

103 آبار

يتكون المشروع من مئة وثلاثة آبار ارتوازية تشكل كل خمسة آبار مجموعة تتدفق مياهها ضمن بواري مطمورة لتصب في مجمع ثم تتوزع في أقنية مكشوفة تتوزع على أراضي المزارعين، إلى هنا والأمور تسير على ما يرام طوال عشرين عاماً وفق الشكوى التي وصلتنا من “عمران حمد” نيابة عن مجموعة من  مزارعي السهل المتضررين الذين أكدوا أنه منذ ثلاث سنوات تقريباً بدأت أصوات المزارعين تعلو وترتفع احتجاجا على ما قام به “حامي” المشروع وهو مديرية الموارد المائية بطرطوس بسبب الموافقات التي بدأت تمنحها للمزارعين لسحب المياه بطريقة سميت (تنفيسة) تعتمد على السماح بثقب البواري المطمورة والمضغوطة في أماكن محددة وتركيب وتلحيم بواري بأقطار تتراوح بين ( 2 – 4 ) إنش توصل بأنابيب وتذهب إلى حيث يريد صاحبها وهو نظام ري لم يذكر بالتاريخ منذ سد مأرب حتى اليوم.

بداية الاستنزاف

يقول الشاكون أن الموضوع بدأ خجولاً ثم توسع حتى استنزف أكثر من نصف مياه المشروع.

ففي نقطة واحدة (غرب جسر مشاة سهل ميعار شاكر بـ 500 م) يوجد 45 تنفيسة وعلى بعد خمسين متر منها يوجد 15 تنفيسة أخرى.

ومع الإشارة إلى أن الضغط الحاصل في بواري المياه المضغوطة يضاعف كمية المياه الخارجة من التنفيسة لضعف قطرها فإن كمية المياه التي تخرج من النقطة المشار إليها تصل لحدود 112.5 إنش.

وباعتبار الغزارة الوسطية للبئر 4 إنش نستنتج أنه تم خروج أكثر من 25 بئرا من الخدمة (من الشبكة) وفي نقطة واحدة،. أي ربع كمية المشروع .

النتيجة: على أرض الواقع خروج أكثر من نصف كمية مياه المشروع خارج الشبكة فأصبحت كمية المياه الواصلة إلى مجمعات التوزيع غير كافية لتتوزع باتجاهين حسب ما تم تصميم المجمعات لأجله، فقام المواطنون بتكسير الحواجز البيتونية ضمن المجمعات لتوجيه المياه القليلة الواصلة إلى المجمع باتجاه واحد، هنا بدأت المشاكل والخلافات بين الأهالي وتدخلت الشرطة عدة مرات مما تسبب في حدوث مشاكل وخلافات اجتماعية متعددة بين الأهالي وأصبحت بساتيننا معرضة لليباس والتصمغ والأمراض العديدة بسبب العطش.

ويوضح أصحاب الشكوى أنهم تقدموا ولثلاث سنوات متتالية بكتب إلى مديرية ري طرطوسـ، وآخرها “كتابنا تاريخ 9/ 6/ 2024” بدون نتيجة، مع الإشارة إلى أن “التنفيسات” تركب بطرق بدائية وتتسرب المياه منها وتهدر في أماكن التركيب، كما يتم حفر الطرق العامة وتخريبها لمد  التنفيسات من جهة إلى أخرى ثم تثقب البواري نتيجة مرور الآليات وتتسرب مياهها على الطرق وتخربها.

وبيّن الشاكون أن قسماً كبيراً منها لا يذهب للري بل يستخدم في المنازل لتعبئة خزانات المياه بسبب نقص مياه الشرب على اعتبار أن مياه الآبار صالحة للشرب، وأيضاً تستخدم التنفيسات للغسيل والتنظيف وبعضها يصب في أراضي بور لتنبت الأعشاب وترعى البهائم كما أنها لا تخضع للتقنين وتعمل 24/ 24  وآخر الموافقات كانت لتنفيسة بطول 700 م فأصبحنا خارج حدود المشروع على أرض الواقع، وأصبح المشروع في حالة موت سريري يحتاج لإنعاش وتحديداً في المنطقة المحيطة بعقدة مرور ميعار شاكر شرق وغرب الأوتوستراد وخط القطار باتجاه الشمال، حيث هناك أقنية لم تمر فيها المياه منذ أكثر من عام (القناة الملاصقة لخط الأوتوستراد من جهة الغرب من جسر ميعار شاكر باتجاه الشمال). والقناة الملاصقة لخط القطار من جهة الغرب من جسر ميعار شاكر باتجاه الشمال (نصفها الشمالي).

وطالب الشاكون بعرض معاناتهم بالسرعة الكلية فلقد أصبحت لقمة عيشهم في هذه الظروف القاسية مهددة والحل الوحيد الذي لا مهرب منه إعادة العمل بالمشروع حسب التصميم الأساسي (أقنية مكشوفة) وإغلاق التنفيسات التي لامبرر لها سوى خدمة عدد من الأشخاص والإضرار بالآخرين سيما أن مساحات مهمة من الأراضي باتت على وشك اليباس والخراب.

الموارد المائية توضح

محمد محرز، مدير فرع الموارد المائية بطرطوس، أوضح أنه تم إعطاء تنفيسات للمزارعين عن طريق تركيب شجرة تركب عليها مآخذ مياه قطر 2 إنش من أجل استخدام تقنيات الري الحديث والتقليل من استهلاك المياه وهدرها بطريقة الري التقليدية وذلك عن طريق تنظيم أدوار السقاية.

ويؤكد مدير الفرع أنه يتم من خلال خطة الصيانة في كل عام وبشكل دوري وبعد انتهاء موسم الري معالجة أي تخريب قد يحصل على الأقنية وبشكل فوري أثناء موسم الري بعد قطع المياه يوم الجمعة.

وبخصوص الإشكالات التي تحدث أثناء عملية السقاية من هذه التنفيسات والأقنية يتم معالجتها من قبل عناصر المديرية الفنية في حينها وإن كمية المياه المعطاة في الأقنية كافية لإرواء عقارات المزارعين ضمن نطاق الشبكة.