650 دولار خلال ساعتين!
حسن النابلسي
ماذا ستفعل لتكسب المال إذا كان كل ما تملك هو عبارة عن خمسة دولارات وساعتين من الوقت فقط!.
هذا هو ملخص الاختبار الذي أجرته إحدى الجامعات العالمية لتحفيز طلابها ليكونوا من أصحاب ريادة الأعمال، حيث تم إعطاء كل فريق من الفرق الأربعة ظرفاً مغلقاً يحتوي على خمسة دولارات، وبإمكانهم إمضاء الوقت الذي يريدونه لتخطيط كيفية تحقيق هذه المهمة، كما تم إعطاؤهم مدة أربعة أيام لإنجاز المهمة. وبمجرد فتح الظرف فإنه سيكون لديهم ساعتين فقط لتوليد أكبر قدر من الأموال، بعد هذا سيكون على كل فريق إرسال عرض تقديمي يتم من خلاله شرح ما قاموا به.
الفريق الأول لجأ مباشرة لشراء ورقة يانصيب، وهي طريقة تحتمل مخاطر كبيرة جداً مقابل فرصة ضئيلة لربح الجائزة الكبرى، وأقدم الفريق الثاني على شراء الليمون بالـ 5 دولارات وعصره ومن ثم بيعه كعصير، في حين قام الفريق الثالث بإنشاء موقف لغسيل السيارات، والخياران الأخيران من الخيارات الجيدة للراغبين في كسب بضعة دولارات إضافية خلال استخدام المال في ساعتين، لكنهما تقليديان!
أما الفريق الرابع فقد قام بإنشاء موقف أمام اتحاد الطلبة في الجامعة يعرض من خلاله على أصحاب الدراجات الهوائية خدمة قياس ضغط الهواء مجاناً، فإن كانت الإطارات بحاجة إلى تعبئة يقومون بنفخها مقابل دولار واحد.
في البداية، اعتقد البعض أن طلاب هذا الفريق يستغلون زملاءهم، حيث أنه باستطاعتهم القيام بهذا مجاناً في محطة الوقود القريبة. لكن بعد تقديم الخدمة لبعض العملاء لاحظ الفريق أن راكبي الدراجات ممتنين للغاية من هذه الخدمة على الرغم من توفرها مجاناً في مكان قريب. بعد مدة قرر الفريق عدم طلب مبلغ ثابت من المال مقابل تقديم الخدمة (دولار) بل طلبوا التبرع بأي مبلغ مالي مقابل هذه الخدمة، مما زاد من دخلهم، كما أن عدد المرتادين للخدمة قد ازداد. وقد نجح الفريق بالحصول على مبلغ وقدره 650 دولاراً، أي أن متوسط العائد الاستثماري للخمس دولارات يساوي 4000%.
لقد أدرك هذا الفريق أن ما يملكه من مال ليس بالشيء المعتبر، وأن مجرد التركيز على كمية النقود التي لديه سيجعل من الصعوبة بمكان تحقيق هدفه، مما دفعه لإعادة التفكير بالمشكلة بشكل أوسع، فهذه المهمة ضاعفت لدى أعضاء الفريق مهارات الملاحظة واستغلال الموهبة وحررت إبداعاتهم للبحث عن حلول للمشاكل المنتشرة في الوسط الذي يعيشون به، فهم خبراء في مناطقهم ويعرفون ماذا تحتاج له أكثر من غيرهم، ولعل هذه الأخيرة بالذات ما يجب التركيز عليها في مشاريعنا التنموية والخدمية، فأهل مكة أدرى بشعابها!
ولمن يودّ الريادة، نوضح بأنها تقوم على قوائم أربع: تحديد الفرص، تخمين التحديات المحتملة لأي مشروع، الاعتماد على الموارد المحدودة، وابتكار الخطط والوسائل المساعدة.