بعد التعاقد مع الإسباني لانا.. علة كرتنا ليست في المدرب فقط
دمشق – سامر الخيّر
يعيش اتحاد كرة القدم أحداثاً متتالية هذه الأيام، فأجندته مليئة بالبطولات والمعسكرات لأغلب الفئات، لكن الحدثين الأكثر تداولاً هما فكّ الحظر عن ملاعبنا، وهي الأولوية القصوى لاستكمال الرؤية المزعومة حول عملية إعادة بناء اللعبة، وعلينا عدم التنازل عن هذا المطلب المحق، وخاصة بعد فتح صالات كرة السلة أمام البطولات الدولية.
والثاني تعيين مدير فني لمنتخب الرجال بعد مخاض طويل، حيث انقسم الشارع الرياضي بين منتقدٍ هَمُّه رؤية منتخبنا يعود لسكة الانتصارات، وبين من لم يعجبه الخيار، فالإسباني خوسيه لانا، وكأي مدرّب يستقدم له إيجابيات وسلبيات، لكن في وضعنا إيجابياته ومهاراته إن استثمرت بالشكل الصحيح هي أكثر بكثير من سلبياته، ما يرجعنا إلى التساؤل القديم، هل العلة حقاً في المدرّب؟
كلنا نعلم أن فكرة استقدام مدربٍ أجنبي يعيد بناء كرتنا من القواعد وفق مشروع ضخم يمتدّ لعدة سنوات كما قامت به عدّة بلدان، هو العنوان الأبرز الذي جاء به اتحاد الكرة منذ تشكيله، وعليه قام بالتعاقد مع الهولندي مارك فوته وعيّنه كمدير فني للاتحاد ومسؤولاً عن مشروع تطوير كرتنا، ورغم الفشل والفساد اللذين أحاطا بهذه الخطوة، إلّا أن الفكرة صحيحة، ولا يجب التراجع عنها، وإنما التعامل بمسؤولية، فما حصل مع منتخب رجالنا أصبح قضية وطنية بامتياز وليس فقط رياضية.
وإذا فرضنا حقاً أن الاتحاد يحاول بجدية وبصدق هذه المرة وأنه درس خطوته باستقدام لانا، وبما أننا على بعد سنتين ونصف تقريباً من أول مباراة دولية لمنتخب الرجال، سيكون أمامه خياران لاستثماره، الأوّل ينادي به الكثيرون باستكمال رؤية وسبر لاعبينا المغتربين والعمل قدر المستطاع على جمع رجالنا في معسكرات كلما سنحت الفرصة، وخاصة إذا ما فكّ الحظر عن ملاعبنا، وهنا يكون المكسب مضاعفاً، الاحتكاك بين اللاعبين المحليين والمحترفين والمغتربين وتوحيد إيقاع اللعب بين المدارس الكروية العديدة التي ينتمي لها لاعبونا غير المحليين، ليتبع نهجاً إسبانياً هذه المرة.
أما الخيار الثاني، فهو الأكثر جدوى والأفضل لكرتنا – لكننا للأسف نعاني من تهميش كل الفئات والمنتخبات لحساب المنتخب الأول من الشارع الرياضي قبل المسؤولين – وهو المحاولة مرة أخرى في بناء القواعد وتطوير الكرة وفق رؤية واضحة يعدّها ويطرحها المدرّب الإسباني ويتعهد باستكمالها، فهو بحسب سيرته التدريبية أفضل “المتاحين” لهذه المهمّة، والوصول إلى مونديال 2030 لا يكون من بوابة المحترفين فقط وإنما بإعطاء الفرصة للاعبينا المحليين، ولدينا العديد من المواهب الكبيرة التي إذا ما صقلت وأعدّت جيداً سيكون أمامها مستقبل مشرق وليس آخرها مالك جنعير، وحتى لو كان دورينا الممتاز يعاني لا يجب أن نظلّ ننظر إليه بتشاؤم مطلق، فهو في يوم من الأيام أخرج العمرين السومة وخريبين والمواس وقبلهم الخطيب.