دراساتصحيفة البعث

شلل الأطفال يهدد غزة

سمر سامي السمارة

ذكرت صحيفة “الغارديان” أنه تم تسجيل أول حالة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة النوع 2 منذ 25 عاماً في مدينة دير البلح لرضيع يبلغ من العمر 10 أشهر، مشيرةً إلى أنها ليست سوى بداية للعديد منها إذا لم يُسمح للأمم المتحدة بإعطاء اللقاحات لـ 650 ألف طفل في القطاع، وهو ما سيتطلب بالتأكيد وقف إطلاق النار.

ونتيجة اكتشاف هذه الحالة، طالبت الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف بوقف إطلاق النار، للقيام بحملتين للتطعيم ضد شلل الأطفال، والسماح للأسر والأطفال بالوصول إلى المرافق الصحية لتلقي التطعيم، مشيرةً إلى أنه بدون هدنة ووقف لإطلاق النار لن يكون هناك تنفيذ للحملة.

وأضافت المنظمة إن نحو 95% من الأطفال في غزة يحتاجون إلى التطعيم لمنع تفشي المرض، وفي غياب وقف إطلاق النار، لا يستطيع عمال الإغاثة التحرك بأمان لوضع الترتيبات اللازمة لتوزيع الجرعات. كما ترغب منظمات الإغاثة باستخدام دير البلح لتخزين وتوزيع اللقاحات، ولكن جيش الاحتلال أمر الجميع مرة أخرى بالخروج منها وقام بقصفها، مدمراً البنية التحتية الطبية المتبقية هناك، ومشرداً نحو 250 ألف فلسطيني مرة أخرى من ملاجئهم منذ بداية شهر آب الحالي.

كما حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بشأن غزة، فيليب لازاريني من أن: ” تأخير الهدنة الإنسانية سيزيد من خطر انتشار المرض بين الأطفال، وأن إيصال اللقاحات إلى غزة والحفاظ على سلسلة التبريد غير كاف، ومن أجل تحقيق الأثر المطلوب، يجب أن تصل اللقاحات إلى أفواه كل طفل تحت سن العاشرة،  فلا يزال ملايين الأطفال يفتقدون التطعيمات الروتينية، بسبب الاضطرابات الوبائية والصراعات والكوارث المناخية والنزوح”.

لقد انخفضت معدلات لقاح شلل الأطفال من النوع 2 بشكل كبير خلال الأشهر العشرة الماضية، نتيجة العدوان الشامل الذي شنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على سكان غزة، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 15000 طفل، وطرد السكان وعمال الإغاثة من العديد من المناطق الآمنة المفترضة، وتدمير المرافق الطبية، ما أسفر عن صعوبة وصول الأدوية أو استحالتها بسبب القصف المستمر ونقص الوقود والفوضى العامة التي ألحقت عمداً بجميع السكان.

بالرغم من ادعاء السلطات الإسرائيلية السماح بتسليم الشاحنات المبردة اللازمة للقاحات، وكذلك جرعات اللقاح نفسها عبر معبر كرم أبو سالم، إلا أن عمال الإغاثة يؤكدون أن هذه الخطوات لا تفيد على الإطلاق ما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار للسماح لعمال الإغاثة بالتحرك وإعطاء اللقاحات للأطفال.

لقد لقي  أكثر من 40 ألف شخص في غزة حتفهم، وكان جلهم من النساء والأطفال، ففي المجال الطبي في غزة، تسير الحرب لإنقاذ الأطفال بشكل سيئ للغاية إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على القطاع بأقصى سرعة ممكنة.