محصول السمسم.. توسع مستمر نتيجة العائد الاقتصادي ومطالب بإدراجه كمحصول استراتيجي
دمشق – محمد العمر
ما يهمّ الفلاح اليوم الحصول على مردودية جيدة في إنتاجه من أي محصول كان، وخاصة مع ارتفاع التكاليف الزراعية للمستلزمات وتراجع الدعم المقدّم، ليكون محصول السمسم من المحاصيل الرئيسية التي بات الفلاح يلجأ إليها اليوم نظراً لمردوده الاقتصادي الوفير وحاجته المنخفضة نوعاً ما من مدخلات الإنتاج مقارنة مع غيره، وحسب بيانات وزارة الزراعة يبلغ متوسط إنتاج الدونم الواحد في سورية من السمسم 25 كغ للبعل، و80 كغ للمروي، ويتراوح إنتاج الهكتار 300 كغ للبعل، و1000 كغ للمروي، علماً أن حلب والحسكة والرقة ودير الزور هي أبرز مناطق الإنتاج.
عدد من الفلاحين ممن التقتهم “البعث” أكدوا أن زراعة السمسم في حلب وريفها والقنيطرة ودرعا والمنطقة الجنوبية بشكل عام تعتبر ناجحة، وهو محصول ذو إنتاجية جيدة ومردود ناجح إذا تمّ التعامل معه بالشكل المناسب، وأن هناك الكثير من الأسر قد باتت تعتمد عليه اليوم، نظراً لارتفاع سعره، حيث يباع سعر كيلو السمسم حالياً بالأسواق بين 35 و40 ألف ليرة، وهناك إقبال كبير من التّجار، حسب قولهم، لشراء محصول السمسم لكونه يدخل في الصناعات الغذائية وغيرها من الصناعات.
وحسب قول بعض الفلاحين فإن السمسم يعتبر من المحاصيل المكلفة مادياً بسبب الحاجة إلى آليات خاصة لنثر البذار والحصاد، وتأمين المحروقات لتشغيل بئر المياه، بالإضافة إلى النايلون لنشر المحصول بهدف تجفيفه وتأمين عدد كافٍ من العمال، إلا أنه يعتبر أقل تكلفة من غيره حسب الطريقة التي يتمّ بها الحصاد والتجفيف، ويأمل الفلاحون إدراج زراعة السمسم كمحصول إستراتيجي مثل القمح، وأن يتمّ استجرار المحصول عن طريق السورية للتجارة ليتخلّص الفلاح من احتكار التجار والسوق السوداء لتأمين مستلزمات الإنتاج والتسويق.
مردودية جيدة
رئيسُ مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين محمد الخليف أكد أن السمسم بات من الزراعات المهمّة التي يعتمد عليها الفلاح في معيشته، وهو يعدّ من المحاصيل الزيتية المهمّة بشكل عام التي تحتاج إلى عناية وتخطيط لتحقيق أفضل النتائج، وهناك أراضٍ في سورية ناجحة بزراعته تمتلك طبيعة مناخية وأرضاً مناسبة له، حيث يزرع في العديد من المحافظات السورية، منها الحسكة ودير الزور وحلب ودرعا والقنيطرة، وذلك لجدواه الاقتصادية المهمّة للفلاحين، مشيراً إلى أن زراعة السمسم منها يكون محاصيل بعلية، لكن بسبب قلة الهطولات المطرية خلال الفترة الماضية، تراجعت الزراعة إلى حدّ ما في بعض المناطق، وبالمقابل عادت المساحات المزروعة لتكون جيدة بشكل عام ولتزداد مؤخراً، حيث يقوم عدد من الفلاحين بزراعته مروياً ويطبقون عليه الري الحديث، ومنهم من يقوم بزراعته عقب محصول الفول الشتوي، حيث تكون التربة غنية بالمواد الكفيلة بدعم نموه وارتفاع مردوده الاقتصادي من المساحة المزروعة. وأوضح أن زراعة السمسم ارتفعت بنسبة تنفيذ الزراعات الصيفية به لتوافر مياه الري، والتي ساعدت الفلاحين على استثمار أراضيهم بالشكل الأمثل بعد تأهيل جميع مصادر الري وتأمين مستلزمات الإنتاج، وأهمها مادة المحروقات التي تمّ تخصيص الفلاحين بالكميات اللازمة لأعمال الزراعة، ومنها تحديد ٤٠ ليتر مازوت لكل دونم مزروع بالزراعات الصيفية الفعلية بعد تحديد المساحة بدقة من قبل لجنة مشكلة وبعد الكشف الحسي في المحافظات.
وبيّن خليف أن هناك مردوداً جيداً من زراعة السمسم، لكونه يعتبر من أشهر أنواع البذور التي تدخل في صناعة الكثير من أنواع الحلويات، كما تصنع منه الطحينة التي تدخل في العديد من أطباق موائد الطعام الرئيسية، لافتاً إلى أنه بقدر ما تكون مردوديته وأهميته الاقتصادية، يجري الاهتمام به، وتقديم الإرشادات الزراعية الضرورية حول كيفية رعايتة، ولاسيما أنه يطبق عليه برنامج الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات التي قد تصيبه، وخاصة فراشة السمسم التي تعدّ من أهم الآفات الزراعية التي تصيبه.
محصول مهم
بدوره الخبير الزراعي محمد القاسمي أكد أن محصول السمسم بات من المحاصيل المهمّة والاستراتيجية التي أخذت دور غيرها من الزراعات نتيجة تراجعها من ناحية، وبسبب ارتفاع مردودية السمسم وعائديته على الفلاح والتكاليف المقبولة من ناحية أخرى، هذا فضلاً عن قلة الريات المائية والتسميد، إلا أن نبات السمسم يختلف عن غيره من حيث العناية والاهتمام كون نباته يكون هشاً، والبذور يمكن أن تسقط بسهولة، ناهيك عن تعرّضه لعدة آفات وأمراض زراعية، لذا إدارته تتطلّب معرفة دقيقة لكل آفة والطرق المناسبة لمعالجتها، وخاصة تعرّضه لديدان الأوراق كدودة القطن التي تتغذى على أوراق السمسم، مما قد يؤدي إلى تدمير كامل للمحصول، وهناك سوسة جذور السمسم التي تُسمّى اليرقات والفراشات المتغذية على جذور النبات والأوراق، مما قد يؤدي إلى ضعف النبات وموته.
وحسب قول القاسمي، يجب استخدام المبيدات وفقاً لتوصيات الخبراء وبمعدلات الجرعة الموصى بها لتجنّب التأثيرات الضارة على البيئة والصحة، والمهمّ دائماً للمزارع استشارة خبراء الزراعة المحليين أو مراكز البحث للحصول على معلومات مُحدَّثة ومناسبة للظروف المحلية وللحدّ من انتشار الآفات بطريقة مستدامة وآمنة.