دراساتصحيفة البعث

استقالات بالجملة في جيش الاحتلال

د. معن منيف سليمان

تتابع سلسلة الاستقالات في جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عملية طوفان الأقصى، مع احتمال أن تتوالى في الأيام القادمة، بسبب سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاجرامية. يعدّ “يوسي شاريئيل” قائد الوحدة 8200 هو ثاني مسؤول استخباري عسكري يعلن استقالته بعد رئيس شُعبة الاستخبارات العسكرية “أهارون هاليفيا” في نيسان الماضي.

والوحدة 8200 هي وحدة استخبارات متخصّصة في الإشارة وفكّ الشيفرات، وهي تابعة لشُعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقائد هذه الوحدة هو ضابط يتمّ الحفاظ على سرية هويته دائماً في أثناء خدمته.

وكان رئيسُ تراخيص الأسلحة النارية يسرائيل أفيشر قد قدّم استقالته في كانون الأول 2023، وقبله غوزي ليفي قائد الشرطة الإسرائيلية في منطقة الضفة الغربية دون توضيح لأسباب الاستقالة.

وفي آذار الماضي أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري استقالته ومعه عدد كبير من كبار المسؤولين في نظام المعلومات في الجيش الإسرائيلي، كما قدّم مندوب الجيش الإسرائيلي في طاقم المفاوضات اللواء احتياط نيتسان ألون استقالته من منصبه مطلع آذار الماضي اعتراضاً على إصرار رئيس الوزراء نتنياهو منع توسيع صلاحيات الوفد المفاوض.

وفي أيار الماضي، استقال المسؤول عن السياسة الأمنية والتخطيط الاستراتيجي في ما يُسمّى “مجلس الأمن القومي” الإسرائيلي، يورام حمو، على خلفية إخفاقه في كشف عملية “طوفان الأقصى”، وكان قائد القوات البرية تامير يدعي آخر المستقيلين مطلع أيلول الجاري.

وجاءت موجة الاستقالات في أعقاب نشر هيئة البث الإسرائيلي تسجيلاً صوتياً لأسيرين إسرائيليين في قطاع غزة قبل لحظات من مقتلهما على أيدي جنود إسرائيليين.

إن هذه الاستقالات تكشف عن مدى التخبّط الذي يعيشه قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي وتفككه، ويرى مراقبون أن الاستقالات لن تتوقف عند هذا الحدّ، بل ستتوالى في الأيام المقبلة، وقد تتوسّع أمواجها لتجرف معها حكومة “نتنياهو” بأجمعها.