أدباء يودّعون السّيد الشّهيد
نجوى صليبه
كالصّاعقة تلقّى أدباء ومثقّفون سوريّون خبر اغتيال السّيد حسن نصر الله على أيدي المجرم الصّهيوني، وما يزالون إلى اليوم غير مصدّقين الخبر، ويتمنّون لو أنّهم في حلم أو كابوس سيستيقظون منه، لكنّهم وعلى الرّغم من المصاب الأليم، نعوا ورثوا وودعوا فقيدهم بأصدق الكلمات، تقول الشاعرة انتصار سليمان فقالت: “كيف لقلب أن يقوى على فراق سيد الرّجال، وأيّ عمر يكفي لكي نعدد خصالك.. يا سيد الوعد الأمين الصادق الوفي الشجاع الأبي.. يا بقية الرّوح فينا.. هنيئاً لك ما أردت يا سيّد السّادة والقادة والشهداء.. في كلّ أزمة نمرّ فيها كنّا ننتظر إطلالتك، ونهلل لك “مين قدك لما تطل”.. اليوم ننتظرك لتقول لنا ماذا حدث.. لن نصدق غيرك يا صاحب الوعد الصّادق.. أيتام فتنة نهجك يا سيد.. السّماء أطبقت على صدورنا.. أيّ كابوس نعيشه ولا نصدق”.
وتقول الأديبة أنيسة عبود:
الحزن الذي خبأته في أغصان البرتقال،
تساقط اليوم كلّه على راسي
رأسي يؤلمني
لأنك
خرجت منه
كما يخرج قمر من حضن غيمة مسافرة
الحزن الذي صار له أسماء أخرى
ما زلت أسميه
وطني
أمّا الشّاعر قحطان بيرقدار، فمهّد لقصيده بالقول: “كلماتُهُ الأولى في داخلي بعدَ أنِ ارْتَـقى شهيداً”، ثمّ نظم:
لقد تَـخلّصْتُ منّي، فاخْـرُجوا بدمي
إلى الصَّحارى، ولا تُصْغُوا إلى ألـمي
وأشْعِـلُونِـيَ ناراً في الدُّجى، ودَعُـوا
مَنْ جاعَ، يأكُـلُ مِنْ لَـحْمي ومِنْ حُـلُمي
لا تَطْـرُدُوا أيَّ كلبٍ قد أتى فَـرِحاً
يَرجُو عِظامِـيَ مِنْ رأسي إلى قَـدَمي
بلْ أكْرِمُوهُ، فإنَّ الكَلْبَ في نَظَري
أوْفَـى إلـيَّ بحـقٍّ مِـنْ ذَوِي رَحِـمِـي
لا تَـدْفِـنُونيْ، دَعُوني في العَراءِ، أرى
مَـخالِبَ الـنَّسْرِ تَعْـلُو بـيْ إلى القِـمَـمِ
فإنّـني عِشْتُ عُمْري لم أجِدْ أحَداً
يَسُـرُّهُ أنْ أُدانِـي البَـدْرَ بالشَّمَـمِ
هِـيَ الحقيقةُ، لا تَـبْـكُوا عَـلَيَّ أسَـىً
فالدَّمْعُ، يا إخْوَتي، ما كانَ مِنْ شِـيَـمِـي
وتحت عنوان “حُزني عليكَ يا أبا هادي”، نظم الأديب والزّميل الإعلامي محمد خالد الخضر:
يـا لـهـفـتـي وأنـا عـلى أحـزانـي
بـدّل مـكـانـك يـا أخـي بـمكـانـي
خـبـرٌ عـلى جرحي يؤجّـج نـارهُ
ورمـى دمـي وطـغى فهزَّ كياني
الــحـزن ألــوانٌ فــكــيـف أشـدَّهُ
وأنـا اكـتـويـت بـأصعب الألوانِ
إلى قوله:
يــا ربُّ جــاءكَ قــائــدٌ بـأمـانـةٍ
فـاعـطـيـهِ أجـملَ أو أعـزَّ مكانِ
أمّا الشّاعرة والباحثة رجاء شاهين فاستعادت قصيدة كتبتها عن المقاومة تقول فيها:
أطلق ضياك وخلّص بعض أوهامي ففي رؤاك استقامت كلّ أحلامي
وعدت.. يا قمراً.. وعداً يهدهدنا إلى الخلود فأحيا صمتنا الدّامي
إلى قولها:
فأنت نوح الحياة لأمّة قهرت فماؤها صاعق يحيا كآلامي
ياسيّداً أيقظ الإيمان منتصراً أنت العلا أنت ترتيل لأيتامي