دراساتصحيفة البعث

إسرائيل تجّر العالم إلى الهاوية

عائدة أسعد

كان موضوع هذا العام للمناقشة العامة للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت في نيويورك يوم الثلاثاء قبل الماضي والتي استمرت ستة أيام هو: “عدم ترك أي شخص خلف الركب والعمل معاً من أجل تقدم السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمستقبلية”.

وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فإن العالم في دوامة من التغيير، ويواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب حلولاً عالمية. ومع ذلك تستمر الانقسامات الجيوسياسية في التعمق، وتستمر درجة الحرارة العالمية المتوسطة في الارتفاع، وتشتد الحروب دون نهاية في الأفق، وقد ألقت الأسلحة النووية بظلالها المشؤومة على الصراعات، كما بات من الواضح أن العالم يتحرك تدريجياً نحو كارثة قد تبتلع البشرية جمعاء.

ويتعين على بلدان العالم أن تواجه العوامل الثلاثة الرئيسية التي تساهم في التقلبات: الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة التي تتم دون عقاب، والظلم والاستياء الناتج عن عدم المساواة، والمخاطر العالمية غير الخاضعة للإدارة، والتي تخلق حالة من عدم اليقين، وتهدد مستقبل البشرية بطرق غير معروفة.

كما أن الإفلات من العقاب أمر غير مقبول سياسياً، ولا يمكن التسامح معه أخلاقياً. واليوم يعتقد عدد متزايد من الحكومات وغيرها من الجهات أنها تتمتع بحق الخروج من السجن، وأنها تستطيع أن تدوس على القانون الدولي، أو تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، أو تغض الطرف عن اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية، أو قرارات محكمة العدل الدولية، أو تتجاهل القانون الإنساني الدولي، أو تغزو بلداً آخر، أو تدمر مجتمعاً بأكمله، أو ببساطة تتجاهل رفاهة شعوبها.

إن هذا الإفلات من العقاب واضح في مختلف أنحاء العالم، في الشرق الأوسط، وفي قلب أوروبا، وفي منطقة القرن الأفريقي، وفي أماكن أخرى، وألسنة اللهب في حرب أوكرانيا تنتشر دون أي علامة على التراجع، والمدنيون يدفعون الثمن مع ارتفاع عدد القتلى، وتدمير الأرواح والمجتمعات. والآن هو الوقت المناسب لإحلال السلام العادل على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

 

لقد أشار غوتيريش بشكل صحيح إلى أن غزة كابوس لا نهاية له يهدد بسحب المنطقة بأكملها إلى الهاوية، وأن لبنان على حافة الهاوية .

وقد نفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على أكثر من 2000 هدف للمقاومة الوطنية اللبنانية، وقتل أكثر من 600 لبناني خلال الأيام القليلة الماضية، مما يجعل تلك الفترة الأكثر دموية في لبنان على مدى السنوات العشرين الماضية، كما تشير كل الدلائل إلى أن “إسرائيل” تستعد لبدء حرب شاملة ضد الجوار، ويتوجب على شعوب العالم أجمع أن توقف عزم “إسرائيل” عن جرها إلى الهاوية، وسفك المزيد من الدماء، وألا يسمحوا أن تصبح لبنان غزة أخرى.