الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

المحافظات تحيي ذكرى تشرين التحرير… حرب كسرت عنجهية الاحتلال وأكدت أن الإرادة تصنع الانتصار

الجولان السوري المحتل-سانا/ البعث- دارين حسن     

أكد أهلنا في الجولان السوري المحتل أن حرب تشرين التحريرية التي قادها وخطط لها القائد المؤسس حافظ الأسد كسرت عنجهية الاحتلال الإسرائيلي، وأكدت أن الإرادة تصنع الانتصار، مشددين على مواصلتهم النضال حتى تحرير كل ذرة من ترابه وعودته إلى الوطن سورية.

أبناء الجولان الذين كانوا الشاهد على نصر تشرين لا يزال في ذاكرتهم الكثير من حكايا الانتصارات والبطولات التي جسدها حماة الديار على أرض الجولان من سفوح جبل الشيخ شمالاً حتى طبريا جنوباً.

وفي تصريح له، وصف حسن فخر الدين ابن مجدل شمس المحتلة الذي عاش أيام الحرب في قريته كيف كان الأهل يشاهدون من على أسطح المنازل سقوط طائرات الاحتلال على سفوح جبل الشيخ والجولان، وتقدم الجيش العربي السوري الذي جسد أبطاله في ملحمة تشرين مقولة الشهادة أو النصر التي طبقت على أرض الجولان قولاً وفعلاً.

فارس عويدات الذي كان جندياً في الجيش العربي السوري قبل احتلال الجولان قال: لا تزال تلك المشاعر تسري في دمائنا مع أول لحظة انطلقت فيها شرارة الحرب، ومع كل تقدم كنا نكبر ونفخر بتلك البطولات التي لا تزال حتى اليوم راسخة وشاهدة على خسارة المحتل في أرض الجولان، لافتاً إلى أن الشجاعة التي أظهرها حماة الديار كانت لا توصف، حيث كان جنودنا البواسل أكثر تصميماً على تحرير كامل الأرض، وكانت مشارف طبريا على لقاء معهم مثلما كان جبل الشيخ.

من جهته، أكد الشيخ جاد الكريم ناصر أنه رغم مرور 57 عاماً على احتلال الجولان فإن أبناءه اليوم أكثر انتماء لوطنهم سورية وتمسكاً بهويتهم العربية السورية، فهم الذين أفشلوا مخططات الاحتلال على أرض الجولان، ورسموا خارطة المقاومة والنضال بأجساد أبنائهم من شهداء وأسرى، وأكدوا أن بوصلة الجولان لا تتغير يوما.

ولا تزال حتى يومنا هذا معارك تشرين شاهدا على بطولات الجيش العربي السوري بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يخفي الكثير من خسائره على أرض الجولان المحتل، فمن معركة المرصد على أعلى قمم جبل الشيخ مروراً بمعارك بقعاثا وثليجة وكفر نفاخ والدبورة، ومشارف بحيرة طبريا إلى بطولات القطاع الأوسط والجنوبي مثل أبطال الجيش العربي السوري مدرسة في التضحية والشجاعة حطمت أسطورة “الجيش الذي لا يقهر”.

وفي طرطوس، يكتسب الاحتفال بذكرى السادس من تشرين هذا العام بأهمية خاصة وطابع مميز، بتجدد الانتصار ومقارعة العدوان بهمة وإصرار الجيش العربي السوري الأبي على مواصلة عملية تحصين الوطن والدفاع عن ثراه الغالي ضد أعداء الإنسانية مهما كلف ذلك من تضحيات، بالتوازي مع استمرار المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان والمنطقة بالتصدي للكيان الصهيوني الغاصب حتى النصر المبين.
بعض المواطنين تحدثوا لـ”البعث” عن هذه المناسبة الغالية، حيث بينت عضو قيادة شعبة الحزب الرفيقة نسرين بدر أن السادس من تشرين فجر يعربي أصيل تزكيه التّضحيات، يزكيه الإيمان، تزكيه عزيمة لا تلين من الحافظ الأمين إلى البشار الأمين، حيث يعتبر السادس من تشرين فخر العرب يوم هبوا يداً واحدة من أجل قضية العرب الأولى فلسطين بقيادة عظيم الأمة القائد المؤسّس حافظ الأسد.
وأضافت بدر: خيولك البيضاء يا تشرين لم تزل ترمح في الميدان .. فأبطال جيشنا العربي السوري الباسل يدافعون عن ثرى الوطن الحبيب حتى تعلو راية الحق والانتصار على الاستبداد والاحتلال بقيادة الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد.

عضو قيادة شعبة الحزب الرفيق إبراهيم وسوف أفاد بأنه في تشرين يتجدد اللقاء وتكتب معه الحكايات والقصص وتجمع الحروف لصوغ أجمل العبارات الشعرية، ففجر السادس من تشرين تاريخ جديد ونصر مستمر، وما كتب في تشرين كان استمرار لحطين والقادسية وعين جالوت، وفي تشرين كان الفصل وانهيار منظومة الكيان الصهيوني الذي بحسب اعتقاد الصهاينة أن “جيشهم لا يقهر”، ففي تشرين استعاد المقاتل العربي دوره ومبادرته لأول مرة في التاريخ بإعلان الحرب على الصهاينة.

وشدد على أنه في تشرين علت أصوات الكيان الصهيوني تضرعاً لإنقاذهم من غضب المدفعية السورية، و في تشرين سقطت طائرات الكيان الصهيوني في بطاح الجولان ودمشق والقنيطرة كتساقط أوراق الشجر، في تشرين كان العدو قد أخفى هزائمه في جبل الشيخ وسقوط مرصد جبل الشيخ خوفاً من انهيار معنويات جنوده الجبناء أو هروبهم من أرض المعركة.. وفي تشرين قدم الجيش العربي السوري التضحيات والشهداء وتجلت قومية المعركة بمشاركة معظم الدول العربية بالسلاح والمال والجيش والعتاد.

وتابع: قال النفط كلمته وأركع الغرب خوفاً ورعباً من الانتصارات، كما امتزج الدم العربي السوري بتراب الجولان والقنيطرة وجبل الشيخ، وتم تحطيم أهم خطوط دفاعات العدو في خط بارليف على الجبهة السورية وخط الون على الجبهة السورية.
وأكد الرفيق وسوف أن تشرين راية القائد المؤسس حافظ الأسد بطل التشرينين، التصحيح والتحرير، قائد أرعب الغرب والكيان واستمر بحرب استنزاف مع الصهاينة بعد توقف القتال على الجبهة المصرية والتي استمرت ٨٢ يوما أذاق فيها الكيان طعم الهزيمة.

فيما أشار الخبير الاستشاري الإداري الدكتور عبد الرحمن تيشوري، إلى أن السادس من تشرين الأول عام ١٩٧٣ لم يكن يوماً عادياً، بل كان الطوفان الأول على العدو الصهيوني الغاصب، و في ذكرى أعظم وأقدس حرب ونصر في تاريخ العرب الحديث، ما زالت أجيالنا اليوم تستذكر بطولات الآباء والأجداد، فمنذ عام ١٩٧٣ وحتى اليوم أثبت العرب الشرفاء ولاسيما السوريين والمقاومين في غزة وفي جنوب لبنان أن إرادة التحرير و الصراع من أجل الحقوق هي الأقوى والأقدر حسماً في مسار التاريخ، منوهاً بأن حرب تشرين التحريرية لم تكن مجرد معركة عسكرية حققت نصراً عظيماً فحسب، بل كانت اختباراً تاريخياً لإرادة وحيوية الأمة العربية، إذ أكدت الحرب أن الأمة قادرة على الانتصار عندما يلتم شملها، وأن ما يجري اليوم في سورية الحبيبة وفي غزة وفي الضاحية الجنوبية في لبنان من أحداث مؤلمة وعدوان وحصار وحرب وجرائم فظيعة تدعمها أمريكا و”إسرائيل” ودول الغرب منذ القدم وحتى اليوم، بشكل يثبت أن العدو واحد والمعركة ذاتها ومستمرة وأبطال جيشنا يسطرون نفس البطولات.
وأردف الخبير: عهداً على السير والعمل بولاء ووفاء خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي أذهل العالم بصبره وحكمته ووطنيته وحبه لشعبه و بلده.

بدورها، لفتت الشاعرة رفاه حبيب إلى أن حرب تشرين التحريرية استعادت بعضاً من كرامة الشعوب العربية، عندما اجتمعت القلوب وشُدَّت البنادق إلى الأكتاف، وكان الهدف الأوحد هو استعادة الأراضي المحتلة في سورية ومصر من الكيان الغاصب، ففي تشرين توحد الدم العربي لأول مرة وتوحدت كلمة العرب، فقد كان لا بد بعد سلسلة نكبات ونكسات أن تأتي مرحلة أمل وثقة بالنفس وتحرير وانتصار.
وتابعت: لقد جاءت حرب تشرين لتعيد أمجاد الأمة العربية، بعد هزائم حفرت في عمق الوجدان والنفس العربية، ويحضرني هنا، أن أستذكر من أقوال القائد الخالد حافظ الأسد: “نحن أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة، والله ينصر من كان على حق، إنكم تدافعون اليوم عن شرف الأمة وتصونون كرامتها، وتحمون وجودها، وتضحون كي تحيا الأجيال القادمة هانئة مطمئنة”، كما ويحضرني كلام الشهيد السيد حسن نصر الله، إذ قال: “حرب تشرين لم تكن مجرد حرب، فهي نصر تاريخي بكل تأكيد، ولولا مساعدة الولايات المتحدة وقوى الغرب وتقديمها الدعم الكامل لـ”إسرائيل” آنذاك، لكان النصر حاسماً لامحالة”.
وختمت: ما أحوجنا إلى تشرين جديد، يعيد ألق النصر ويردع كيد المعتدي عن بلادنا التي ترزح تحت الاحتلال الغاصب في لبنان وفلسطين.