إرهاب متجدد ومخططات مستمرة
سنان حسن
في الوقت الذي يشن فيه كيان الاحتلال عدواناً على لبنان وفلسطين، يظهر إرهابيو “النصرة” ومن لف لفيفهم في الشمال السوري، مهددين بشن هجوم واسع على جبهات ريف اللاذقية الشمالي وريف حلب الغربي وحماة وإدلب.
هذا التزامن يعيدنا إلى اللحظة الأولى في الحرب الإرهابية على سورية، حيث كان التورط الصهيوني في تدريب وتمويل وتسليح الميليشيات الإرهابية التكفيرية واضحاً، بهدف تدمير الدولة السورية، وما كشفه مسؤولون “إسرائيليون” مؤخراً بأن الاحتلال لم يكتفِ بتدريب مقاتلي الجماعات الإرهابية السورية، بل مولها ودفع رواتبها، يوضح حجم التورط الإسرائيلي الحقيقي في الحرب على سورية منذ ثلاثة عشر عاماً وحتى اليوم.
أما تحرك الإرهابيين الأخير فيأتي في محاولة للتمدد من جديد، مستغلين الظروف الدولية والإقليمية، لإفساح المجال أمام العدو الإسرائيلي لمواصلة عدوانه على سورية، وهذا ما أكده مسؤولون إسرائيليون، الذين يرون في هذه الفترة فرصة مواتية لاحتلال جديد، معتبرين أن “الحلفاء جاهزون” لتحقيق هذا الهدف.
التحركات المريبة لهذه الجماعات الإرهابية في شمال سورية تتقاطع مع الهجمات المتتالية التي تشنها عناصر “داعش” الإرهابية انطلاقاً من قاعدة التنف المحتلة من قبل القوات الأمريكية، والتي تشكل مركزاً لتدريب الميليشيات الإرهابية، كما تتقاطع هذه التحركات مع الاستفزازات التي تقوم بها ميليشيا “قسد الانفصالية” في الحسكة والقامشلي، والتضييق على المواطنين السوريين، ما يعني أن المخططات الغربية والإسرائيلية لا تزال متواصلة، وتعمل بوتيرة عالية على زعزعة استقرار الدولة السورية.
في هذا السياق، تثبت الميليشيات الإرهابية، سواء في الشمال أو الجزيرة أو التنف، أنها لم تكن سوى أداة رخيصة وخسيسة بيد مشغلها الأمريكي والإسرائيلي، وتحركها اليوم يؤكد مجدداً ارتهانها للقرار الغربي الاستعماري. ومن هنا، وبعد كل الفرص التي أتيحت لها من مراسيم عفو رئاسية ومصالحات وتسويات، بات الحل الوحيد المتبقي معها هو المواجهة ودحرها وتطهير الأرض السورية من رجسها.
إن التحركات الإرهابية، والتهديدات التي تطلق عبر منصات التواصل الاجتماعي ليست سوى جزء من حرب نفسية تهدف إلى زيادة الضغط على الجيش العربي السوري وحلفائه على محاور القتال، لكن لا تعتقد هذه المجموعات الإرهابية أنها قادرة اليوم على مواجهة الجيش وحلفائه، فإصرار أمريكا وحلفائها على كسر المقاومة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا المحور كان السبب الرئيسي في إفشال المشاريع الغربية والإسرائيلية واحداً تلو الآخر، وعليه فالمواجهة مستمرة على كل الجبهات، حتى تحقيق النصر الكامل.