روائح وحشرات ومكب للنفايات في الفناء الخلفي لمشفى الأطفال ومركز الخلايا الجذعية!
دمشق – لينا عدره
عادةً ما تكون إطلالة المشافي على حدائق أو مناظر تُسرّ عين المريض، غير أن المشهد مختلف كلياً في مشفى الأطفال الجامعي، ومعه مركز الخلايا الجذعية، وسكن الممرضات، حيث تعاني المشفى منذ أكثر من أربع سنوات، من مشكلة حقيقية لا يمكن تخيّل كيف يتمّ التغاضي عنها من قبل المعنيين، على الرغم من كلّ الكتب الرسمية التي أرسلتها إدارة المشفى خلال تلك السنوات لمعالجتها.
وفي التفاصيل، يعاني مشفى الأطفال ومركز الخلايا الجذعية من روائح كريهة وحشرات ونفايات مرمية خلف حرم المشفى الملاصق تماماً لنهر الديراني، الذي عمدت محافظة دمشق إلى إنشاء حاجز حديدي له منذ مدة، أُوقف معه جريان المياه التي تمّ تحويلها، متعهدةً بإغلاق الجزئية المطلوبة عبر صفائح حديدية، لتتحوّل تلك المنطقة الملاصقة للمشفى إلى مكب للنفايات والأوساخ ومنبع للروائح والحشرات، ما سبّب مشكلةً كبيرة لكلّ من يتواجد في المشفى، بلغت لدرجة عدم القدرة على فتح نوافذ المشفى من تلك الجهة، كلّ هذا في مشفى مخصّص لعلاج أطفال لا طاقة لهم ولا مناعة على تحمّل المزيد من الأمراض؟!.
وربما المثير للدهشة أنه وعند افتتاح نفق المواساة، قام رئيس الحكومة السابق بافتتاح صالة استقبال للأهالي تزامناً مع افتتاح النفق، ما اضطره بطبيعة الحال لاجتياز الجسر الصغير الواصل بين المشفى وصالة استقبال الأهالي “تنظيم الأسرة” التي أنشأتها المحافظة، إلا أنه لم يلحظ أياً من تلك المناظر بسبب تنظيف النهر بناء على تعليمات سبقت قدومه، كما جرت العادة عند استقبال أي مسؤول، حيث تبدأ المسرحيات التي توحي بأن كل شيء يسير على ما يرام.
على كل حال، بقى الريغار مفتوحاً وجزء من النهر غير مغطى، بجانب صالة استقبال الأهالي المرافقين لمرضاهم، حيث ينام الجميع مع الروائح، وبالقرب من النفايات التي لا بدّ من الإشارة إلى أن بعضاً منهم (أي الأهالي) يقوم أيضاً برميها في مجرى النهر الجاف، ما سبّب تراكماً للنفايات وأكياس النايلون والكراتين نجم عنه، منذ عدة أيام، حريق نتيجة رمي سيجارة من قبل أحد المرافقين!!
.. كلّ ذلك نكرّر بجانب مشفى مخصص للأطفال! حيث كانت الوعود من قبل المحافظة التي أخذت المخطّط والصور لإكمال المشروع وبناء حمامات له على الطرف المقابل، ليتمّ إرسال الكتب إلى رئاسة مجلس الوزراء، والنتيجة عدم تلقي أي ردّ حتى الساعة، ليبقى رش المبيدات الحشرية بشكلٍّ أسبوعي عبر المضخات، وتنظيف ما أمكن، الحل الوقائي من قبل مسؤولي التنظيف في المشفى، غير أن كلّ ذلك لا يمكن أن يمنع الروائح والحشرات التي لا تزال موجودة.
نعم، جرت العادة في أغلب المشكلات التي يتمّ تسليط الضوء عليها بأن يلجأ المعنيون إلى شماعة الحرب والعقوبات والضغوط وقلة الإمكانيات المتاحة، ولكن، هنا، وفي مثل هذه الحالة، ما هو سبب التغاضي عن كل ذلك؟ خاصةً وأننا أمام حلٍّ من اثنين: إما نقل المشفى من مكانه!! أو إغلاق الجزئية المطلوبة بصفائح حديدية لتُحلّ المشكلة نهائياً، كما عرض لنا أحد العاملين في دائرة خدمات المشفى، بعبارة لا تخلو من السخرية!!