منتخب الناشئين خلاصة كرتنا والجميع يتحمل مسؤولية الخروج من التصفيات
ناصر النجار
لم يكن المتشائمون يتوقعون أن تنضمّ هونغ كونغ إلى الدول التي قهرت كرتنا، أمثال المالديف وكوريا الديمقراطية وميانمار، وبتنا لا نصدّق ما حدث ويحدث لكرتنا من خيبات ونكسات على كلّ المستويات، وفي الواقع لا يمكننا تحميل اتحاد كرة القدم كلّ المسؤولية.
فالمنتخب قدّم عرضاً جيداً وحقّق نتائج متميزة وفاز بلقب غرب آسيا لكنه فشل في هذه البطولة في المجموعة الأصعب، ولعلّ الخسارة أمام هونغ كونغ إذا أردنا البحث عن أسبابها، فقد يكون ذلك عائد للحالة الانهزامية التي لبست لاعبينا بعد الخسارة أمام كوريا وكانت نقطة الفصل في التصفيات.
البعض يهاجم المدرّب، وقد يكون جزءاً من الخسارة لكنه لا يتحمّل الخسارة كلها، وجزء من المشكلة أننا نحارب كوادرنا ونحبطهم، وعندما نأتي بالمدرّب العربي والأجنبي لا يحقّق الأفضل وينصرف بعد أن يجد أن العمل في كرتنا صعب، كمن يحفر في الصخر.
قبل أن نلوم المدرّب واتحاد كرة القدم على الفشل، لماذا لا نحمّل الأندية مسؤولية هذا الفشل؟ أنديتنا هي التي تمنح المنتخب اللاعبين، والمفترض أن يكونوا مؤهلين وجاهزين.
مشكلة كرتنا أننا لا نملك مقومات كرة القدم ولا نملك فكرها الاحترافي، وعندما تتابع العمل في الأندية تجد العجب العجاب، فها هو نادي الفتوة صرف مليارات على اللاعبين المحترفين في الموسمين الماضيين الذين هم ليسوا من صناعته ولا هم من أبناء النادي، لكنه لم ينفق أي شيء على قواعده وعلى بناء كرة القدم، فأفلست كرته، وها هو في البطولة الآسيوية تعاقد مع عشرة محترفين عرب وأفارقة مع مدرّبيهم ليشارك في البطولة المذكورة لأنه أفلس من اللاعبين ولم يعمل على تهيئة البديل أو رعاية المواهب والشباب، فكانت النتيجة صادمة، حيث خسر أول مباراة بالخمسة وخسر كل المال الذي أنفقه، ولو أن هذا المال أنفق على القواعد لكان خيراً على النادي في مستقبله.
كلّ أنديتنا تعمل لموسمها وكل أنديتنا تتبادل اللاعبين فيما بينها، ولم نجد نادياً لديه مشروع كروي للمستقبل، في السنوات الماضية عاش نادي الوحدة أسوأ أيامه وتولى زمامه إدارة غير مؤهلة فأغرقت النادي، وها هي نتائج الفريق في دوري الفئات تحاكي الواقع المرّ الذي تعيشه كرتنا، فأي منتخب سيبيض وجه كرتنا إذا كانت أنديتنا لا تبالي بهذه الفئات، ولا تعتني بها، وليس لديها أدنى فكرة عن كيفية بناء كرة القدم وصناعتها وتطويرها.