على لهب كارثة الحرائق.. مطالبات بإعادة النظر بإجراءات الحماية والوقاية
ويؤكد عدد من المشاركين في مؤازرة جهود الإخماد، أنّ هذه الحرائق الكارثية، تأتي لتدق مجدداً ناقوس الخطر المطبّق على ثروتنا الحراجية، كما العام الماضي وما قبله من سنوات قريبة، فحرائق البدروسية والمزيرعة والقرداحة والحفة، شكّلت كارثة اجتماعية وبيئية واقتصادية ومعيشية، جراء الأضرار الفادحة للحرائق الضخمة التي فتكت بمساحات واسعة خسرناها بغطائها الأخضر وبمواردها الطبيعية ومقوماتها البيئية وعائداتها الاقتصادية، كونها مصدراً للمنتجات الخشبية وللتنوع الحيوي البيولوجي البالغ الأهمية في تشكيل البيئة الخصبة للأحياء التي تكون الغابات مقصدها وملاذها، من حيوانات ونباتات وغيرها، إضافة إلى محتواها ومخزونها الطبيعي، علاوة على خسائر كبيرة بكل المقاييس وفي كلّ الاتجاهات، وأقلها تشويه الغطاء الحراجي الأخضر الذي يتفرد بأصناف نادرة على مستوى المنطقة والعالم.
وهذه الكارثة، تعيد إلى واجهة الاهتمام والواجب والأهمية، ضرورة تفعيل آليات وبرامج وإجراءات التشبيك الحقيقي مع المجتمع المحلي المجاور الغابات، لأنّ حماية الغابات، هي قضية وواجب مجتمعي يتكامل مع واجب الكادر الحراجي والزراعي البشري، وتطوع المجتمع المحلي في حماية الغطاء الحراجي من خلال العلاقة التشاركية المتبادلة، ووفق آليات عديدة وأساليب متعددة تصبّ في تنمية وحماية الغطاء الحراجي، والعمل على صون هذه الغابات، لما لهذا التشبيك من أهمية بيئية واقتصادية واجتماعية وتنموية.