دراساتصحيفة البعث

أربعائيات.. سورية والغرب.. لماذا يخالف زعماء الغرب دساتيرهم؟؟

مهدي دخل الله 

الأخبار عن توجه أوروبي جديد لفتح الباب باتجاه سورية يؤكد نتيجة واحدة، أن الصمود السوري في حرب من أقبح الحروب التي عرفها العالم بدأ يأتي أَكله ويفرض ((واقعية جديدة)) على الساسة الأوروبيين..

وعند مراجعة الأحداث التي كان محورها موقف الغرب المعادي لسورية يغيب عن بعض المتابعين أن زعماء أوروبا وأمريكا انتهكوا دساتير بلادهم عندما انتهكوا سيادة سورية واستقلالها..

لا يقتصر الأمر على انتهاك فظٍ للقانون الدولي في مبادئه ومقاصده فحسب، وإنما هو انتهاك للدساتير التي تقوم عليها الأنظمة السياسية في الغرب..

جميع هذه الدساتير تؤكد أن قرار الحرب، أو العدوان، على دولة أخرى، تتطلب قراراً من السلطة التشريعية، بحيث لا يحق للرئيس اتخاذ مثل هذا القرار. لكن الرؤساء الفرنسيين والأمريكيين فعلوها ( هولاند وماكرون – أوباما وترامب وبايدن ).

الرئيس الأمريكي غالباً يورط الكونغرس بقرار الحرب، حدث هذا عندما استغل فرانكلين روزفلت الاعتداء الياباني على بيرل هاربور ليفرض على الكونغرس قرار الدخول في الحرب العالمية الثانية. وحدث هذا عندما ورط ليندون جونسون الكونغرس الأمريكي للدخول في حرب فيتنام في الستينيات، عندما أمر جونسون الأسطول السابع بالاقتراب من المياه الإقليمية لفيتنام الشمالية، فاضطر الفيتناميون لقصف الأسطول، وبالتالي اضطر الكونغرس لإعلان الحرب على فيتنام.

غالباً يستند الرؤساء في واشنتُن إلى المادة الثانية من دستور بلادهم التي تعطي الرئيس صلاحيات (( الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة )) لكن قرار الحرب يبقى بيد الكونغرس..

المادة /35/ في الدستور الفرنسي تؤكد ضرورة تقيد الرئيس بموافقة البرلمان، بمجلسيه، للقيام بأي عمل عسكري خارج الحدود. وفعلاً احتج البرلمان على قرار ماكرون بالمشاركة في العدوان الثلاثي على سورية. الحكومة الألمانية والبرلمان ( البوندستاغ ) أحبطا قرار المستشارة الألمانية ( رئيسة الحكومة ) بالمشاركة في العدوان.

البرلمان البريطاني احتج على قرار رئيسة الوزراء، عندها، بالطريقة نفسها، لكنها لم تلتزم باحتجاج البرلمان، وكان هذا انتهاكاً فظاً لدستور بلادهم..

مشاركة الناتو في الحرب الأوكرانية تخضع للآلية نفسها، لأن الناتو يضم غالبية دول أوروبا مع الدولتين الأطلسيتين: الولايات المتحدة وبريطانيا.

يجب في النهاية أن تهتز الصورة المثالية التي نحملها في أذهاننا بأن المجتمعات الغربية كل شيء فيها مضبوط كالساعة. لا!!.. السياسة عندهم لا تهتم كثيراً بالدستور والقوانين في حالة اتخاذ قرارات الحرب والعدوان..