أخبارصحيفة البعث

إيران: معيارنا في التقييم هو الأداء الذي تبديه الحكومة الأمريكية

طهران-تقارير   

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أن النضال المستمر اليوم بكل قوة في لبنان وغزة وفلسطين سيؤدي حتماً إلى انتصار جبهة الحق والمقاومة، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن الخامنئي قوله خلال لقائه أعضاء مجلس خبراء القيادة: إن “استشهاد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وغيره من قادة المقاومة في لبنان وفلسطين رفع من عزة جبهة المقاومة وقوتها”، مشدداً على أن حزب الله في لبنان تحول إلى قوة لم يتمكن كيان الاحتلال المدجج بأحدث الأسلحة العسكرية والإعلامية واللوجستية من التغلب عليها ولن يتمكن من ذلك، كما لفت إلى أنه “خلال هذه السنوات الطويلة أي ما يقارب الأربعين عاماً أجبر حزب الله الكيان الصهيوني مرة على الانسحاب من بيروت ومرة من صيدا ومرة من مدينة صور ومرة أخرى طهر بالكامل جنوب لبنان ومدنه وقراه من وجود الاحتلال، وهذا يعني أن هذه القدرة زادت مع مرور الوقت”، مبيناً أن “التجربة ذاتها حدثت مع المقاومة الفلسطينية، حيث انتصرت المقاومة في المعارك التي خاضتها ضد الكيان الصهيوني منذ عام 2008″، مبيناً أن نية الاحتلال الإسرائيلي كانت القضاء على المقاومة في فلسطين ولكنه فشل، ولذلك يقوم بجرائم ومجازر ضد المدنيين العزل، ما أظهر وجهه القبيح للعالم كله.

فيما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لا تؤثر على الوضع في إيران، لأنها تعتمد على قوتها الداخلية، موضحاً أن إيران لن تكون لديها نظرة منغلقة ومحدودة في التعامل مع الدول، بل جعلت من أولوياتها تطوير العلاقات مع الدول الإسلامية ودول الجوار.

وأضاف بزشكيان: إننا “نؤمن إيماناً عميقاً بخلق الوحدة والتماسك بين الدول الإسلامية، ونؤمن أيضاً بأن وحدة دول العالم الإسلامي ستمنع النظام الصهيوني من الاستمرار في قمع شعبي فلسطين ولبنان وارتكاب المجازر بحقهما”، مشدّداً على أهمية التمسك بالوحدة الوطنية ومواجهة الحملات التي تتعرض لها البلاد من قبل أعدائها الخارجيين.

من جانبه، أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن الكيان الصهيوني يستخدم بشكل متعمد الجوع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني، متسبباً بتفاقم الأزمة الإنسانية هناك وخلق ظروف لا تطاق ولاسيما في قطاع غزة، معرباً خلال اجتماع للجمعية العامة انعقد مساء أمس للاستماع إلى تقرير وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عن قلق إيران العميق إزاء الظروف المزرية التي يعانيها اللاجئون الفلسطينيون، وخاصة في قطاع غزة، ومبيناً أن الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني والحصار المستمر والمطبق على غزة عرضاً آلاف المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال للخطر، وأكد أن هذه الأعمال لا تشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان فحسب، بل هي استخدام متعمد للجوع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وخلق ظروف لا تطاق لهذا الشعب، كما أشار إلى أن الأونروا وباعتبارها الوكالة الوحيدة التي تقدم المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين فإنها تلعب دوراً حيوياً في حل هذه الأزمة، وأي محاولة لتعطيل أنشطتها مثل الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الكيان الإسرائيلي ضدها هي موضع إدانة شديدة.

وجدد إيرواني مطالبة إيران الكيان الإسرائيلي بالوفاء فوراً بالتزاماته بموجب القانون الدولي، وأن يسمح بتدفق المساعدات الإنسانية بحرية وبشكل مستمر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشدداً على أنه لا يمكن التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية إلا بإنهاء الاحتلال ووقف السياسات العدوانية للكيان الإسرائيلي، كما طالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات جدية رداً على تصرفات الكيان الإسرائيلي وتعليق عضويته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب الانتهاك الصارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مضيفاً: إن هذا الكيان ومن خلال ارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتجاهله أوامر محكمة العدل الدولية وانتهاكه المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني، يعتبر تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين ويجب أن يحاسب على أعماله، ومؤكداً أن دعم الأونروا وحماية حقوق وأمن اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يكون أولوية للمجتمع الدولي وإيران من جانبها ملتزمة بدعم هذه الوكالة الإنسانية.

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن معيار تقييم أي إدارة أمريكية بالنسبة لإيران يعتمد على أداء هذه الإدارة، وقال: “لدينا تجارب مريرة جداً مع الإدارات الأمريكية المختلفة”، معتبراً أن الانتخابات تشكل فرصة لمراجعة وإعادة النظر في التوجهات غير الصائبة السابقة في واشنطن، كما نوه بأن انتخاب رئيس أمريكا هو بعهدة الشعب الأمريكي، والآن حيث انتخب الشعب الأمريكي، فإن ما هو مهم بالنسبة لإيران والمعيار للتقييم هو أداء الإدارة الأمريكية.