دعم الموارد البشرية الركيزة الأساسية في إنجاح وديمومة العمل بكافة القطاعات
دمشق- حياة عيسى
تمثّل الموارد البشرية في المجال الطبي الركيزة الأساسية لتقديم رعاية صحية ذات جودة عالية، كما تعتبر القوة الدافعة لتحسين المؤشرات الصحية وتقليل معدلات المرض والوفاة، إضافة إلى أن تلك الكوادر البشرية المؤهلة هي العامل الأهم في تحقيق الكشف المبكر عن كافة الأمراض، ولاسيما المزمنة والخطيرة منها، فالعاملون في الرعاية الصحية، بدءاً من الأطباء والممرضين وصولاً إلى فنيي المختبرات والعاملين في مجال التوعية الصحية، يحتاجون إلى تدريب مستمر ومعرفة عميقة بأحدث التقنيات الطبية والإجراءات التشخيصية.. هذا ما أدلى به الدكتور سامر محسن عميد كلية العلوم الصحية في جامعة دمشق، حيث أكد في حديث لـ “البعث” أن عمل القوة العاملة المتخصّصة النوعية ضروري لإنجاح العمل بشكل كامل، فالموارد البشرية عنصر مهمّ لتحقيق الأهداف المرجوة للكشف والتدخل المبكر للأمراض.
وتابع الدكتور محسن أن صناعة الموارد البشرية وضمان استقرارها وديمومتها يتمّ من خلال القيام بمشاريع نوعية كالبرنامج الوطني للتحكم بالسرطان بالتزامن مع العديد من البرامج المهمّة التي ترعاها وزارة الصحة، ولاسيما بوجود كوادر مهمّة واختصاصات نوعية كالتي افتتحت في كلية العلوم الصحية في جامعة دمشق وماجستيرات التأهيل والتخصص التي تمّت في الجامعة الافتراضية بهدف صناعة الكوادر المتخصّصة التي تعدّ أهم أعمدة العمل لإنجاح البرامج الجديدة التي يتمّ العمل عليها حالياً، علماً أن ضمان استمرارية صناعة الكوادر وديمومتها على المدى البعيد هي قضية متعدّدة الأبعاد، ولاسيما في ظل الظروف الحالية للعمل، لذلك لا بدّ من دعم الجانب المادي لتلك الشريحة المهمّة من خلال رفع الحوافز والتعويضات للعاملين في القطاع، ولاسيما أن من أهم النقاشات التي تمّت على طاولة الحوار مع الجهات ذات الصلة منح تلك الكوادر الإحساس بنوعية عملها ووضعها في المكان المناسب، وأن تكون شريكاً في اتخاذ القرار ووضع الخطط وقطف الثمار التي عملوا على إنجاحها، ومنحهم مجالات لتطوير أنفسهم من خلال التدريب المستمر والدورات عالية المستوى والمميزة ضمن اختصاصهم، بالتزامن مع التعزيز المادي عبر رفع التعويضات إلى الحدّ الأقصى الممكن ضمن القوانين والأنظمة، مع التركيز على الشق الأكاديمي والعملي والمهني، وإتاحة الفرصة للمشاركة بالمؤتمرات للتعرف على التجارب الأخرى والاستفادة منها محلياً، وإقليمياً، وعالمياً.
وأشار الدكتور محسن في حديثه إلى وجود أنواع متعدّدة من التدريبات التي تصبّ في صالح القوة البشرية، وتكمن أهمها بالتدريبات الممنهجة الأكاديمية والتدريب الخارجي كالتدريب بشكل دورات والتدريب التبادلي، لضمان أن تقوم تلك الكوادر بتقديم الخدمة المطلوبة بشكل علمي دقيق، لافتاً إلى أهمية الاطلاع الكامل على كافة التحديثات والتقنيات العلمية الجديدة، حيث يتمّ العمل على إيصالها لطالبيها، بالتزامن مع العمل على الاستفادة من الذكاء الصناعي في مجال العمل لتلك القوة البشرية المهمّة.
واعتبر الدكتور محسن أن التقدير المعنوي والإداري من أهم العوامل المحفزة لقيام العامل بعمله على أكمل وجه، وكذلك لا بدّ من اختيار بطل إنتاج وتكريم المتميزين والثناءات والحوافز، وهنا يكمن دور الأنظمة الإدارية التي يجب أن تضع خططاً واضحة لدعم تلك الكوادر والحفاظ عليها كونها الركن الأساسي لإنجاح وديمومة العمل، ليس فقط في القطاع الطبي، بل في كافة قطاعات ومفاصل المؤسّسات.