رياضةصحيفة البعث

الشغب في الدوري الكروي يتصاعد ولا حلول مجدية في الأفق

ناصر النجار

ارتفعت وتيرة الشغب في الأسبوع الثالث من الدوري الكروي الممتاز، وبدأت العقوبات الانضباطية والغرامات المالية تُفرض على الأندية من جديد، لنعود إلى نقطة الصفر والمربع الأول في معالجة هذا الداء الذي يفتكُ بكرة القدم، ولا نجد أن أحداً مسرور بهذه العقوبات، لكن في الوقت نفسه لا نجد أي مبرّر لارتكاب المزيد من المشكلات.
الطرف المهمّ في القضية هم الحكام والتحكيم، فكل أطراف اللعبة تضع نفسها في مواجهة الحكام، والموضوع لم يعد متعلقاً بالجمهور وحده، بل إن كوادر الفرق ومدربيها باتوا أساس الشغب وهم من يشعل فتيله!.
وعلى الدوام نجد هذا المدرّب وذاك الإداري يتدخل في عمل الحكام وقراراتهم ويمارسون سياسة الضغط على الحكام من خلال الاعتراض وما شابه ذلك، وهذا أمر غير محمود على الإطلاق، وكما نعلم فإن الأندية ما زالت حتى الآن تئنّ من أزماتها المالية وتطلب من اتحاد كرة القدم أن يسامحها بما عليها من غرامات مالية بسبب الضائقة المالية التي تمرّ بها، وهذا الطلب يتناقض مع الواقع، فكيف لاتحاد كرة القدم أن يعفي الأندية من الغرامات وهو يتابع استمرار الشغب وتمادي المشاغبين؟.

مساحة الشغب لم تنحسر بل ازدادت، والمتابعون يجدون أن فتيل الشغب امتدّ إلى دوري الفئات العمرية في الأولمبي والشباب والناشئين والأشبال والسيدات أيضاً، وهناك مخالفات ارتكبت كانت مزعجة في صورتها وتفاصيلها، مع التأكيد أن نسبة المخالفات الكبيرة التي ارتُكبت في هذه الدوريات كان أصحابها من مدراء الفرق والإداريين والمدربين، وبدل أن يكون دور هؤلاء إيجابياً في قيادة فرقهم، نجد أن دورهم كان سلبياً، وهم بتصرفاتهم الرعناء يشجّعون اللاعبين الصغار على ارتكاب المخالفات بلا وازع أو رادع.
قبل انطلاق الموسم الكروي أقام رئيس لجنة الانضباط والأخلاق (مسؤول النزاهة والامتثال) ندوات حوارية في دمشق وحمص وحلب واللاذقية شرح فيها كلّ ما يتعلق بالنزاهة والإجراءات الانضباطية، وتحاور مع جميع الحاضرين بما يضمن حسن سير المسابقات والتخفيف من حدة الشغب الذي بدأ يأكل أخضر ملاعبنا ويابسها، ولكن لا حياة لمن تنادي، وعلى ما يبدو أن كلّ الحلول الموضوعة لحلّ مشكلة الشغب والمخالفات ستكون من الأحلام.

نختم بالقول: الحكم ليس خصماً لأحد، وهو ركن من أركان اللعبة وبدونه لن تقام أي مباراة، والرضوخ لقرارات الحكم مهما كانت هو أفضل من الرضوخ إلى العقوبات الانضباطية والغرامات المالية، ولا نظنّ أن أي شخص مهما كان موقعه، سواء داخل الملعب أو على المدرجات يحبّ ناديه يريد أن يجرّه إلى العقوبات وقيودها.