“مستجدات الماضي” ذاكرة ورقية نادرة من “دار الوثائق”
حلب ـ أسماء خيرو
تخصص معرض “مستجدات الماضي” الذي يحتضنه معمل الكهرباء القديم في شارع فيصل بمدينة حلب حتى الأول من شهر كانون الأول، بعرض صحف وجرائد ورقية نادرة من أرشيف “دار الوثائق” بحلب.
ويعد المعرض الذي أقيم ضمن فعاليات “1500 كيلو واط” بالتعاون مع مجموعة “أورشينا للتمكين الثقافي” الأول من نوعه يعرض نماذج من الجرائد المحلية تاريخها ممتد من النصف الأول من القرن العشرين حتى مطلع الخمسينيات، حيث تضمن مختارات متنوعة في مضمونها نادرة في وجودها تعد شهادات على صحافة ورقية تركت أثرها العميق في اللغة والفكر.
وتحضر هذه الصحافة المحلية في المعرض عبر أعداد من صحف “الوقت” و”الأنباء المحلية”، و”الحوادث”، و”سورية الشمالية” و”برق الشمال” و”أنباء المدينة” و”الإصلاح” و”العرب” و”الأهالي” و”الموقف السياسي” وغيرها سيتم عرضها بالتتابع على مدى زمني يتجاوز الأسبوعين، يقول المؤرخ في “دار الوثاىق” بحلب المحامي علاء السيد إن المعرض سيعرض مجموعة كبيرة من الجرائد بالتتابع يتحدد الإطار التاريخي لها منذ عام 1922 حتى 1951 منها ما هو تابع إلى جهات مختلفة كالكتلة الوطنية، والانتداب الفرنسي لتشير إلى مدينة حلب ونشاطها الصحفي الغزير إذ كانت من أوائل المدن التي سارت في هذا المجال وبرعت فيه حتى أن هناك صحفيين أمثال سعيد فريحة انطلق من حلب ليؤسس مجلة “الصياد” في لبنان، فحلب آنذاك كانت تنبض بالصحافة”.
ويسعى المؤرخ السيد ـ وفقاً لحديثه ـ إلى تنظيم هذا المعرض في سبيل تعريف الأجيال الجديدة بمورث حلب الثقافي والفكري والأدبي والعلمي، فضلاً عن تأكيد عمق تاريخ الصحافة الورقية في حلب، مبيناً أن نماذج الصحف المعروضة في المعرض والتي عددها 8 تعد جزءاً بسيطاً من الموجود في أرشيف الدار، وتقدم ما يكفي من معلومات ومواضيع تساعد الزائر على تخيل وتصور رواد صنعوا التاريخ الصحفي في حلب، ومشيراً إلى أن المدينة في الربع الثاني من القرن العشرين كانت أرضاً خصبة للعمل الصحفي، إذ يعد ذلك الوقت عصراً ذهبياً للصحافة فيها، فقد وصل عدد الجرائد والمنشورات والدوريات التي تصدر أسبوعياً إلى 52 جريدة ومجلة.
ويؤكد المؤرخ السيد أن “دار الوثائق الورقية” في حلب تحفظ الكثير من النسخ النادرة من الجرائد والصحف التي يعود تاريخها إلى مائة عام وأكثر، ومبينأً أن المعرض يتضمن نوعاً صحفياً واحداً هو الجرائد الورقية التي تتنوع مضامينها ما بين سياسي واجتماعي، واقتصادي، وثقافي ورياضي، وفني، وإعلاني.
ومن الجدير ذكره أن فعالية “1500 كيلو واط” أول فعالية تنفذها مجموعة “أورشينا للتمكين الثقافي” التي تأسست قبل ثلاثة أشهر، بهدف صون الهوية المحلية والثقافية وتمكين عناصرها ودعمها وحمايتها من العولمة وما يروج له في الإعلام الدولي.