في العيد الوطني الـ 54 للسلطنة.. العلاقات السورية العمانية راسخة ومتينة
تقرير- إبراهيم مرهج
تحتفل عمان غداً بالعيد الوطني الـ 54 للسلطنة، مؤكدة رؤاها الثابتة إقليمياً ودولياً، إلى جانب تعزيز جهود مختلف المؤسسات بتوجيهات صاحب الجلالة السّلطان هيثم بن طارق، ولا سيما على الصعيد السياسي، حيث تؤكّد السلطنة سياستها الخارجية القائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وإرساء نظامٍ دولي عادلٍ لتبادل المنافع والمصالح، وعلى إقامة أسس الاستقرار والسلام والإسهام فيها بإيجابية، وأن يكون الحوار والتسامح منهجاً لمعالجة كل القضايا والتحدّيات لتحقيق السلام.
وانطلاقاً من هذه المبادئ فإن العلاقات الثنائية بقيت مستمرة بين السلطنة وسورية رغم ما شهدته المنطقة من متغيرات، كما سارعت إلى تعيين سفيراً لها في دمشق، حيث قدّم سعادة السفير “تركي بن محمود البوسعيدي” أوراق اعتماده منذ تشرين الأول 2020، كما كان الموقف العماني مرحباً وإيجابياً بعودة سورية لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية.
كما وقفت سلطنة عُمان إلى جانب سورية في المحافل الإقليمية والدولية، انطلاقاً من سياستها الواضحة بأن حلّ الأزمة السورية ينطلق من ضرورة احترام سيادة البلاد واستقلال قرارها الوطني ووحدة أراضيها، كذلك تدين الخارجية العمانية بشكل دائم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية وتدعو المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، حيث كللت تلك العلاقات بالزيارة الهامة التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد ولقائه مع السلطان هيثم بن طارق في مسقط في العام الماضي، والتي أكد خلالها الجانبان عمق العلاقات الأخوية.
وإنسانياً وقفت السلطنة إلى جانب سورية في كارثة زلزال شباط 2023 وقدمت مساعداتٍ إنسانية وإغاثية كبيرة، معبرةً عن عمق العلاقات بين الدولتين والشعبين.
أما فيما يتعلق بالتعاون على الصعيد الاقتصادي بين البلدين فتتجه العلاقات نحو مزيد من التطور، ولا سيما بعد تأسيس مجلس الأعمال السوري-العُماني المشترك الذي فتح الباب أمام تبادل الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال في البلدين، كذلك الأمر على صعيد التعاون الثقافي، والذي شهد قفزةً نوعية في السنوات الماضية، حيث لعبت السلطنة دوراً مهما في استعادة سورية قطعاً أثرية نفيسة كانت قد هرّبت خارج البلاد خلال الأزمة، أما الجانب الأبرز في هذا التعاون فكان في مجال التأريخ الشفهي الذي ترعاه مؤسستا وثيقة وطن السورية مع هيئة التراث والوثائق الوطنية العمانية.