الرعاية التلطيفية لمرضى السرطان رديف أساسي في الخطة العلاجية
دمشق – حياة عيسى
لا يخفى على أحد أن مرضى السرطان يعيشون معركة متكاملة تشمل أبعاداً جسدية ونفسية واجتماعية، ورحلة شاقة تطال ليس فقط المرضى بل أيضاً عائلاتهم والمحيطين بهم. وفي هذا السياق، تأتي الرعاية التلطيفية لتساعدهم وتقدّم الدعم النفسي لهم.
الدكتور كرم ججي، اختصاصي معالجة أورام في دائرة التحكم بالسرطان في وزارة الصحة، أشار في حديث لـ”البعث” إلى أهمية الرعاية التلطيفية في توفير بيئة رحيمة تخفّف عن المرضى آلامهم، وكذلك تقدّم الدعم النفسي لمواجهة تحديات المرض، لأنها نهج طبي متكامل يركز على تحسين جودة حياة المريض، ولاسيما المصابين بأمراض مزمنة تحتاج متابعة كاملة من بدء العلاج للوصول إلى مرحلة الشفاء، خاصة وأنها تضمّ فريقاً طبياً متكاملاً مؤلفاً من أطباء اختصاصيين في مجالات معينة، كأطباء معالجة الأورام وتسكين الألم، واختصاصيين بالإرشاد النفسي والاجتماعي، وكذلك تمريض مساعد لتقديم الرعاية اللازمة وفنيين وفريق الدعم النفسي الرديف لتقييم مستوى الرعاية التلطيفية على عدة مراحل، تبدأ من مشاهدة المريض والدخول بتفاصيل معه، لأن تلك الرعاية تختلف من مريض إلى آخر، والغاية منها مساعدة المريض والتقليل من فترة مكوثه في المشفى والدعم لأهل المريض ومعرفة التعليمات للمتابعة في المنزل ليكون المريض في أفضل حالة ممكنة، ولاسيما أن إشراك العائلة بالرعاية التلطيفية مهمّ لعدة عوامل، أهمها دعم المريض لتحسين حياته وتقبل العلاج وتوفير البيئة المريحة له، ولها دور مجتمعي بتعزيز الروابط، وكذلك بإمكانهم المساعدة في تخفيف المسؤوليات وكذلك المساعدة بتسهيل أخذ القرارات الطبية والعلاجية اللازمة.
وتابع ججي أن الرعاية التلطيفية نظام طبي متكامل لأي مرض له أعراض جانبية، ولأي تداخل طبي، من خلال التحديد الشامل وتحديد الأعراض الشاملة التي يعاني منها المريض، سواء تعب أو آلام، وبعدها يتمّ تحديد أولويات المريض بالعلاج ويليها تسكين الألم من خلال أدوية معينة وتعديل أنماط حياتية وتخضيب سيالات الألم، وكذلك الدعم النفسي والروحي، إضافة إلى تعزيز الصحة والسلامة النفسية وتحديد مستوياتها والاهتمام بالغذاء اللازم وفقاً للخطة العلاجية، وكذلك الدعم على مستوى النشاط الجسدي والدعم الاقتصادي من خلال الجمعيات الأهلية.
أما بالنسبة لتطوير المعالجة التلطيفية، فهناك تطوير على مستوى تقديم الخدمات من خلال التطبب عن بعد لوجود صعوبة التنقل، وتتمّ تلك المرحلة بعد عملية الكشف والمشاهدة لمتابعة الحالة عن بعد في حال لم تكن إسعافية وتحتاج لتدخل طبي متكامل، وذلك على الرغم من وجود العديد من التحديات التي تقف عائقاً أمام تلك المعالجة، ويأتي أولها نقص التمويل والذي يتمّ مواجهته بالبحث عن مصادر تمويل جمعيات أهلية ودعم أهلي، وكذلك يجب زيادة الوعي بأهمية المعالجة التلطيفية، بالإضافة إلى نقص الكوادر، لذلك يجب خلق فرص لتدريب الكوادر الموجودة والاستفادة منها، والعمل على تقليص المعتقدات الخاطئة حيال المرض، لذلك لا بدّ من زيادة الوعي المجتمعي، لخلق مجتمع صحي للوصول إلى التنمية المستدامة.