“عموميات” الاتحادات الرياضية.. جمعيات فعلية أم مؤتمرات صورية؟
دمشق – عماد درويش
بدأت أمس انتخابات اللجان الفنية لمختلف الألعاب في كافة المحافظات، والهدف منها اختيار الأشخاص المناسبين لانتخاب اتحادات الألعاب المقرّرة الشهر المقبل، والملفت حتى الآن نجاح بعض اللجان، وخاصة الاتحادات المحترفة “بالتزكية”، في مخطط واضح من تلك الاتحادات للبقاء على هرم اللعبتين الاحترافيتين (القدم والسلة)، وهما اللتان أثبتتا فشلهما في كافة المشاركات الخارجية، وخاصة على صعيد المنتخبات الوطنية.
وفي ظلّ التدهور اللافت للألعاب الرياضية الجماعية والفردية، ارتفعت أصابع الاتهام نحو الاتحادات الرياضية باعتبارها السبب الرئيسي في هذه الأزمات، واتفق البعض على الدور السلبي للجمعيات العمومية لهذه الاتحادات وإهمالها لمسبّبات هذا التراجع، فيما اعتبر البعض أن اجتماعات هذه الجمعيات مجرد مؤتمرات صورية لا تقدّم ولا تؤخر، ولا تحظى باهتمام من الأندية الأعضاء، وطالب البعض بضرورة أن ترتفع الجمعيات العمومية إلى مستوى المسؤولية.
بعض الآراء رأت أن الجمعيات العمومية “المقبلة” للاتحادات الرياضية صورية وشكلية وغير فعّالة ومعظم الأندية لا تهتمّ بها، ومن يحضر هذه الجمعيات تجده غير ملمّ باللعبة، وليس صاحب قرار في النادي، وأحياناً يتمّ إيفاد مدير مقرّ النادي ويكون بلا صلاحيات تتيح له المناقشة وإبداء الرأي، كما أن النادي الذي يرسله لا يمنحه قائمة مقترحات لمناقشتها في الجمعية العمومية. وللأسف، الجمعيات بلا فعالية أو تأثير، ولذلك لا يوجد تطوير في الاتحادات والألعاب الرياضية فهي مجرد جمعيات روتينية كلاسيكية بحضور من أجل الواجب فقط، وممثلي الأندية غالباً ليسوا أصحاب قرار ولا أصحاب خبرة ولا أصحاب اللعبة، واجتماع الجمعيات العمومية غالباً يأتي مرتباً ومرسوماً وحتى البيانات الختامية جاهزة ولا تتاح الفرصة لأحد للخروج عن النص والتغريد خارج السرب.
بعض الكوادر وجدت أن الاتحادات تتهرّب من الجمعية العمومية خوفاً من المشكلات، وكلّ مجلس إدارة يأتي يكون هدفه هو تسيير الأمور بسلام حتى انتهاء فترته بعيداً عن الخلافات، وهذا دليل على ضعف الأندية والممثلين في الجمعية العمومية، لذلك تمّ إلغاء بعض الألعاب الرياضية في بعض الأندية، والغريب أن رئيس الاتحاد غالباً هو نفسه رئيس الجمعية العمومية، وهو بهذه الصفة لن يعترف بقصوره وعيوبه وأخطائه، ولذلك تكون الجمعية صورية وهادئة لا تغني ولا تسمن من جوع!.
المسألة الأخرى تخصّ رؤساء اتحادات الألعاب أو الجمعيات العمومية، حيث يقوم كلّ رئيس اتحاد بالتفرد بالقرارات دون الرجوع لبقية أعضاء الجمعية، وهذه حالة غير صحية تعيشها رياضتنا بشكل عام، أما المسألة الأخرى فتتعلق بأن بعض الاتحادات غير المحترفة لا تستطيع الارتقاء بمستوى بعض الألعاب بسبب قلّة الدعم المادي واللوجستي، ويفترض أن تبحث في مشكلات الأندية واللعبة والعقبات التي تعترضها، وتدعمها لتواصل المسيرة، لكن العيب (حسب بعض أعضاء الاتحادات) ليس فقط في الأنظمة والقوانين الخاصة بعمل تلك الاتحادات واللوائح والتشريعات التي تنظمها، بل في الذي يطبّق هذا النظام، خاصة وأن تلك الاتحادات لم يكن لها كلمة في انتشال اللعبة من نظام الهواية للاحتراف، وهذا موضوع شائك بحاجة لتعديلات مع وجود دعم مالي مناسب لتطبيق نظام الاحتراف بكافة مفاصل رياضتنا.