حادثة سقوط المكفوف “إبراهيم” تذكّر الجهات المعنية بمواد المرسوم الخاص بذوي الإعاقة؟
دمشق – علي حسون
لم تك حادثة سقوط الشاب المكفوف إبراهيم في مجرى نهر بردى بدمشق الأولى، إذ سمعنا العديد عن حالات سقوط مشابهة ولكن في أماكن أخرى ومواقع مغايرة تسبب بعضها بالأذى أو حتى الوفاة حسب ما علمنا من مشرفين ومعنيين بذوي الإعاقة.
وبغض النظر عن مجريات الحادثة والإهمال والتقصير من المعنيين في صيانة جوانب وترميم سور النهر، فإن حالة المكفوف إبراهيم لابد أن توقظ وتحرك الوزارات المعنية أو – بالتعبير الأصح- تذكر بالمهام المناطة لكل جهة معنية على رعاية ذوي الإعاقة.
ومع مراسم استقبال المعنيين للشاب “إبراهيم” والاطمئنان على سلامته من الضروري أن نبحث ما الجهات أو المؤسسات المعنية عن ذوي الإعاقة وخاصة المكفوفين، فلم يكن أمامنا سوى معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين بدمشق، إذ أوضحت مديرة المعهد ندى أبو الشامات أن المعهد يشرف على المكفوفين لسن 18 عشر فقط، إضافة إلى من يريد متابعة دراسته بالاختصاصات المهنية الملائمة لإعاقتهم، لافتة إلى أن المعهد مسؤول عن هذه الفئة لغاية المرحلة الثانوية ونيل الشهادة الثانوية وذلك من خلال النقل والدراسة وكافة المستلزمات المطلوبة بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية والجمعيات المعنية.
وأملت أبو الشامات إيجاد رؤية من المعنيين بكيفية رعاية ذوي الإعاقة ولاسيما المكفوفين وذلك بعد إنهاء دراسة المعهد وتوجههم إلى الجامعات أو الاختصاصات المختلفة، بأن تضمن سلامتهم من خلال تسهيلات لهم خلال تنقلهم كتخصيص وسائل نقل خاصة لهم بتقنيات مناسبة لإرشادهم وتسهيل تنقلهم.
ومع التفكير بهذه الآمال والتمنيات عدنا إلى مواد المرسوم التشريعي رقم (19) لعام 2024 المتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتزامات الجهات العامة والخاصة تجاههم، إذ ورد بالفرع السادس “البيئة المؤهلة ” وفق المادة 14 والمادة 15 بالتزام وزارتي الإشغال والإدارة المحلية بالتنسيق مع الجهات المعنية بالآتي: جسب الفقرة “أ” وضع معايير وأدلة إرشادية ونشرها، على أن يراعى فيها التصميم العام، بما يضمن تسهيل وصول الشخص ذي الإعاقة إلى المرافق والخدمات المتاحة لعامة الجمهور أو المقدمة إليهم، كما أكدت الفقرة “ج” ضرورة توفير وسائل نقل عامة مجهزة لتسهيل انتقال الشخص ذي الإعاقة وتخصيص مكان له فيها مميز بشارة خاصة، إضافة إلى الفقرة “د” بضمان تسهيل وقوف سيارات الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تخصيص عدد من المواقف العامة والخاصة لها مميزة بشارة خاصة.
وختاماً نأمل أن تشكل حادثة سقوط الشاب “إبراهيم” صدمة عند الجهات المعنية لعلها تستذكر مواد المرسوم التشريعي المذكورة.