مصانع بلا انبعاثات وتوسع بالطاقة النظيفة.. هل تحقق الصين خطة الاقتصاد الأخضر؟
بكين – ريم ربيع
يسجل التوجه الصيني الحازم في تقليص انبعاثات الكربون تطوراً متسارعاً، عاماً بعد آخر، حيث يعد الوصول لمستقبل خال من الانبعاثات في مقدمة الأهداف الحكومية، عبر تطوير الصناعة والبناء باستخدام تقنيات حديثة وطاقة نظيفة صديقة للبيئة، إذ سجلت الصين حتى اليوم توليد حوالي 30% من احتياجاتها للطاقة عبر المصادر المتجددة، والهدف المعلن عنه هو أن تضع اقتصادها على مسار أخضر، ومنخفض الكربون بشكل كامل بحلول عام 2035.
من خلال زيارة العديد من شركات إنتاج الطاقة وتخزينها، أو حتى شركات السيارات، أو المصانع والمعامل بمختلف أنواعها، نجد توجهاً جاداً وخططاً واضحة للتحكم بانبعاثات الكربون وتقليصها، وبعض الشركات مثل “انفيجين” في شنغهاي تمكنت من تأسيس مصنع خالِ تماماً من الكربون لصناعات الطاقة المتجددة والسيارات، وتم تحقيق إنتاج بلا كربون مئة بالمئة، ويتم التخطيط لإنشاء 100 مصنع آخر مثله بالتعاون مع شركات بمختلف أنحاء العالم.
وفي وقت يعد تخزين الطاقة المتجددة من أكبر تحديات التوجه لاعتمادها، سجلت شركات صينية تقدماً واضحاً في هذا المجال، حيث أنتجت أنظمة تخزين لهذه الطاقة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وبلغت قدرة تخزين الطاقة 44 غيغا واط، في نهاية حزيران 2024، واليوم هناك طلب عالمي كبير على هذه الأنظمة والبطاريات، إضافة إلى توصل شركة “انفيجين” لتكنولوجيا الشحن الأخضر لحل مشاكل شحن السيارات الكهربائية، عبر جهاز شحن خالي من الكربون، يتمتع بقدرة كبيرة على الشحن، فيستغرق 10-15 دقيقة لشحن 80% من الطاقة.
وتتجه الشركات لاعتماد تكنولوجيا عالية في إنتاج واستخدام معدات منخفضة انبعاث الكربون، والتحكم بالهيدروجين، ومن المتوقع عام 2025 تحقيق أعلى انتاج خالي من الكربون حتى الآن.
وقبل أشهر قليلة مدد البنك المركزي برنامج تقديم المؤسسات المالية قروض منخفضة الفائدة بهدف مساعدة الشركات على خفض انبعاث الكربون، وهو برنامج تم إطلاقه عام 2021 يقدم للبنوك ما يصل لـ60% من أصل القروض المؤهلة بفائدة 1.75% بمدة عام واحد، كما وعدت الصين بتطوير سياسات ضريبية واستثمارية من شأنها دعم التحول الأخضر، تضمنت التزامات بتشجيع المركبات التي تعمل بالبطاريات والأجهزة المنزلية الموفرة للطاقة واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة.
وفيما تعد الصين واحدة من أكثر الدول إنتاجاً لانبعاثات الكربون، بدا في الأعوام الأخيرة أن توجهاتها الجديدة قلصت من تلك الانبعاثات، وفيما يتفاءل البعض بإمكانية نجاحها في تحقيق هدف مستقبل بلا انبعاثات، يتخوف البعض الآخر من صعوبة تحقيق هذا الأمر، نظراً لتسارع النمو الاقتصادي الصناعي، وزيادة الطلب على الطاقة التي لا تزال تعتمد بمعظمها على الأساليب التقليدية كالوقود الأحفوري.