بايدن والديمقراطيون يريدونها حرباً نووية!!
سنان حسن
قبل أيام، وفي تصريح نادر، قال دونالد ترامب جونيور، الابن الأصغر للرئيس الأمريكي المنتخب: “يبدو أن المجمع الصناعي العسكري يسعى لضمان اندلاع الحرب العالمية الثالثة قبل أن يُتاح لوالدي فرصة لإحلال السلام وإنقاذ الأرواح”. هذا التصريح أثار العديد من التساؤلات حول توقيته ومغزاه، خاصةً أن المحللين السياسيين والعسكريين في واشنطن والعالم رأوا فيه اتهاماً مباشراً للرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، اللذين يسعيان إلى تقويض تسلّم ترامب للسلطة في الموعد المحدد، عبر تصعيد الحروب في أنحاء العالم، لا سيما في الحرب الأوكرانية الروسية، حيث تم منح الضوء الأخضر للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لاستخدام الصواريخ الباليستية التي سلمتها واشنطن لضرب العمق الروسي، وهو ما سار عليه حلف الناتو الذي منح نفس التفويض لكييف، فهل نحن أمام حرب عالمية فعلاً؟
في الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة، التي جاءت بالديمقراطي جون بايدن إلى البيت الأبيض على حساب ترامب نفسه، وقعت أحداث في العاصمة واشنطن لم تحدث من قبل، حيث اجتاح أنصار ترامب مبنى الكونغرس رافضين نتائج الانتخابات، قبل أن ينسحبوا، مخلفين وراءهم اتهاماً سياسياً كبيراً لترامب في محاولته لقلب الحكم ومنع تسلّم الرئيس، ولكن لم تنجح المحاولات الديمقراطية لإدانة ترامب بما حدث حينها. واليوم يتكرر المشهد إلى حد ما، فالإدارة الديمقراطية وقادة الحزب، ومن خلفهم من كارتلات النفط والأسلحة وحتى الشركاء الغربيين، لا يريدون وصول ترامب إلى البيت الأبيض. وبالتالي، لا بد من عامل تفجير خارجي يمنع وصوله، لأن الرهان على الداخل الأمريكي فشل، مع التصويت الكبير لترامب والجمهوريين في الانتخابات الأخيرة، والتي منحتهم سيطرة مطلقة في مجلسي النواب والشيوخ واكتساحاً كبيراً لترامب في كل الولايات المتأرجحة. وبالتالي، لم يبقَ من سبيل سوى تفجير الأوضاع الدولية وتسعير الحروب.
وعليه، فإن قرار السماح للجيش الأوكراني باستخدام الصواريخ المتطورة على الأراضي الروسية يشكل تحولاً خطيراً في مجريات الحرب، ويزيد من حدة التوتر العالمي، وسط تحذيرات من خطر الانزلاق نحو الهاوية، خاصةً مع تصاعد التصريحات الأوروبية التي تشير إلى أن هناك أموراً تُطبخ خلف الستار لتفجير الأوضاع في أوروبا والعالم، حيث أكدت باريس ولندن عزمهما إرسال جنود إلى أوكرانيا، بينما قال رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو، روب باور، إن دول الحلف يجب أن تدرس إمكانية توجيه ضربة استباقية لروسيا، وهو ما يعني أن التوتر في وسط أوروبا قد يتصاعد إلى مستوى خطير قد يجّر المنطقة نحو حرب نووية محتملة.
في المقابل، أطلقت موسكو تحذيراً صارماً لكل من يعبث بالأمن العالمي، من خلال إطلاق صاروخ “أوريشنيك” (شجرة البندق) على كييف، والذي قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه يمكن استخدامه لمهاجمة أي دولة حليفة لأوكرانيا إذا استخدمت صواريخها لمهاجمة روسيا. بدوره نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، أكد أن “أوريشنيك” سيغير مسار العملية العسكرية في أوكرانيا، محذراً من مغبة التورط في صراع نووي قد يدمر البشرية.
اليوم، يشاهد العالم عن كثب تصاعد الأحداث في هذا الصراع، ويتساءل: هل وصلت رسالة موسكو؟ أم أن العواصم الغربية، التي تسير وراء واشنطن تنفيذاً لرغبات ساكن البيت الأبيض، غير مدركة لما سيحدث لها في حال نشوب هكذا حرب؟.