ثقافةصحيفة البعث

فعاليات وأنشطة وملتقيات فكرية وأدبية في ثاني أيام الثقافة السورية

محافظات – البعث 

تحت عنوان “الثقافة رسالة حياة”، تواصلت أمس، ولليوم الثاني على التوالي، في مختلف المحافظات، فعاليات الاحتفالية الخاصة بالذكرى السادسة والستين لتأسيس وزارة الثقافة، في مشهد متكامل عكس التنوع الثقافي والفني في سورية، وتخللته المعارض والحفلات الموسيقية والعروض المسرحية، والعروض السينمائية، والمحاضرات والندواتب

ففي حلب (أسماء خيرو)، انطلقت أمس فعاليات الاحتفالية من عالم صناع الفكر والمعرفة والإبداع في معرض كتاب مطبوعات الهيئة العامة للكتاب في صالة المركز الثقافي بالعزيزية. وضمّ المعرض مائة عنوان وخمسة آلاف كتاب لأحدث إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب بحسومات تراوحت ما بين الخمسين إلى الستين بالمائة للمطبوعات الصادرة بعد عام 2021،  كما ضم روايات ومجموعات شعرية و قصصية وكتب علمية وتاريخية ودراسات بحثية ومطبوعات ودوريات التي توثق ما حصل خلال الحرب السورية، فضلاً عن جناح خاص بأدب الطفل.

وبين مدير الثقافة في حلب جابر الساجور أن أيام الثقافة السورية تظاهرة ثقافية سنوية تنظمها وزارة الثقافة السورية برعاية من وزيرة الثقافة السورية في المحافظات السورية، موضحاً أن المديرية وضمن الاحتفالية تقيم 12 فعالية و7 عروض مسرحية يقيمها مسرح حلب القومي مديرية المسارح والموسيقا، مبيناً أن البدء كان مع معرض  الكتاب وصناع الكلمة والأدب والمعرفة والإبداع بغية تأكيد أهمية الكتاب في نشر الثقافة بين الشباب، نظراً لما تتعرض له اليوم أفكارهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من معلومات مزيفة.
ولاقى المعرض استحسان الزوار، إذ بين رئيس مجلس محافظة حلب أن معرض الكتاب ضم مجموعة كبيرة من العناوين المهمة وبأسعار رمزية وإقبال جيد وهذا دليل على أن مدينة حلب مازالت مدينة الحضارة والثقافة.

وعلى غراره، نوه كثيرون بالمعرض فمنهم من وجد فيه ضالته بالحصول على كتب الأطفال وكتب الخيال العلمي بأسعار مناسبة فيما آخرين وجدوا فيه عناوين لزيادة معرفتهم حول عادات وتقاليد بعض الدول الأوربية، مبينين أن أيام الثقافة تظاهرة ثقافية تعيد لحلب ألقها الثقافي.

ويشهد الفضاء الثقافي الذي تشكله أيام الثقافة السورية من الـ 25 حتى الـ 28 من الشهر الحالي في مدينة حلب تنظيم مديرية الثقافة سلسلة من الفعاليات والأنشطة الثقافية تتنوع مابين الحفلات الموسيقية، والملتقيات الفكرية الأدبية، والعروض المسرحية والسينمائية، والفقرات الثقافية للأطفال، والمعارض الفنية، حيث تعرض “المؤسسة العامة للسينما” أفلاماً من إصداراتها على مسرح المركز الثقافي بالعزيزية وهي “يومين” و”الأم السورية شمس لا تغيب” و”رحلة يوسف” ، فيما تحضر مديرية المسارح والموسيقى من خلال عروض مسرحية تقدم على مسرح دار الكتب الوطنية في حلب من بينها “انتقام إمرأة”, و”تروما” و”أنين الروح” و”نساء وحروب” و”سيفون” و”ليلة الجنرال”.

وللقاءت الفكرية والأدبية أيضاً نصيب في فعاليات أيام الثقافة السورية من خلال ملتقى محمد أبو معتوق الأدبي، وحفل توقيع كتاب “كوبيدون بأجنحة من كرتون” ترجمة الأديبة شانتال جرجس، والدراسة النقدية لكل من نيللي مرجانة وماريا كبابة.
بينما تحضر الحفلات الموسيقية خلال أيام الثقافة السورية في أمسية موسيقية لآلة العود يقدمها معهد صباح فخري إلى جانب حفل للموسيقى الكلاسيكية من أعمال مؤلفين أرمن وأداء عازفين سوريين، ناهيك عن اهتمام أيام الثقافة السورية بالحياة التشكيلية من خلال معرض “ألوان وفنون” في صالة تشرين، بالإضافة احتفالية للأطفال يقدمها طلاب مدرسة طيبة، وفريق مهارات الحياة.
ويأتي هذا البرنامج الحافل وفقاً لمدير الثقافة في حلب جابر الساجور تعبيراً عن  المخزون الثقافي الهائل لمدينة حلب وتراثها العريق الذي يجب إيصاله إلى الشباب بأدوات نشر الثقافة من أفلام وعروض مسرحية وسينمائية وملتقيات أدبية وفكرية  وغيرها، وبذلك يكشف النقاب عن النسيج الثقافي الغني لمدينة حلب وينهض بالفعل الثقافي ويحقق الوعي المرجو ويرفع الذائقة الفنية.

وفي طرطوس (محمد محمود)، شهد اليوم الأول اليوم الأولى معرض للكتاب من منشورات وزارة الثقافة تضمن أكثر من 1000 عنوان من منشورات الهيئة العامة للكتاب تحوي كتباً متنوعة أدبية قصصية وروايات، ومعرضاً للفن التشكيلي لمركز مجيب داوود واتحاد الفنانين التشكيليين شارك فيه 25 فناناً تشكيلياً، وتنوعت لوحاته حول مواضيع مختلفة إنسانية ووجدانية ووطنية، كما شهد الاحتفالية حفلاً فنياً موسيقياً لطلاب المعهد العربي للموسيقا بطرطوس، وحفلاً كوراليا لـ”فرقة أرجوان لليافعين”، وعروض سينمائية في المسرح القومي.

 وفي تصريح لـ”البعث” أكد كمال بدران مدير الثقافة أن المديرية حرصت هذا العام في محافظة طرطوس على تقديم مشهد ثقافي متكامل يعكس التنوع الثقافي والفكري، فهناك أنشطة شاملة كما تابعنا كالمعارض والحفلات الموسيقية والعروض المسرحية، والعروض السينمائية، والمحاضرات والندوات وغيرها من الفعاليات في مدينة طرطوس، وفي مختلف مراكز المحافظة، مضيفاً أن الثقافة بمفهومنا لم تعد اليوم مجرد ديكور نزين فيه حياتنا ولا وسائل ترفيهية نروّح فيها عن أنفسنا، بل هي سلاح نقاتل فيه كل الأفكار الظلامية الهدامة التي تسعى إلى تدمير طبيعتنا السمحة المنفتحة، مؤكداً أن الفكر النير هو الذي يبني الحضارات ويخلد الأمم، وبقدر ما نعلي من شأن هذا الفكر ونيسر له المناخات المناسبة والأجواء الملائمة يعلو صرح الوطن ويشمخ بنيانه.

وختم بدران كان الانطباع في اليوم الأول من خلال ملاحظة الإقبال واكتمال المسرح أن الناس والجمهور في محافظة طرطوس متعطش للفعاليات الثقافية، وخاصة التي تكون ذات طابع سمعي بصري موسيقي كالأفلام والمسرحيات والحفلات الموسيقية.

وتستمر فعالية أيام الثقافة على مدار أربعة أيام وتشهد في يومها الثاني محاضرة بعنوان “نحو دور أفضل لوسائل الإعلام الوطنية في نشر الثقافة” للصحفي هيثم محمد، وعرضاً سينمائياً للفيلم السوري “أيام الرصاص” للفنان أيمن زيدان، أما يوم الأربعاء، فهناك ندوة حول الفكر النقدي والثقافة للأديب كامل ونوس، وأمسية شعرية موسيقية للشاعر حسن بعيتي وسامر محمد وعازف الكمان أيمن سعد، ومحاضرة حول تحديات الثقافة العربية في مواجهة الليبرالية الحديثة للدكتور سومر صالح مدير مدرسة الإعداد الحزبي.

وفي السويداء (رفعت الديك)، افتتح في صالة المركز الثقافي العربي بالسويداء معرض يضم نحو 750 عنوان متنوعة في العلوم الإنسانية والمسرح والتاريخ والتنمية البشرية، بالإضافة إلى الشعر والأدب والفن ومنشورات خاصة بالأطفال وموزعة في مختلف الأجناس الأدبية والإبداعية، من إصدارات وزارة الثقافة والهيئة العامة السورية للكتاب.

تقول مديرة الثقافة بالسويداء ليلى أبو فخر إنّ الاحتفالية تقليد سنوي لوزارة الثقافة انطلاقاً من اهتمامها الكبير بالكتاب ودور هذه المعارض في إيصال الكتاب بأسعار مناسبة للراغبين من عشاق القراءة بحيث تصل الحسومات إلى 50 % بالنسبة لمنشورات وزارة الثقافة، بالإضافة إلى إصدارات جوائز الوزارة، مشيرةً إلى أن جمهور السويداء المثقف والقارئ يشكل حاضنة أساسية لنجاح مثل هذه المعارض.

ويجد الدكتور غسان المتني في المعرض الذي جاء تحت عنوان “القراءة في ميزان العقل” حالة متميزة، فالكتاب هو الغذاء الروحي للإنسان الحريص على أهمية هذه المعارض في إعادة الجمهور للكتاب، في وقت نعاني منه من ابتعاد هذا الجمهور، مؤكداً أن الكتاب هو أوكسجين الأديب النقي البعيد عن شوائب الزيف الإلكتروني.

من جهته، لفت الشاعر منصور حرب هنيدي إلى أنه في كل معرض كتاب يثبت أبناء المحافظة مدى وعيهم وثقافتهم، فعلى الرغم من الصعوبات المعيشية يبقى للكتاب حصة من دخل المواطن، ومن هنا تأتي إصدارات وزارة الثقافة الرخيصة ثمناً والثمينة معرفياً، حيث تحترم تلك الإصدارات ذائقة المتلقي وتحترم عقله.