الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

ستبقى شجرة مضيئة بالنور والحضارة

علي حسون

منذ ثماني سنوات احتفلت حلب تحت شجرة ميلاد ضخمة أضيئت للمرة الأولى بعد تحريرها من الإرهاب، وعودة السلام إلى المدينة وسيطرة الدولة السورية عليها بالكامل، لتنبض فيها الحياة من جديد وتبدأ حركة إعادة الإعمار بمحبة وتكاتف أهلها.

الحلبيون اعتادوا بكلّ أطيافهم على المشاركة بجميع الأعياد تأكيداً منهم على أن سورية قوية ومنتصرة بوحدة شعبها وجيشها، والتفافها حول قيادتها، وستبقى شجرة مضيئة يشعّ منها نور الحضارة والمحبة والسلام على العالم أجمع، إلا أن المرتزقة والحثالات والخارجين على القانون، يصرّون على التخريب والترهيب لعكس صورتهم الحقيقية البعيدة كلّ البعد عن تعاليم الدين السمح والحضارة الإنسانية، فما حصل في حلب قبل يومين، والتخريب الذي مارسته المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسلّلت إلى المدينة، إذ قامت بتحطيم شجيرات عيد الميلاد التي كان الحلبيون يحضرونها للاحتفال بالعيد، كما كان يجري في كل عام، لأن فرحة عيد الميلاد في سورية عامة، وحلب خاصة، تعدّ فرحتان: الأولى بعيد الميلاد المجيد، والثانية بانتصار حلب على الإرهاب.

واليوم يتطلع السوريون وكلهم أمل بدحر المجموعات والتنظيمات الإرهابية على أيدي أبطال الجيش العربي السوري، لتعود حلب وتحتفل بنصر ثانٍ بفضل صمود أبنائها، ودماء الشهداء وبطولات جيشنا الباسل، فسورية لم ولن تكون إلا لوحة فسيفسائية جميلة تتزين محافظاتها بأبهى وأروع صور الصمود والتآخي والدفاع عن الوطن في وجه كل الإرهابيين وكل داعميهم.