الدول الشقيقة والصديقة تواصل دعمها لسورية ضدّ تنظيمات الإرهاب
عواصم -سانا
جدّدت الدول الشقيقة والصديقة لسورية مواقفها الداعمة لها في معركتها ضدّ قطعان الإرهاب، داعية إلى الحرص على وحدة وسلامة وسيادة الدولة السورية.
ففي روسيا، أكد المتحدث باسم الرئاسة، ديمتري بيسكوف اليوم أن روسيا تواصل دعمها لسورية والسيد الرئيس بشار الأسد في ظل الوضع الراهن، وقال: “نحن بالطبع نواصل دعم الرئيس بشار الأسد ونواصل اتصالاتنا على المستويات المناسبة، ونقوم بتحليل الوضع”، مشيراً إلى أنه “سيتم تشكيل موقف بشأن ما هو مطلوب لتحقيق استقرار الوضع”، فيما أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف دعم روسيا القوي لجهود سورية بتحقيق استقرار الوضع فيها، وقالت الخارجية الروسية في بيان: “إن بوغدانوف بحث مع السفير السوري في موسكو الدكتور بشار الجعفري التصعيد الخطير للوضع في سورية بعد الهجوم الإرهابي الذي نفذته الجماعات المسلحة شمال غرب البلاد”، مضيفةً: “إن بوغدانوف شدّد على موقف روسيا المبدئي والثابت المؤيد لضرورة احترام وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، وأعرب عن تضامن روسيا مع القيادة السورية وشعبها، وجدد الدعم القوي لجهود الدولة السورية لتحقيق استقرار الوضع في البلاد”. كذلك قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو: “لدينا الآن اتصالات وثيقة في الوقت الحالي مع عدد من الأطراف بخصوص الوضع في سورية”، لافتاً إلى إمكانية عقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا بشأن سورية.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن هناك تنسيقاً واضحاً بين التنظيمات الإرهابية والولايات المتحدة والكيان الصهيوني لزعزعة الاستقرار في سورية وصرف النظر عن جرائمه، مشدداً على مواصلة إيران دعمها لسورية لحماية الأمن والاستقرار فيها.
وقال عراقجي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هكان فيدان في أنقرة اليوم: “هذه المجموعات تحاول أن تبعد الانتباه عما تقوم به “إسرائيل” من جرائم في فلسطين ولبنان، وتحاول أن تخلق بيئة من عدم الاستقرار والأمن في سورية لهذا السبب”، مشيراً إلى أن موقف إيران واضح بضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية، كما لفت إلى ضرورة الحفاظ على ما تم التوصل إليه في مسار أستانا وضمان استمراره وعدم وصوله إلى طريق مسدود، وأن بلاده ستواصل التشاور مع العراق والسعودية ومصر وغيرها من دول المنطقة، بهدف التوصل إلى نتائج توقف تدهور الوضع في سورية.
كذلك أكد كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي أصغر خاجي أن مسؤولية المجتمع الدولي هي مكافحة الإرهاب بشكل جاد وفعال في سورية، كما بحث خاجي عبر الفيديو مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون آخر التطورات في سورية ولا سيما الهجوم الإرهابي على حلب ومحيطها، وضرورة الوقف الفوري لهذه الهجمات من قبل التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن الشعب السوري والمقاومة لن يسمحا بتحقيق هذه الأهداف الخبيثة، فيما جدّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي التأكيد على أن الوجود العسكري الأمريكي في سورية يعد انتهاكاً للمبادئ والقوانين السورية المحددة، مشيراً إلى أن استمرار وجود التنظيمات الإرهابية في سورية هو بسبب الوجود الأمريكي هناك، وقال: إن عودة نشاط التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية أمر في غاية الخطورة، ولا بد من التحرك العاجل لوقف أنشطتهم. كذلك أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد علي محمد نائيني أن الجماعات الإرهابية في سورية مرتزقة للكيان الصهيوني وأمريكا وهي بقايا لتنظيم “داعش” والجماعات التكفيرية وليست معارضة، مبيناً أن هدفها إضعاف سورية التي هي أحد أطراف محور المقاومة، كما أن الكيان الصهيوني يعتقد أنه بإشغال جبهة المقاومة في سورية يمكنه تعويض هزيمته أمام حزب الله في لبنان وقوات المقاومة في غزة، منوهاً بأن الجيش العربي السوري وجبهة المقاومة سيردان رداً ساحقاً على الاعتداء الإرهابي الجديد للصهاينة في سورية.
وفي بغداد، طالب النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي محسن المندلاوي بتفعيل الجهد الاستخباري والتواصل مع سورية لمواجهة التحديات المشتركة، وقال عقب ترؤسه الاجتماع الطارئ الذي عقدته لجنة الأمن والدفاع النيابية بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان: إن “على المسؤولين الأمنيين التحديث المستمر للخطط الأمنية لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية فضلا عن تفعيل الجهد الاستخباري مع الدول الشقيقة والصديقة ولا سيما سورية لتبادل المعلومات”، مشيراً إلى أهمية “تنفيذ عمليات استباقية نوعية لمنع تسلل العصابات الإرهابية ورفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية والوزارات بما فيها غير العسكرية لتأمين متطلبات دعم القوات المسلحة والتصدي لمحاولات بث الشائعات والأكاذيب بإدامة التواصل مع المؤسسات الإعلامية الوطنية”.
كذلك جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان دعم بلاده لسورية للحفاظ على أمنها واستقرارها، وفي رده على سؤال حول الأوضاع في سورية خلال مؤتمر صحفي دوري اليوم قال جيان: “إن الصين تشعر بقلق عميق إزاء الوضع في شمال غرب سورية، وتدعم جهود سورية للحفاظ على أمنها الوطني”، مضيفاً: إن الصين باعتبارها دولة صديقة لسورية مستعدة لبذل جهود إيجابية لاستقرار الوضع فيها بشكل أكبر.
من ناحيتها، أعربت وزارة خارجية جمهورية بيلاروس عن دعم بيلاروس لسورية وشعبها وقيادتها بمواجهة الإرهاب، وتأييد جهود صد التهديد الإرهابي وتحقيق الاستقرار، وقالت الوزارة في بيان: نعرب عن دعمنا لرئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد وحكومة وشعب سورية الشقيقة بمواجهة المجموعات الإرهابية، ونؤكد من جديد التزامنا الراسخ بسيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها”.
إلى ذلك، أدانت نيكاراغوا الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم “جبهة النصرة” والجماعات المتطرفة المتحالفة معها على مدينة حلب ومحيطها، وقالت وزارة خارجية نيكاراغوا في بيان: “إن هذا الوضع الخطير هو نتاج للإرهاب الدولي، وهو يعرض للخطر الكثير ممن عانوا ويعانون الانتهاكات الوحشية التي ترتكبها المنظمات الإرهابية”، معربةً عن ثقتها بأن الشعب السوري سيعرف كيف يتجاوز هذه اللحظات الخطيرة وسيقاتل بشجاعة لهزيمة المحاولات الخبيثة التي تهدف إلى الهيمنة عليه.