المعلم ولافروف في الذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سورية وروسيا: المضي قدماً في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بما يخدم مصالح البلدين الصديقين
جدد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وسيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، خلال تبادلهما أمس رسالتين بمناسبة الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية وروسيا الاتحادية، حرصهما على المضي قدماً بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
وأعرب المعلم في رسالته لنظيره الروسي عن الاعتزاز بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين الصديقين، والتي أصبحت مثالاً يُحتذى في العلاقات بين الدول، وأكد أن استمرار هذه العلاقات وتطوّرها المطرد يعود إلى قيامها على أسس مبدئية عمادها الاحترام المتبادل واحترام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده، وحق الشعوب في تقرير مصيرها بمنأى عن أي تدخل خارجي، والحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وإقامة عالم متعدد الأقطاب يكون ضمانة لتحقيق العدالة في العلاقات الدولية. وقال المعلم: إن سورية قيادة وشعباً تنظر بكل التقدير والعرفان إلى المواقف التاريخية لروسيا الاتحادية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين الداعمة لسورية في مواجهة الحرب الكونية التي تتعرض لها من قبل أصحاب الفكر الظلامي والإرهابي الأعمى، المدعوم من أطراف دولية وإقليمية، في تجاهل صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأضاف: إن سورية التي اكتوى شعبها بنار هذا الإرهاب الوحشي مصممة أكثر من أي وقت على دحر الإرهابيين دفاعاً عن سيادتها وكرامة شعبها وأمن المنطقة بعدما ثبت جلياً أن الفكر التكفيري يمثل تهديداً جدياً للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، الأمر الذي يستوجب من البعض الذي قدّم الدعم وتغاضى عن هذا الإرهاب إعادة النظر بسياساته.
ولفت المعلم إلى أن ثقة سورية بالنصر لا تتزعزع بفضل صمود شعبها ودعم أصدقائها، وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية، وأكد أن الواقع الدولي المعاصر والتحديات الكبرى الماثلة والتي تستوجب مواجهتها تجعل من تعاظم دور روسيا الاتحادية ضرورة ملحة لقيام عالم يسوده العدل والسلام، وأن شعوب العالم تتطلع بارتياح بالغ إلى الحضور الروسي الفاعل على الساحة الدولية دفاعاً عن الشرعية الدولية في وجه المحاولات الرامية لحرف الأمم المتحدة عن مبادئ ومقاصد ميثاقها، واختتم رسالته بالقول: إننا في هذه المناسبة نجدد حرصنا على المضي قدماً بعلاقاتنا الاستراتيجية مع روسيا الاتحادية بما يخدم مصالح بلدينا الصديقين وتحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
من جهته، قال لافروف: إن الاتصالات السياسية والاقتصادية والإنسانية بين روسيا وسورية لديها تاريخ عريق وغني، وإن هذه الصلات تتطوّر بنجاح في إطار العلاقات بين بلدينا منذ الأربعينيات من القرن الماضي، حيث كانت بلادنا من أولى الدول التي اعترفت باستقلال الجمهورية العربية السورية، وأضاف: إنني على يقين بأن تقاليد الصداقة والاحترام المتبادل، التي اكتسبت ديناميكية خلال العقود الأخيرة، ستمضي قدماً في دعم وتوطيد التعاون متعدد الجوانب بين روسيا وسورية، وأمل في مواصلة تعميق التعاون الثنائي، لما فيه مصلحة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وحل المشاكل في المنطقة وفقاً لمبادئ القانون الدولي وقواعده.
وقال لافروف: إننا إذ نؤيد وبثبات سيادة سورية الصديقة واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، نقف باستمرار إلى جانب الشعب السوري كي يتجاوز المحن التي يواجهها، من خلال الحوار الوطني الشامل والإصلاحات ومن دون تدخل خارجي، وأعرب عن تمنياته للوزير المعلم بالصحة والمزيد من النجاح والتوفيق، وللشعب السوري الصديق بالسلام والازدهار.