الصفحة الاولىمن الاولى

مجزرة جديدة في خزاعة.. وحصيلة العدوان الوحشي تتجاوز الـ 664 شهيداً المقاومة تنجح في استهداف طائرات الـ "إف 16".. وقـتـلى الاحـتـلال إلى 32 عباس: لن ينعم أحد في العالم بالاستقرار والأمن ما لم ينعم بهما أطفال فلسطين

يتزايد يوماً بعد يوم المأزق الإسرائيلي في غزة، فنجاح المقاومة بإغلاق المجال الجوي للكيان وعزله أصابه بحالة من الشلل التام، والتي فرضت على حكومة الاحتلال أعباء أخرى على  المستوى الاقتصادي والسياسي، وهو أحد الأسباب التي تستدعيها للمسارعة في البحث عن مخرج للحرب العدوانية التي تشنها على قطاع غزة، وهذا ما بدا واضحاً من خلال تقاطر الوسطاء الدوليين إلى المنطقة في محاولة لإنزال نتنياهو عن الشجرة التي صعد إلى قمتها.. ولكن أياً من المبادرات التي سترى النور يجب بحسب مصادر المقاومة أن تضمن رفع الحصار وفتح المعابر وإلّا مصيرها الفشل.
وكان لافتاً بالأمس دعوة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق في العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي هذا تطور إيجابي في وضع الملف الإنساني الفلسطيني على طريقه الصحيح ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين، فيما طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الاحتلال بوقف هجماتها، والتي تتسبب بخسائر فادحة في أرواح المدنيين الفلسطينيين والممتلكات، وقالت: إنها حققت في ثماني غارات جوية لم تعثر على أي دليل يفيد بوجود هدف عسكري ما يشكل انتهاكاً لقوانين الحرب، مؤكدة أن القوات الإسرائيلية هاجمت أناساً كان من الواضح أنهم مدنيون، مثل الأطفال الصغار، والمباني المدنية، ما يشكل مؤشراً على ارتكاب جرائم حرب.
وأمام هذا الحراك الدبلوماسي الحثيث تواصل المقاومة الفلسطينية تسجيل مفاجآتها المدوية بإعلانها استهداف طائرة حربية إسرائيلية إف 16 بصاروخ أرض جو أصابها دون أن يدمرها في سماء دير البلح وسط قطاع غزة، هذا بالإضافة إلى العديد من العمليات النوعية المشتركة بين الفصائل للتصدي للعدو ودباباته التي تحاول التوغل داخل القطاع.
وتُعد هذه العملية الأولى في استهداف مقاتلات للاحتلال خلال عدوانه المتواصل على قطاع غزة، علماً أن المقاومة الفلسطينية نجحت خلال هذا العدوان في إسقاط العديد من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي كانت تحلّق في سماء القطاع.
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي استهداف آليات الاحتلال في خزاعة بصاروخ كورنيت، وأكدت السرايا مقتل 3 جنود صهاينة وقعوا في كمين محكم لمجموعة من مغاويرها شرق خزاعة، وبذلك يرتفع عدد ضباط وجنود جيش الاحتلال الذين قتلوا في قطاع غزة منذ بدء العملية البرية إلى 32.
إلى ذلك رفض 30 جندياً من قوات الاحتياط الصعود إلى ناقلات جند غير محصنة، كما استهدفت فصائل المقاومة دبابة ميركافا 3 بصاروخ كورنيت في عبسان وأصبتها إصابة مباشرة.
في الأثناء، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الهمجي على قطاع غزة لليوم السادس عشر، وارتكبت مجزرة جديدة بحق عائلة خزاعة راح ضحيتها 17 شهيداً و150 جريحاً، لترتفع حصيلة شهداء العدوان إلى 664 فلسطينياً، بينهم 161 طفلاً و66 سيدة و35 مسناً، إضافة إلى 4240 جريحاً.
سياسياً، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الهدف الرئيسي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو تدمير القضية الوطنية الفلسطينية وإجهاض المصالحة، مبيناً أنه لن ينعم أحد في العالم بالاستقرار والأمن ما لم ينعم بهما أطفال غزة والقدس والضفة وأطفال فلسطين في كل مكان، وقال: إن قوات الاحتلال الغاشمة تجاوزت كل الحدود وانتهكت كل القوانين والأخلاق الإنسانية والدولية وبمنتهى الوحشية والهمجية، مضيفاً: لن يرهبنا القتل ولا التدمير وسنعيد بناء ما دمره العدوان وسنضمد جراحنا حين يأتي اليوم المحتوم الذي ننتصر فيه وترفرف رايات القدس عالية فوق الأقصى والقيامة في القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين المستقلة إن شاء الله، وتابع: لن نتخلى عن مسؤولياتنا وسنذهب لأي مكان لوقف العدوان وسنلاحق كل مرتكبي الجرائم ضد أبناء شعبنا مهما طال الزمن دون أن تمر هذه الجرائم من دون محاسبة وعقاب.
وأشار الرئيس عباس إلى أن الشعب الفلسطيني يملك ما هو أقوى من قوة النار والحديد والغطرسة، مبيناً أن هذا الشعب يملك قوة الحق والعدل لأنه صاحب حق لا تمحوه قوة مهما بلغت، وهو حق تاريخي عمّد بالتضحيات الجسام، وجدد الدعوة إلى الوحدة والتماسك في مواجهة العدوان والتحلي بالمسؤولية الوطنية والابتعاد عن الفصائلية الحزبية الضيقة.