"الضمير الأممي" مغيّب.. ومجلس الأمن يساوي بين الجلاد والضحية مجزرة إرهابية جديدة.. العدو الصهيوني يغتال بدم بارد عشرة أطفال في غزة
في أول أيام عيد رمضان المبارك لا يزال قطاع غزة يرزخ تحت نيران العدو، ويحصي الشهداء، برغم المساعي المبذولة للتوصل إلى “هدنة”، وفي آخر فصول العدوان مجزرة جديدة غرب غزة حصيلتها الأولية عشرة أطفال، واستهداف مشفى الشفاء.
“ما فيش عيد” كلمة أجمع لسان الطفل والرجل وكبير السن والمرأة في غزة على لفظها في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، فلم يترك الاحتلال الإسرائيلي منزلاً يحضن تحت سقفه أفراد العائلة، ولا محلاً يشتري منه الوالد لأطفاله ثياب العيد، ولا شاطئاً يلهو على رماله الأطفال ويلعبون، لم يترك الاحتلال أطفالاً تُسمع ضحكاتهم في أرجاء المكان فرحاً بالعيد..
المأساة الإنسانية في غزة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 1077 فلسطينياً وإصابة ما يزيد على 6200 آخرين معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ فضلاً عن دمار هائل في المنازل والممتلكات والبنى التحتية، لم تحرّك الضمير الأممي المغيّب، فاكتفت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في بيان لها إلى ضرورة وقف إطلاق نار إنساني فوري وغير مشروط طيلة أيام عيد الفطر وإلى ما بعده، كما دعت “إسرائيل” وحماس إلى الاحترام التام للقانون الدولي الإنساني، وخصوصاً ما يتعلق منه بحماية المدنيين، إضافة إلى بذل كل ما في وسعهما من أجل تطبيق وقف إطلاق نار دائم يتمّ احترامه بالكامل بناء على المبادرة المصرية للوساطة.
ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور أعرب عن خيبة أمله من قرار مجلس الأمن، مشيراً إلى أنه لم يتضمن مطالب الشعب الفلسطيني، وقال: “لقد توقعنا من مجلس الأمن التعامل مع موضوع حماية شعبنا والتعامل مع احتياجات شعبنا في قطاع غزة”، مضيفاً: “سنواصل الضغط على مجلس الأمن ليتحمّل مسؤوليته في إيقاف هذا العدوان وضمان عدم تكراره ضد شعبنا خاصة في غزة”.
في الأثناء، استشهد فلسطينيان أحدهما طفل جراء قصف مدفعي للاحتلال على جباليا، فيما قالت مصادر في قطاع غزة: إن الطواقم الطبية انتشلت جثامين 7 شهداء في بلدة خزاعة شرق خان يونس، وأشارت إلى أن القصف الإسرائيلي تواصل على العديد من المناطق في قطاع غزة رغم إعلان المقاومة الفلسطينية التزامها “بتهدئة إنسانية” بناء على طلب من الأمم المتحدة. وأفادت الأنباء بأن قوات الاحتلال كثفت قصفها المدفعي، واستأنفت غاراتها الجوية على حي الشجاعية وبيت حانون وبيت لاهيا، ما أدى لاستشهاد عشرة أطفال فلسطينيين في غارة للاحتلال على متنزه للأطفال في مخيم الشاطئ.
ألوان عذاب مختلفة يبدو أنه كُتب على الفلسطيني تجرعها، ومع ذلك لا يبدو أن اليأس والإحباط قد وجدا طريقهما لنفوس الغزاويين الذين راهنوا على انتصارهم.
وفي هذا السياق، أعلنت المقاومة الفلسطينية مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة عدد آخر خلال تصديها لتوغل قوات الاحتلال في جباليا، وقالت في بيان: إنه وعلى إثر تقدم قوات الاحتلال صوب أراضي الفلسطينيين وتجريف أراضيهم ومزارعهم شرق جباليا دارت اشتباكات عنيفة مع العدو ومازالت مستمرة، مشيراً إلى تمكّن المقاومة من قتل جنديين إسرائيليين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة.
ونفّذت المقاومة الفلسطينية عملية نوعية خلف خطوط العدو الإسرائيلي شرق الشجاعية، وأكدت مقتل أكثر من عشرة جنود للاحتلال.
وكانت المقاومة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق أن مجموعاتها تصدت صباحاً لقوة إسرائيلية خاصة راجلة شرق جباليا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقصفتها بـ “6” قذائف هاون.
إلى ذلك أقرت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي بمقتل أربعة جنود للاحتلال وإصابة 10 آخرين جراء قصف المقاومة الفلسطينية مستوطنة أشكول.