أمينة الحسن: معرض الكتاب حفل باللوحات الاستهلالية المكتوبة بماء الذهب
أكدت مسؤولة جناح المخطوطات في معرض الكتاب في مكتبة الأسد أمينة الحسن بأنهم عملوا في العام الماضي على الاهتمام بالقيمة الجمالية للمخطوطات، بينما في هذا العام اخترنا مخطوطات من جميع الموضوعات، إضافة إلى المخطوطات الجمالية المكتوبة بماء الذهب الخالص وفق ما يسمى باللوحة الاستهلالية في بداية كل مخطوط، واللوحة الاستهلالية مصطلح متعارف عليه في زمن الملوك والسلاطين، فكانوا يرسمون ويكتبون عبارات بماء الذهب ومن ثم تحفظ بخزائنهم، وشغلت أنواع الخطوط حيزاً من الجناح، كما وضعنا أصغر كتاب وهو قاموس فرنسي –فرنسي، وأكبر مخطوط يطلق عليه علماء مصر حجم الفيل، إضافة إلى المصحف الشريف ويتميز بالكتابة بالذهب الخالص لرؤوس السور وكلمة الله لفظ الجلالة والزهرات المرسومة بين الآيات الكريمة. وتابعت عن أهم العناوين منها المطر والسحاب بعلم اللغة، ومن أقدم المخطوطات أيضاً شرح ديوان الفرزدق، ومخطوط كتاب سيبويه في النحو، وموسوعة الكليات لكل العلوم، وتفسير الكتاب المقدس تفسير إنجيل مارلوقا إضافة إلى كتابين عن الزبور، ومخطوطات بعلم الطب من تراجم الأطباء من اليونان إلى دمشق مع سيرة حياتهم مرتبة حسب أحرف المعجم لابن أبي أصيبعة، ومخطوطات بعلم الكيمياء للجلدكي، وكتاب الحاوي في الطب للرازي، ومخطوط نادر في علم الفراسة.
وفي القاعة السمعية والبصرية التي بجانب قسم المخطوطات عرضت مخطوطات حديثة للفنان عبد اللطيف فتحي بخط يده، وللمخرج حكمت محسن ورفيق سبيعي، وصمم الفنان باسل جبيل مجسمين للفنان رفيق سبيعي وعبد اللطيف فتحي، والأمر اللافت أن الورثة أهدوا المكتبة الزي الشعبي لهما مع آلة التسجيل التي كان عبد اللطيف فتحي يستمع إليها، كما تضمن مقتطفات من أول الدوريات والمجلات، وطابعة بجانبها مكبس نصف آلي مع قصاصات من الصحف القديمة مع عدد من العملات القديمة والحديثة، إضافة إلى لوحات فنية للآلهة منهم عشتار.
وقد رأت د. بثينة شعبان أثناء تجولها في أجنحة معرض الكتاب في مكتبة الأسد بأن قسم المخطوطات هو الأجمل والأهم، لأنه يعزز انتماءَنا وارتباطنا بهويتنا وحضارتنا وتاريخنا لما يضم بين خزائنه من نفائس المخطوطات، وأقدم الكتب التراثية المنوعة بين الأدبية والتاريخية والدينية والفلسفية، فمن يتجول ويتنقل بين الخزائن يرى تاج اللغة وصحاح العربية تأليف الجوهري سنة 393هجرية، إلى المدهش في المحاضرات تأليف ابن الجوزي سنة 597 هجرية، إلى الجزء السادس من تاريخ الشام لابن عساكر، إلى كتاب المثنوي لجلال الدين الرومي سنة 672هجرية، إلى دفتر خزائن الكتب تأليف طاهر الجزائري، إلى الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز تأليف عبد الغني نابلسي، إلى عيون الأنباء في طبقات الأطباء تأليف ابن أبي أصيبعة، إلى تهذيب الأخلاق ومداواة النفوس تأليف ابن حزم 456 هجرية، إلى المغني الجلي في الحساب الهندي تأليف البغدادي، كما يضم قسم المخطوطات في جانب منه ومضات من تاريخنا المعاصر منها قصاصات ورقية بخط يد فقيدة الأدب الرائدة الأولى ماري عجمي، جمعتها قريبتها إيلين عجمي، مع مجلة العروس التي كتب فيها الرصافي وبدوي الجبل وإيليا أبو ماضي وغيرهم.
ملده شويكاني