الصفحة الاولىمن الاولى

الجيش اللبناني يواصل تصديه البطولي لـ "مرتزقة البترودولار".. والمساعدات الأمريكية والبريطانية حبر على ورق

في الوقت الذي يتعرض فيه الجيش اللبناني لاعتداء إرهابي من قبل جماعات متطرفة في مقدمتها “النصرة” و”داعش”، في بلدة عرسال وجرودها، صدرت مواقف إقليمية ودولية علنية، يجتمع أصحابها على تأييد ودعم الجيش اللبناني في حربه على الإرهاب، الذي صدّرته وموّلته وأوجدته بعض من هذه الدول على طول الخط الممتد من الموصل شرقاً مروراً بسورية، ونفث سُمّه أخيراً وليس آخراً في لبنان، محدثاً أمراً جللاً مخططاً له مسبقاً، لكن هذا الدعم يبقى نظرياً وغير فعّال، إن لم يُترجم على الأرض بتقديم الدعم العسكري واللوجستي الفعلي للجيش اللبناني، والذي بدا واضحاً من تصريحات قائد الجيش اللبناني جان قهوجي أن الجيش بحاجة لدعم وإمداد عسكري.
وفيما تحدثت صحف لبنانية أمس عن أن “دفعة أولى من السلاح للجيش وصلت من الولايات المتحدة على أن تليها دفعة أخرى من فرنسا”، نفى مصدر عسكري لبناني ذلك جملة وتفصيلاً، مشيراً إلى أنّ “أيّ مساعدة أميركية أو فرنسية لم تصل للجيش، بل إنه لم يتبلّغ بأيّ شيء من هذا القبيل”، وإن حصل نوع من الدعم، فسيكون ضمن إطار مخطط له في ضوء اللعبة السياسية المعقدة والقذرة، التي يمارسها الغرب وأدواته المستعربة وتمويله الخليجي، بالإبقاء على حالة التوتر دائمة دون وصولها إلى الذروة التي يمكن معها أن تنفجر الأمور في غير صالحهم، وليس المطلوب من اللبنانيين سوى اليقظة التامة تجاه ما يحاك للبنان والمنطقة، والاستعداد للمواجهة.
رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن أنه “لا بد من التحرك لدعم الجيش والتضامن معه”، مضيفاً: “هذا ما قلته لسفراء السعودية وأميركا والاتحاد الأوروبي، وأن على دولهم أن تساهم في دعم المؤسسة العسكرية بالأعتدة والسلاح والمال”.
وفيما يؤكد بري على أنه “لا علاقة للجيش بالتسويات السياسية الجاري الحديث عنها، بل هو يعرف ما يجب القيام به، وهو يقوم به”، يستمر الجيش اللبناني بأداء واجبه الوطني في حماية أرضه، بعيداً عن المهاترات السياسية الداخلية، خاصة من أشخاص داخل تيار المستقبل، تحاول الانتقاص والتشكيك بجيش البلاد الذي قدّم دماء أبنائه لصد الاعتداء الإرهابي، وسارع إلى أرض المعركة لحماية أرضه وأهلها دون انتظار أي غطاء سياسي، بات معروفاً توجهات بعض أقطابه، وفُضِحت أوراقهم، وبأن ما خفي تحت “بطانياتهم”، وما كان في “علب حليبهم” مع بداية الأزمة في سورية، لم يكن إلّا “الدمار والإرهاب”.
وصد الجيش اللبناني هجوماً للمسلحين الإرهابيين على مراكزه في منطقة عين الشعب غرب بلدة عرسال موقعاً في صفوفهم عدداً من القتلى، وذلك بعد أن شهدت الليلة قبل الماضية اشتباكات عنيفة في البلدة وعلى طول سلسلة جبال لبنان الشرقية.
عرسال شهدت حركة نزوح عبر رأس بعلبك أمس، وخرجت نداءات من قلب البلدة تقول: إن عرسال لا تريد مساعدات إنسانية، بل حلاً للوضع المتأزم، فيما أشارت التقارير الإخبارية إلى خلافات بين الجماعات الإرهابية داخل بلدة عرسال، حيث يوافق البعض على الهدنة مع الجيش، في حين يصر البعض الآخر على مواصلة الاشتباكات، وتحدثت مصادر عن وقوع 120 إرهابياً بين قتيل وجريح من مسلحي “النصرة” في كمين “لداعش” في وادي عطا في جرود عرسال، بعد موافقة الأولى على الانسحاب من عرسال ورفض الأخيرة.