عراقيل ميدانية واضحة والأولوية لتأمين الأعلاف والبيطرة مشروع ترقيم “الثروة الحيوانية” يثير الجدل و”التندر” بين أوساط المربين؟!
تعاني الثروة الحيوانية بمختلف أنواعها ومواقعها الأمرّين كما يُقال، بدءاً من صعوبة تأمين الأعلاف وارتفاع أسعارها وانتهاءً بتأمين اللقاحات البيطرية، فضلاً عن العيش الصعب في شؤون التربية.
ويكفي أن يقوم أي مسؤول أو معنيّ بها بزيارة واحدة إلى أماكن وجود الثروة الغنمية في أعماق البادية ليرى معاناة هؤلاء المربين هناك، فطن العلف أياً كان نوعه لا يقل ثمنه عن الـ30-35 ألف ليرة سورية، ومؤسسة الأعلاف لم تستطع تقديم حاجة الثروة الحيوانية من المادة العلفية لأكثر من 35-40 بالمائة والباقي على المربين أن يتدبروا أمورهم.
وزارة الزراعة– مديرية الثروة الحيوانية- تقول إنها بصدد اعتماد نظام وطني لترقيم وتشميل قطعان الثروة الحيوانية قريباً، وهي بانتظار استلام الأرقام من نيوزيلاندا بعد التعاقد مع أحد موردي القطاع الخاص، وأن هناك مشروعاً آخر يتمثل بخرائط نوعية للثروة الحيوانية لمعرفة احتياجاتها من الأعلاف والأدوية البيطرية.
وحسب المعطيات فإن عمليات بيع وشراء القطعان بين المربين ستتم وفق هذا النظام من خلال الوحدات الإرشادية الداعمة أو مديريات الزراعة في المحافظات، وعملية إفراغ ملكية رأس القطيع من مربٍ إلى آخر ستكون ميسرة وسهلة بعيدة عن الروتين والبيرفراطية.
وهنا المفارقة على أشدها، فمن هو المربي الذي إذا باع رأساً واحداً في بادية حماة /100 كم/ عن مديرية الزراعة في المدينة سيحضر للإفراغ عنها للمشتري أو المربي الآخر؟ ومن قال لمدير الثروة الحيوانية بأن عملية الإفراغ ستتم بعيداً عن الروتين والبيروقراطية، ولعل المربين وحدهم من يدرك حجم المعاناة لدى مراجعتهم دوائر الزراعة.
أما أن تقول وزارة الزراعة بأن المبررات الداعمة لإحداث هذا المشروع هي الوصول إلى إحصاء دقيق للثروة الحيوانية ومنتجاتها، فهذا يذكرنا بالتصريحات المكررة من قبل الزراعة بأن لديها الأرقام الحقيقية للثروة الحيوانية عندما تريد فتح باب التصدير، وأنها تدرك متى تصدر ومتى توقف.. والسؤال: لماذا كل هذا المشروع الذي سيكلف الحكومة الملايين إذن؟!.
رئيس الرابطة الفلاحية في منطقة الغاب المشمولة بالمشروع حافظ سالم يقول إن أهم مشروع يجب أن تقدمه وزارة الزراعة هو تأمين الأعلاف بدلاً من العمل على نقل ملكية رأس الغنم من مربٍ إلى آخر للإفراغ في مديريات الزراعة!.
أما رئيس رابطة حماة الفلاحية عبد الكريم شلاش فيرى هو الآخر أن معاناة مربي الثروة الحيوانية كبيرة جداً، تبدأ من غياب الأعلاف وارتفاع أسعارها، لافتاً إلى أن من يطرح موضوع اعتماد الترقيم في صيغته الجديدة أبعد ما يكون عن كل ما تحتاجه الثروة الحيوانية، وتساءل مازحاً: وإذا (نفقت الغنمة) هل علينا أن نوفيها من سجلات الوحدات الإرشادية ومديريات الزراعة؟!
حماة- محمد فرحة