القوات الأمنية تفرض سيطرتها الكاملة على العظيم المالكي: معركة الدفاع عن الدستور هي معركة جميع العراقيين دون استثناء
دعت سورية، خلال مشاركتها أعمال اللجنة الدائمة المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والثقافية التابعة للجمعية البرلمانية الآسيوية والتي بدأت أمس في طهران، إلى مواجهة الخطر الإرهابي الذي تتعرض له سورية والعراق بكل السبل الممكنة، محذرة من أن التنظيمات الإرهابية المسلحة تمارس جرائم بحق الشعب السوري والعراقي ترتقي للوصف بأنها تطهير عرقي، وقال رئيس وفد مجلس الشعب الدكتور يوسف محمود أسعد: إن الإرهاب الناتج عن التحالف بين إسرائيل وحماتها والتكفيريين في سورية والعراق ولبنان وبقية دول العالم يهدف إلى تدمير شعوب المنطقة تمهيداً لعودة الاستعمار بشكله الجديد وإقامة ما يسمى إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الجديد لحمايتها.
ودعا أسعد إلى الوقوف معاً في وجه القوى الظلامية التكفيرية التي تمارس الإرهاب ضد كل من يختلف معها فكرياً أو دينياً أو عرقياً، حيث تفرض عليه فكرها وتذبح وتقتل من يرفض وتهجر من تبقى بطريقة لم يسبقها إليها سوى كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأكد أن سورية تتطلع إلى مواقف مسؤولة وخطوات عملية تسهم فعلياً في وقف المد السرطاني الإرهابي القاتل الذي لن تتوقف تداعياته في الشرق الأوسط بل ستمتد إلى مناطق أبعد في حال لم يتمّ التحرك في هذا المجال اليوم قبل الغد.
إلى ذلك، ندد مجلس أساقفة الكنائس الكاثوليكية في أوروبا بالجرائم التي يقوم بها تنظيم “داعش” من عمليات تهجير وقتل للمسيحيين والأقليات في العراق والشرق الأوسط، وطالب في بيان المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ المسيحيين والأقليات الأخرى من عمليات تصفية وتهجير من الأراضي العراقية وحماية الأطفال والنساء.
ونظم اتحاد مسيحيي المشرق بمشاركة الاتحادات المسيحية مظاهرة في فيينا مطالبين بوقف الأعمال الإرهابية بحق المسيحيين في الشرق الأوسط، وخاصة سورية والعراق، ووضع حد لعمليات التهجير التي يتعرضون لها من قبل تنظيم “داعش”.
يأتي ذلك في وقت، دخلت العملية السياسية في العراق، أمس، مرحلة جديدة ومهمة مع تكليف الرئيس العراقي فؤاد معصوم بشكل رسمي مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة العراقية، وذكرت شبكة إعلام العراق أن تكليف معصوم للعبادي بتشكيل الحكومة الجديدة جاء بعد ترشيح التحالف الوطني له لرئاسة الوزراء.
وبحسب ما ينصّ عليه الدستور فإن العبادي أمامه مدة شهر للانتهاء من مهمة تشكيل فريق وزاري للحكومة الجديدة.
ودعا المكلف بتشكيل الحكومة حيدر العبادي العراقيين إلى التوحد ضد الحملة الهمجية التي يشنها تنظيم “داعش”، وقال في تصريحات: إن على الجميع أن يتعاون للوقوف ضد الحملة الإرهابية التي تشن على العراق وإيقاف كل الجماعات الإرهابية.
وكانت المحكمة الاتحادية العراقية أكدت أن”ائتلاف دولة القانون” الذي يترأسه رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي هو الكتلة البرلمانية الأكبر.
المالكي اتهم معصوم بخرق الدستور، وقال: لا يمكن أن تختصر دولة القانون بعملية التفافية داخلية وخارجية ومدعومة من الولايات المتحدة، وأضاف: ما حصل لا قيمة له، وباطل وخرق للدستور، وقرارات المحكمة الدستورية واضحة، ولا يمكن العمل به وترشيحي ماض، وتابع: نحن نريد أن نمضي في السياقات الدستورية، وسنقف بوجه كل تجاوز على الدستور.
وكان المالكي دعا أبناء القوات المسلحة العراقية والمتطوعين وأبناء العشائر إلى الثبات في مواقعهم والتصدي بكل قوة وحزم لما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي وحلفائه من السياسيين الذين يعلنون الحرب على جميع العراقيين دون استثناء، وأعرب عن ثقته بدحر الإرهابيين ووقف عمل المتجاوزين على الدستور، وكل من يقف خلفهم في الداخل والخارج، معبراً عن تفاؤله بالنصر في معركة الدفاع عن الدستور التي هي معركة جميع العراقيين دون استثناء، وقال: إن الخرق المتعمد للدستور من جانب رئيس الجمهورية ستكون له تداعيات خطيرة على وحدة وسيادة واستقلال العراق ودخول العملية السياسية في نفق مظلم كما أن انتهاكه للدستور يعني بكل بساطة أن لا حرمة ولا إلزام للدستور في البلاد بعد اليوم، وأضاف: إنه سيقدم اليوم شكوى رسمية إلى المحكمة الاتحادية ضد رئيس الجمهورية لارتكابه مخالفة دستورية صريحة من أجل حسابات سياسية وتغليبه مصالح فئوية على حساب المصالح العليا للشعب العراقي.
ميدانياً، شهدت بغداد انتشاراً أمنياً مكثفاً في شوارع العاصمة، فيما تمّ منع الدخول والخروج من المنطقة الخضراء وسط بغداد، فيما تمكنت القوات المسلحة العراقية في حملاتها العسكرية الواسعة ضد الجماعات الإرهابية من تحرير مناطق في صلاح الدين والقضاء على العشرات من عناصر “داعش”، وأكد قائم مقام الخالص عدي الخدران أن قوات أمنية مشتركة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي تمكنوا من تطهير قريتي الوحدة والحمل ومعبر الحاوي التابعة لناحية العظيم من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، مبيناً أن معبر الحاوي يعتبر خطاً استراتيجياً حيث يربط عشر قرى مع بعضها البعض.