الصفحة الاولىمن الاولى

كابوس المد السلفي يؤرق الغرب.. وشبح الانتحاريين يخيّم فوق شوارعه إصلاحات في صلاحيات مكافحة الإرهاب في بريطانيا.. وأستراليا قلقة من عودة "الجهاديين" ضباط أوروبيون: أمريكا وحلفاؤها يتحملون وزر"الـفـوضى الـخـلاقة"

بعد الدعم الكبير الذي قدمته للإرهابيين الذين يقاتلون في سورية وعدم اتخاذها أي إجراءات أو قيود تمنع وصولهم إلى المنطقة وجدت الحكومات الغربية والإقليمية نفسها أمام تحد خطير يتعلق بعودة هؤلاء الإرهابيين إلى أراضيها ومحاولة نشر الفكر المتطرف بين شبابها في الوقت الذي تتزايد فيه مشاهد الفيديو والصور التي تعرض إرهابيين من جنسيات غربية وهم يرتكبون أبشع أشكال الجرائم بحق الأبرياء كان آخرها ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي بسكين إرهابي يحمل الجنسية البريطانية.
إن الإرهاب الذي دعمه الغرب وتحول إلى وحش يهدد العالم برمته أجبر أمريكا وحلفاءها على إصدار القرار الأممي 2170 الداعي لمكافحة الإرهاب إلا أنه وبالنظر لما يجري من تحركات على أرض الواقع يوضح أن الغرب غير جاد بالقضاء على الإرهاب ويمكن وضع التصريحات الصادرة عن الدبلوماسية الغربية في خانة التنصل من المسؤولية أمام الرأي العام العالمي، فتطويق الإرهاب ومكافحته يحتاج إلى أفعال والذي يأتي في مقدمتها وقف تمويله من النظام الوهابي التكفيري في السعودية ودول الخليج الأخرى وتجفيف منابعه في تركيا  حيث كشفت التقارير قيام حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رجب طيب أردوغان بتسهيل مرور وعبور الإرهابيين الأجانب القادمين من مختلف دول العالم إلى الأراضي السورية للقتال ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة.
بالأمس جددت بريطانيا تحذيرها من عودة الإرهابيين، وعبرت استراليا عن قلقها من التحاق استراليين بتنظيمات إرهابية متطرفة ، وفيما كشفت قيرغيزيا عن وجود أكثر من مئة من مواطنيها يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية، أكد ضباط أوروبيون متخصصون في مكافحة الإرهاب أن الأميركيين وحلفاءهم البريطانيين المطيعين يتحملون وزر ما يسمى “الفوضى الخلاقة” التي تعصف بالشرق الأوسط.
جملة ما تقدم يؤكد أن الغرب مرعوب من ارتداد الإرهاب ولكن الإجراءات المتخذة حتى الآن لن تغير في الواقع شيئاً إذا لم يعالج ملف مكافحة الإرهاب عن طريق تحالف دولي وإلزام الدول بوقف دعمها للإرهاب، وغير ذلك فربما يستفيق الغرب عندما تبدأ التفجيرات تضرب دوله.
فقد حذر برنارد هوغان هاو رئيس شرطة سكوتلاند يارد وهي دائرة الشرطة الرئيسية في بريطانيا من أن نحو 200 إرهابي يقيمون الآن في لندن بعد أن كانوا في صفوف التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سورية والعراق داعياً إلى إجراء إصلاحات كبيرة في صلاحيات قوى مكافحة الإرهاب في بريطانيا.
وأكد على ضرورة أن تتخذ الشرطة البريطانية إجراءات عاجلة بسبب التهديد المتزايد والخطر المحدق من التدفق السريع لمزيد من المسلحين إلى العاصمة وتصاعد القتال مع مسلحي تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي”داعش” المرتبط بتنظيم القاعدة.
وأقر هوغان هاو بأن بريطانيا تشعر بالقلق من أن الكثير من الأشخاص توجهوا إلى سورية وربما إلى العراق بهدف الانخراط في الإرهاب، داعياً السلطات البريطانية إلى مراقبة الأشخاص الذين عادوا إلى بريطانيا محذراً من أنهم يمثلون خطراً بعد تلقيهم تدريبات عسكرية ومن أنهم ضمن شبكة من الإرهابيين لأن نحو ثلثي أو ثلاثة أرباع الذين عادوا ينتمون إلى منطقة تقع ضمن لندن وهذا يعد رقماً كبيراًً بالفعل.
إلى ذلك كشف طورسون بك أكون المفوض السابق لحقوق الإنسان في قيرغيزيا عن وجود أكثر من مئة من القيرغيزيين يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية مشيراً إلى أن تجنيد هؤلاء يجري في أراضي تركيا. وأوضح أن كل الدلائل تشير إلى أن الذين يقومون بالتجنيد موجودون في أراضي تركيا التي يقصدها المواطنون القيرغيزيون بحثاً عن العمل أو للدراسة.
بدوره أعلن نورلان عليمكولوف منسق الحركة الاجتماعية لمكافحة الفساد في قيرغيزيا أن بعض القيرغيزيين بمن فيهم الفتيات يتوجهون إلى تركيا بقصد العمل ولكن يجري هناك انتزاع وثائقهم الشخصية وإرسالهم إلى مكان آخر.
مقتل 15 استرالياً في سورية والعراق
بدورها عبرت استراليا عن قلقها من التحاق استراليين بتنظيمات إرهابية متطرفة مثل تنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام” الإرهابي حيث اعترف جهاز الاستخبارات الاسترالي بمقتل العديد منهم في العراق وسورية. وأعلن رئيس الاستخبارات الاسترالي ديفيد ايرفين أمس أن 15 استرالياً قتلوا في سورية والعراق بعد انضمامهم إلى جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة محذراً من أن تهديدات التجسس والتدخل الخارجي ضد استراليا تزداد، وأكد أن أجهزة الاستخبارات تشعر بالقلق من المخاطر التي يمكن أن تحدث عند عودة من انضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق إلى استراليا وقال إننا نشهد زيادة في التجسس والتدخل الخارجي ضد استراليا سواء عبر الفضاء الالكتروني أو بالطرق التقليدية كما أن التهديد على المعلومات الحكومية من أشخاص في الداخل يتزايد.
الأميركيون وحلفاؤهم يتحملون
وزر “الفوضى الخلاقة”
وفي سياق متصل أكد ضباط أوروبيون متخصصون في مكافحة الإرهاب أن الأميركيين وحلفاءهم البريطانيين المطيعين يتحملون وزر ما يسمى “الفوضى الخلاقة” التي تعصف بالشرق الأوسط ولا يقدرون تداعيات هذا الحريق المشتعل على أوروبا التي تضعها الجغرافيا في قلب الخطر الداهم.
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية في مقال للكاتب ايلي حنا نشرته أمس عن أحد ضباط الاستخبارات الأوروبيين وهو ألماني قوله نكاد نقول إن واشنطن تتآمر على أوروبا ولو من غير قصد، مشيراً إلى الصراع في أوكرانيا الذي تؤججه الولايات المتحدة فيما تقتصر انعكاساته الاقتصادية على دول أوروبا فالعقوبات على روسيا أدت إلى ارتفاع سعر الغاز الروسي وإلى فرض عقوبات على مؤسسات أوروبية وغربية وصولاً إلى التغاضي عن نمو المد السلفي في الشرق الأوسط تحت عناوين إسقاط الأنظمة الديكتاتورية.
وأوضح أن كابوس “المد السلفي” بات يؤرق الأوروبيين كما أن شبح الانتحاريين و”الجهاديين” يخيم فوق شوارعهم ولذلك أصبحت أجهزة استخباراتهم تهجس بالخطر الآتي من الشرق مؤكدين أن الأمر ليس إلا مسألة وقت قبل أن يدوي انفجار في عاصمة أوروبية هنا أو تستيقظ خلية إرهابية نائمة في عاصمة أخرى هناك.
“سي إن إن” تجري لقاء مع
بريطانيين من داعمي الإرهاب
من جهة أخرى أجرت قناة سي إن إن الأمريكية لقاء مع خمسة من داعمي ومؤيدي تنظيم “داعش” الإرهابي في لندن أكدوا فيه أن من نفذ عملية ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي ومن أمروا بذلك “ليسوا إرهابيين” معلنين عن رغبتهم بالتخلي عن جوازات سفرهم وجنسياتهم للانضمام إلى صفوف تنظيم “داعش” واصفين ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي بـ “الدولة الفاضلة”.