ثقافة

التشكيلي ببيلي: أعمالي امتداد لتراث وعلوم الحضارة السورية

يختص التشكيلي مصباح ببيلي منذ خمسة وعشرين عاما بموضوع فريد في عالم الفن التشكيلي حيث يقدم أعمالا فنية معنية بالكونيات والفضاء برؤية تربط الفرضيات والنظريات العلمية الكونية باللوحة الفنية فضلا عن طرح موضوع طرق الفضاء العملاقة ذات البعد الخامس المنعدم بداخلها الزمن و المرتبطة بنظام فضائي أكبر فقدم في هذا المضمار خمسا وسبعين دراسة.

ببيلي الذي عرض مجموعة من أعماله للجمهور خلال معرض استضافه المركز الثقافي العربي في أبو رمانة قال في حديث لـ سانا: “هناك شريحة واسعة ممن تابعت معرضي الاخير في ثقافي ابو رمانة ضمت الشباب من هواة و طلاب الفنون إضافة لفنانين محترفين الى جانب هواة علم الفلك و المثقفين من شعراء و كتاب” معتبرا أن أعماله تحتاج بشكل عام لمشاهد مثقف ذي افق واسع قادر على تحليل العمل الفني التجريدي الفلسفي.

وتنتمي اعمال ببيلي ودراساته بشكل عام الى ما يسمى في الغرب الفن الفضائي إلا أنه يتفرد بطابع خاص و يبتعد عما تنشره المؤسسات الفنية المعنية بعلوم الفضاء مثل وكالة ناسا الأمريكية و ما تقدمه من صور ولوحات عن أخبار رحلاتها الفضائية.

يعتبر ببيلي أن ما يقدمه من أعمال هو امتداد للتراث العلمي والحضاري الذي تراكم عبر الحضارات السورية المتعاقبة منذ آلاف السنين خاصة ما ينتمي لعلوم الفلك و الفنون والربط بينهما مبينا ان جهود الفنانين السوريين تصب كلها في هدف استمرار امجاد حضارتنا العريقة على مستوى العالم.

الفنان الذي يطلق على ما يقدمه من فن مصطلح (الكونية الببيلية) يرى أن السوق الفنية المحلية حاليا فقيرة وغير مجدية اقتصاديا للفنان الذي يقدم التضحيات و يستمر في التواصل مع الحركة الفنية و العطاء من خلال الالتصاق بجذور الوطن مؤديا واجبه خلال سنوات الحرب على بلاده لكنه رغم ذلك يؤكد أن حالة السوق الفنية ستتعافى مع عودة الامان لكل الوطن و انتصاره على أعدائه الذين أرادوا الإساءة له وتدميره.

ويعبر الفنان ببيلي عن تفاؤله بمستقبل الحركة التشكيلية السورية ويختم حديثه بالقول: “الفنانون الشباب همتهم الفنية عالية ومن بقي من الفنانين المخضرمين المبدعين هم متشبعون بحب الوطن ويمثلون الفن السوري في الخارج و يقدمون الوجه الحضاري لبلدهم”.

الفنان مصباح ببيلي من مواليد دمشق عام 1944 و خريج مركز الفنون التشكيلية عام 1969 وحاصل على لقب مايسترو عام 1980 خلال معرضه رقم 17 الذي أقامته وزارة الثقافة الإسبانية من قبل الدكتور أندرس سيفيلا ساتوري كما اتبع دورات بالفنون التشكيلية في كل من بريطانيا و اسبانيا.

وشرع ببيلي باسلوبه الفني الخاص منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي عبر عدة معارض فردية حول الدائرة كافورم للوحة ثم دخل بها الى المنظور الكروي بنظرية ريمان و أقام عدة معارض فردية منها الدائرة والإنسان / الدائرة والحياة والرؤية الكروية والكروية والميثولوجيا في سورية وعمان والأردن والكويت واسبانيا وفرنسا ونال عدة جوائز وشهادات تقدير وميداليات.