"الأمن القومي العربي وتحدياته الراهنة" في ملتقى حواري على مدرج دار البعث: تشكيل جبهة ثقافية قومية لمواجهة الفكر التكفيري الإرهابي
“الأمن القومي العربي وتحدياته الراهنة”، إشكالية آثر منظمو ملتقى الحوار القومي أن تدور حولها مجريات النسخة الثالثة من الملتقى، الذي تسعى القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي لتكريسه كطقس فكري وثقافي دوري قادر.
ويكتسب “ملتقى الحوار القومي الثالث”، الذي أقامه اتحادا الكتاب العرب والصحفيين في سورية أمس على مدرج دار البعث بدمشق، أهمية مضافة، لما يتيحه البعد الفكري القومي العربي من تصورات أكثر شمولاً وأوسع رؤية تجاه المسائل الملحة في منطقتنا التي تستهدفها مشاريع التقسيم والهيمنة.
وركز المشاركون في الملتقى، والذي أدار مجرياته الياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين في سورية، على ثلاثة محاور، حملت في المحور الأول عنوان “الدولة الوطنية وتحدي الإرهاب” للباحث والمفكر المغربي عبد الصمد بلكبير رئيس تحرير مجلة “الملتقى”، وناقش الثاني “دور الثقافة في مواجهة التكفير” وعرض له الدكتور والباحث التونسي رياض الصيداوي مدير المركز العربي للسياسات الاستراتيجية في جنيف، وحمل الثالث عنوان “غزة والعقل المقاوم” للإعلامي أسامة الدليل رئيس قسم الشؤون الدولية في صحيفة الأهرام المصرية.
وأكد بلكبير أنه حين يتحدث من الأرض السورية فإنه يتحدث من الجبهة التي تحدد صورة العالم القادم، والذي لا بد أن يكون أجمل وأكثر رحابة، وخاصة أنه حديث عن غدٍ يضع لبناته الجيش العربي السوري والسيد الرئيس بشار الأسد، معرباً عن تقديره لصمود الشعب السوري وبطولات الجيش العربي السوري التي أفشلت المخططات الأمريكية والإسرائيلية وأذهلت العالم.
وتحدّث الدكتور الصيداوي عن دور الثقافة في مواجهة التكفير، ولفت إلى أن التحقيب الزمني بدأ مع الاحتلال العثماني للمنطقة وشكل صدمة لها، واصفاً الفتاوى التي تصدر من بعض رجال الدين، ومنهم القرضاوي، بالحرب النفسية على الجماهير العربية والإسلامية لخدمة المشروع الأمريكي والصهيوني، منبهاً من محاولات الغرب الاستعماري، الذي أشعل الحروب في بلدان المنطقة ودمر بنيتها التحتية بناء على مصالحه الاقتصادية، دفع شركائه للدخول في مشاريع إعادة الإعمار في هذه الدول وإعادة استعمارها من جديد.
ورأى الأستاذ أسامة الدليل أنّ أحداث ما سمّي “الربيع العربي” تهدف في المقام الأول إلى تدمير محور المقاومة والممانعة واستبداله بمحور حليف لدول الغرب، ومن ورائها الكيان الصهيوني ومشيخات الخليج، ممن يرضخ لإملاءات وابتزازات هذه الدول، ويسعى جاهداً لتنفيذ مآربها ومصالحها في تفتيت الأمّة العربية والاستفادة من ثرواتها وخيراتها، لافتاً الانتباه إلى أنّ مشايخ الخليج ما هم إلا ألعوبة بيد الغرب يعملون بالنيابة عنه على إعادة رسم الخريطة الجغرافية العربية وتشويه القيم والأخلاق والمفاهيم العربية فضلاً عن التآمر والكيد للدول التي ترفض الانصياع لرغبات وأوامر الغرب.
وفي المداخلات، أكد الرفيق الدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام حرص السيد الرئيس بشار الأسد على تكوين مشروع قومي عربي موحّد لطاقات وجهود الأمّة العربية قادر على مواجهة المشروع المقابل الهادف إلى تدمير الفكر القومي العربي وتفتيت الدول العربية إلى دويلات طائفية متناحرة بعيدة كلّ البعد عن التلاحم والتعاضد والسير نحو تحقيق هدف مشترك، لافتاً إلى دور الكتّاب والمثقفين في دعم المشروع القومي العربي والنهوض به وتحقيق مراميه، فضلاً عن مواجهة التحدّيات والمخططات التي تدبّر للأمّة العربية وإيضاح أهدافها وغاياتها للعامة كونهم أكثر اطلاعاً ودرايةً بأطماع دول الغرب في المنطقة وسعيهم القديم والدؤوب إلى السيطرة على دولها والتحكّم بخيراتها ومقدراتها.
حضر الملتقى الرفاق عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي عبد الناصر شفيع وعدد من أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية وأمينا فرعي الحزب في ريف دمشق والقنيطرة وقيادات الفروع الحزبية وأعضاء مجلس الشعب وعدد كبير من الباحثين والكتاب والمفكرين والمهتمين.