الصفحة الاولى

مناورات مفضوحة

استبق كيري،  الذي يجول في المنطقة داعياً للم شمل على طريقة الكاوبوي الأمريكي، لمواجهة داعش جولته بالتبشير بأن الحرب معه ستستمر لسنوات وأنه لن يكون هناك مواجهة على الأرض السورية ، مستبعداً إشراك روسيا وإيران وسورية في الحلف المزمع إقامته لهذه الغاية.
وهو بذلك يكون أعلن مباشرة وعلى الملأ عدم الجدية بما يفعل…!
كلام كيري أثار الريبة والشكوك، لدى المراقبين والمتابعين لأن ذلك يعني أن لدى واشنطن أجندة في هذا الخصوص تخفيها عن الحلفاء وتعمل من تحت الطاولة على تنفيذها.
وما الضبابية وعدم الوضوح في الأقوال والتصرفات التي تمارسها إدارة أوباما إلا تأكيد واضح على أن وراء الأكمة الأمريكية ما وراءها، فلو أرادت واشنطن فعلاً إنهاء داعش لفعلت ببساطة ، وبدأت بالفعل بتجفيف منابع  الدعم المادي والعسكري، بالضغط على حلفائها في المنطقة ليغلقوا حدودهم، فلا يصل السيل البشري المتدفق من كل دول العالم عبر تركيا ، وبمساعدة أجهزة مخابراتها التي تستقبل ، وتنسق ، وتنقل الإرهابيين عبر حدودها الى سورية والعراق، وتسد بالوقت نفسه كل منافذ تهريب السلاح ، وتمنع  الشركات والدول من  شراء النفط المسروق بأسعار زهيدة وبهذا وحده تكمن الخطوة الأولى لخنق هذا التنظيم الإرهابي بالتوازي مع ضرب قواعده، وطرق إمداده ، ومراكز قياداته أينما وجدت.
لكن الواضح من كل ما يحدث أن واشنطن لا تريد أن تكون المنطقة آمنة ومستقرة والدليل على ذلك ازدواجية سياستها وتعدد المعايير في ذلك فهي تريد القضاء على داعش في العراق، واحتواءه وتجميعه في سورية وإبقاءه تحت مظلتها كأداة فعالة لإخضاع دول المنطقة وشعوبها.
موسكو المتفهمة لكل مقومات الوضع على الأرض ، والتي تعرف جيداً تلون الموقف الأمريكي ، وليس لديها ثقة بواشنطن وضعت النقاط على الحروف وحذر وزير الخارجية الروسي لافروف أمريكا من استغلال الوضع لضرب الجيش العربي السوري، تحت أي ذريعة كانت تلبية لرغبة قادة إسرائيل، خاصة بعد أن رأوا قدرته الفائقة في الصمود والقتال.
نستطيع القول إن العالم فهم مناورات واشنطن المفضوحة خاصة بعد أن تسرب لوسائل الإعلام تفاصيل الخطة العتيدة التي يتبناها أوباما وحكومته لجمع الحلف الدولي بالسرعة القصوى دون رؤى واضحة لأساليب العمل على الأرض، وبذلك يكون ذلك محاولة واضحة للالتفاف على الحقيقة وتغطية لضعف أوباما وخضوعه المطلق لجهات الضغط الصهيوني التي لا يهمها إلا مصلحة إسرائيل وأمنها قبل أي اعتبار آخر.
صالح صالح