أرزة وخطاب تنبضان بالحياة مجدداً.. والمصالحة الشعبية تثبت نجاعتها في البوير قواتنا الباسلة تضبط نفقاً في عدرا العمالية بطول 500 متر.. وتقطع خطوط إمداد إرهابيي "داعش" في دير الزور
بدأت بلدتا أرزة وخطاب، واللتان أعاد إليهما الجيش العربي السوري، وعشرات البلدات في ريف حماه الشمالي، الأمن والاستقرار، تنبضان بالحياة مجدداً، مع عودة سريعة للأهالي إلى منازلهم، وإن كانتا ستبقيان شاهداً على هول إرهاب التنظيمات الإرهابية وإجرامها، فيما شهدت منطقة البوير في ريف حمص الشرقي لقاء وطنياً ومصالحة شعبية بين آل عودة وعشيرة التركي، بحضور فعاليات رسمية وشعبية ورجال دين وحشد كبير من أهالي المنطقة، في رسالة تثبت للعالم عمق الوحدة الوطنية للسوريين أرضاً وشعباً، وتؤكد عزم السوريين على الوقوف صفاً واحداً في مواجهة المؤامرة، التي يتعرضون لها منذ أربع سنوات.
وفيما تصدت الجهات المختصة لمجموعة إرهابية حاولت التسلل إلى أطراف دمشق وأوقعت فيها قتلى ومصابين، ضبطت قواتنا الباسلة نفقاً في عدرا العمالية بطول 500 متر وعمق 11 متراً، يمتد من مؤسسة المياه في الجزيرة 11 باتجاه كازية الباز ومجهزاً بالإنارة والتهوية كانت تستخدمه العصابات الإرهابية في عملياتها الإجرامية بحق المدنيين، وأوقعت العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين في دوما ومحيط الدخانية وعين ترما، ودمرت عدداً من سيارات الإرهابيين بعضها مزود برشاشات ثقيلة في ماير ورديان وخان العسل ودير حافر وشمال المحطة الحرارية وغرب الباب في حلب.
وأردت وحدات من الجيش أربعة إرهابيين قتلى وأصابت آخرين باستهداف تجمعهم شمال سادكوب بمنطقة الراموسة، كما دمّرت سيارة لهم بمن فيها في حويجينة، فيما أوقعت وحدات أخرى قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين، ودمّرت آليات لهم باستهداف تجمعاتهم في محيط القلعة والحسامية وكفر نايا وقبتان الجبل والحاجب وبنان الحص وكفركار وسيف الدولة والشيخ سعيد.
وفي ريف حمص أحبطت وحدات من الجيش محاولة تسلل لإرهابيين من قرية أم صهريج باتجاه جبال الشومرية وقضت على عدد منهم، فيما عثرت الجهات المختصة بالتعاون مع الأهالي على مخبأ سري بأحد الأبنية التي كانت تتخذها التنظيمات الإرهابية المسلحة مقراً لها في حي الحميدية بمدينة حمص القديمة، وتمّ العثور بداخل المخبأ على كمية من الأسلحة المتنوعة شملت قواذف آر بي جي و12 حشوة دافعة وأسلحة خفيفة ومتوسطة وقناصتين ومناظير ليلية وجهاز بث فضائي وكمية من الذخائر.
وفي دير الزور، استهدفت وحدة من الجيش والقوات المسلحة تجمعات لإرهابيي تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في حي الحويقة، وأوقعت في صفوفهم أعداداً من القتلى والمصابين، ودمرت 8 آليات لهم بمن فيها وقطعت خطوط الإمداد عن إرهابيي التنظيم داخل المدينة، فيما اشتبكت وحدات ثانية أيضاً مع إرهابيي التنظيم في حي الجبيلة ونزلة الرديسات وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين، ودمّرت عدة أنفاق كان يستخدمها إرهابيو التنظيم للتنقل ونقل السلاح والذخيرة.
ودمّرت وحدة أخرى من الجيش وكراً لإرهابيي التنظيم قرب الثانوية الصناعية في مدينة الميادين، وأردت من فيه قتلى ومصابين، بينما أردت وحدة أخرى 20 إرهابياً قتلى وأصابت آخرين في ناحية موحسن.
وفي درعا قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على إرهابيين وأصابت آخرين باستهداف تجمعاتهم على طريق خربة غزالة-درعا في محيط رجم المشوار، وأحبطت محاولة إرهابيين التسلل باتجاه بلدة المتاعية وقضت على عدد منهم، فيما أردت وحدات ثانية إرهابيين قتلى وأصابت آخرين باستهداف تجمعاتهم شمال مزرعة قصر البيطار وفي الثعيلة وجنوب بنايات السكك بمحيط بلدة عتمان ومحيط بلدة أم الميادن وفي حي البجابجة بدرعا البلد.
وفي ريف إدلب أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة إرهابيين قتلى ومصابين باستهداف تجمعاتهم وأوكارهم في الحامدية وبنش ومعرة النعمان وشمال معمل الكونسروة ودير سنبل واحسم.
مصالحة شعبية في البوير بريف حمص الشرقي
وسلم 362 مطلوباً من دمشق وريفها وحمص وحلب ودرعا أنفسهم للجهات المختصة لتسوية أوضاعهم.
في غضون ذلك، شهدت منطقة البوير في ريف حمص الشرقي أمس لقاء وطنياً ومصالحة شعبية بين آل عودة وعشيرة التركي، وأكد الشيخ عبد العزيز طراد الملحم شيخ عشيرة الحسنة قبيلة عنزه أهمية المصالحة والمسامحة بين أبناء الوطن، وضرورة تكاتف الجهود الخيرة لعودة الأمور إلى سابق عهدها من الأمان والوئام بين جميع أبنائه لتبقى سورية أسرة واحدة متحابة كما ألفناها.
وعبر الشيخ أحمد عودة أن المصالحة التي تمت هي فرصة لجمع القلوب وصفائها وتلافي الأخطاء، مؤكداً على عودة البيت السوري مترابطاً متحاباً والصخرة التي تتكسر عليها كافة المؤامرات الداخلية والخارجية.
وقال الشيخ مهدي محمد التركاوي من عشيرة التركي: إن إقامة الصلح وزرع التسامح والمحبة من جديد في جميع قلوب أبناء سورية يفوت الفرصة على أعداء الوطن الذين أرادوا الخراب والدمار له.
من جهته، أكد مدير أوقاف حمص الشيخ عصام المصري أن هذه المصالحة واللقاء الوطني الذي يجمع الأسرة السورية على المحبة والتسامح يجسد القيم النبيلة لشعبنا، موجهاً التحية لأبطال الجيش العربي السوري الحارس على أمن الوطن وأمانه، وكل من بادر لإنجاح هذا اللقاء الوطني.
وأشارت عضو مجلس الشعب بالمحافظة سناء أبو زيد إلى أهمية هذا اللقاء الوطني والمصالحة التي تمت بجهود أهالي الخير ومباركة جميع من بادر إلى إنجاحها لإعادة اللحمة الوطنية والمحبة والتسامح بين أبناء الوطن لتبقى أسوار سورية منيعة على كل المتآمرين.
ورأى الأب ميشيل نعمان عضو الهيئة الشعبية للمصالحة الوطنية بالمحافظة أن الصورة التي نعيشها اليوم تجسد المصالحة بكل أبعادها التي توحد، وتوقف سفك الدماء والخراب والدمار لتجاوز الأحقاد رغم الجراح.
ولفت الخوري انطون جرادة نائب مطران السريان الأرثوذكس بحمص إلى أن سورية بدأت مع المصالحات السير بالخط الصحيح، وأنه بالمحبة والتسامح نعيد بناء سورية وإعمارها من جديد.
حضر اللقاء الوطني والمصالحة الرفيق أمين فرع جامعة البعث للحزب الدكتور محمد عيسى ونائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة المهندس دمر العلي ورئيس مجلس المحافظة المهندس سليمان المحمد، وحشد من الفعاليات الرسمية والشعبية والدينية وأبناء المنطقة.
22 ألف “داعشي” يتدربون في تركيا
في الأثناء، كشف النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض محمد علي أديب أوغلو عن خضوع 22 ألف إرهابي من تنظيم”داعش” إلى التدريب العسكري في تركيا ومن ثم إرسالهم للالتحاق بالإرهابيين في سورية والعراق، وذلك بعلم ودعم حكومة حزب العدالة والتنمية التركية، وقال في بيان صحفي: انتشروا في تركيا على شكل خلايا إرهابية نائمة حيث تمّ تدريبهم فيها وإرسالهم إلى سورية والعراق للانضمام إلى صفوف داعش، مشيراً إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يستخدم تركيا كفندق منذ بدء موجة الاعتداءات الإرهابية التي يشنها على المنطقة، مؤكداً أن تركيا تشكل معقلاً لتنظيم “داعش” الإرهابي لتوفير الدعم اللوجستي والإرهابيين، كما أن أعمال تهريب السلاح والذخيرة لا تزال متواصلة بشكل يفضح ما تحاول حكومة حزب العدالة والتنمية إخفاءه.
وأشار أديب أوغلو إلى أن الشارع التركي يشعر بالقلق من تزويد إرهابيي داعش بالسلاح والذخيرة عبر بلادهم، وخاصة بعد أن بات العالم كله يعلم تماماً حقيقة تزويد تركيا للإرهابيين بكل أنواع الدعم، ولم يعد الموضوع مقتصراً على الرأي العام التركي فحسب.
وفي سياق متصل أكد النائب عن حزب الشعب الجمهوري استخدام متفجرات تحمل علامة مؤسسة الصناعات الكيميائية والميكانيكية التركية في تنفيذ أربعة تفجيرات إرهابية في مدينة أربيل شمال العراق جراء استمرار تركيا بتزويد الإرهابيين من تنظيم “داعش” بالسلاح والمتفجرات.
طبيبة إرهابية
ومع تواصل التقارير المثيرة للصدمة حول تزايد أعداد الإرهابيين القادمين من بريطانيا للانضمام إلى تنظيم “داعش”، والنساء البريطانيات على وجه الخصوص، كشفت صحيفة ديلي ميل عن قصة فتاة بريطانية تدرس الطب انضمت إلى صفوف التنظيم لكي تصبح طبيبة الإرهابيين، وقالت: إن الفتاة التي تبلغ من العمر 21 عاماً نشرت صورة لنفسها وهي تحمل رأساً مقطوعاً مع تعليق وظيفة العمر، طبيبة إرهابية، داعية في رسائل الكترونية لها النساء إلى دفع أزواجهن إلى الانضمام إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي، مشيرة إلى أنها انضمت إلى ما يسمى كتيبة الخنساء التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في الرقة.
أول محاكمة في ألمانيا
وفي ألمانيا بدأت أمس محاكمة إرهابي ألماني بتهمة الانضمام إلى تنظيم” داعش” الإرهابي في سورية وسط مطالبات باتخاذ إجراءات أكثر تشدداً للحؤول دون شن التنظيم الإرهابي هجمات في أوروبا، وقال الادعاء الألماني: إن كريشنيك بريشا 20 عاماً المتحدّر من كوسوفو والمولود في فرانكفورت سافر إلى سورية مروراً بتركيا في تموز 2013 برفقة متطرفين آخرين للمشاركة في القتال، موضحاً أنه تلقى فور وصوله تدريباً على السلاح وأوكلت إليه مهام حراسة وإسعاف طبي، واتهم بريشا بالانتماء إلى شبكة إرهابية أجنبية في أول محاكمة من هذا النوع ترتبط بتنظيم “داعش” الإرهابي المتطرف في ألمانيا، ويمكن أن يواجه عقوبة السجن عشر سنوات في حال أدانته المحكمة العليا.
وبدأت المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة وعلى خلفية التحذيرات من التهديدات التي يمثلها الإرهابيون الأوروبيون الذين يعودون إلى بلدانهم بعد انضمامهم إلى التنظيمات الإرهابية، حيث كشفت السلطات الألمانية أن نحو 400 ألماني توجهوا إلى سورية والعراق للانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية.
اعتقال 4 صينيين في اندونيسيا
وفي جاكرتا، أعلنت السلطات الاندونيسية أمس أنها اعتقلت أربعة أشخاص من الاويغوريين الصينيين كانوا يحاولون التواصل مع أحد أكثر المطلوبين تطرفاً في اندونيسيا، وأنها تجري تحقيقات حالياً لمعرفة ما إذا كان لهم ارتباطات بتنظيم” داعش” الإرهابي.
ويقول الكولونيل أغوس ريانتو المتحدث باسم الشرطة الوطنية: إن المتهمين الأربعة اعتقلوا مع ثلاثة من أعضاء مجموعة أبو وردة سانتوسو الذي يقف وراء جرائم قتل الكثير من رجال الشرطة والمطلوب الإرهابي الأول في البلاد، مضيفاً: إنه تم العثور بحوزتهم على ملصقات تحمل رموز ما يدعى “الدولة الإسلامية” في السيارة التي كانوا يستقلونها وقت اعتقالهم.