"داعش" صنيعة غربية لخدمة الكيان الصهيوني.. والغارات الجوية مسرحية هزلية طهران: التحالف الدولي لمحاربة الإرهـاب ذريـعـة لـتحقيـق مــآرب أميركــا وحـلـفـائها
لا تزال ردود الفعل الدولية على عمليات التحالف الدولي، الذي تقوده أمريكا، في سورية تلاقي ردود أفعال دولية منددة وشاجبة لهذا التحرك، حيث أشاد الرئيس الفنزويلي مادورو بالدور الذي تضطلع به سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد في المساعدة بدرء خطر تنظيم “داعش” الإرهابي، وانتقد الممارسات التي ترتكبها القوى الامبريالية للإمبراطورية الأميركية والمضايقات التي تنفذها ضد الدول الأخرى ومحاولاتها المتكررة لتقويض الديمقراطية في العالم.
وكان طيران الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها شن غارات جوية استهدفت مقرات وتجمعات تنظيم “داعش” الإرهابي في ريفي محافظة دير الزور الشرقي والشمالي، وذكرت مصادر أهلية أن الغارات استهدفت مواقع التنظيم في مدينة الميادين ومحيطها وبلدتي القورية وبقرصفي، وأضافت: إن الغارات استهدفت أيضاً مقرات للتنظيم داخل قرية الحريجي في ريف المحافظة الشمالي.
وحذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني من أن مشكلة التطرف والإرهاب التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط الآن يمكن أن تنتشر إلى أماكن أخرى، مشيراً إلى أن من بين إرهابيي تنظيم “داعش” الإرهابي مواطنين أوروبيين سيشكلون خطراً لدى عودتهم إلى بلدانهم في أوروبا، وأشار إلى الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المتطرفة حالياً من تدمير وتخريب للمساجد والكنائس ودور العبادة في سورية والعراق باسم الجهاد، مؤكداً أن هذه الممارسات والسلوكيات الإجرامية لا ترتبط أبداً بالإسلام الذي بشر به الأنبياء والصالحون.
وأضاف روحاني: إن نشر من يدعون الإسلام صوراً همجية عن أعمالهم الإجرامية في مواقع التواصل الاجتماعي ما هي إلا مؤامرة تهدف إلى ضرب الإسلام في عالم اليوم المتمدن، مؤكداً فشل وإخفاق المحاولات التي ترمي إلى تقديم الإسلام دين الهداية والنور والرحمة على أنه دين يدعو إلى العنف.
وأكد روحاني في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الأخطاء الاستراتيجية للغرب تجاه الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز حوّلتها إلى ملاذ للإرهابيين والمتطرفين، وقال: “إن حروب احتلال أفغانستان وكذلك التدخل الخاطئ في سورية هي نماذج بارزة على هذه الاستراتيجية الخاطئة”، وأشار روحاني إلى أن بعض المؤسسات الاستخباراتية لدول معينة وضعت السلاح في أيدي المتطرفين في المنطقة الذين قدموا من مختلف البلدان ويمتلكون أيديولوجية واحدة هي التطرف والعنف ولديهم هدف واحد هو ضرب الحضارة والترهيب وتهيئة الأرضية للتدخل الأجنبي في المنطقة، مبيناً أن بعض الدول التي ساعدت في خلق التطرف عاجزة اليوم عن التعامل معه.
ودعا روحاني كل الذين ساهموا في دعم وتقوية التنظيمات الإرهابية إلى الاعتراف بأخطائهم في إيجاد التطرف وتقديم الاعتذار، مشدداً على أن الديمقراطية لا يمكن نقلها عن طريق الحقائب بل يجب أن تنجم عن التنمية، وليس عن الحرب والاعتداءات.
ولفت روحاني إلى أن الدول التي تدعي قيادة الائتلاف ضد الإرهاب تسعى لإحكام هيمنتها على المنطقة، وهي بذلك ترتكب خطأ استراتيجياً كبيراً لأن بلدان المنطقة أدرى بمشاكلها ولا يمكن تجاوز دورها في مكافحة الإرهاب.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة بي. بي. أس الأميركية أكد الرئيس الإيراني ضرورة التنسيق مع الحكومة السورية فيما يتعلق بتوجيه ضربات جوية لمواقع الإرهابيين في سورية، مشدداً على أن القصف الجوي الذي تقوم به أمريكا وحلفاؤها على مواقع الإرهابيين خارج إطار القواعد الدولية ودون التنسيق مع الحكومة السورية هو أمر مدان ومناقض للقانون، وشدد على أن القصف الجوي لن يقضي علي أي مجموعة إرهابية، وأن الطريق لمحاربة مجموعة إرهابية لا يكون بإيجاد مجموعة إرهابية أخرى، وإنما بالتوقف عن تسليح المجموعات الإرهابية.
في سياق متصل أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن القصف الجوى لبعض مواقع الإرهاب في المنطقة ليس حلاً لمعالجة ظاهرة الإرهاب، مشدداً على أن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” ذريعة لتحقيق مآرب أميركا وحلفائها في المنطقة، والذين ساهموا في تنامي وظهور هذه الظاهرة المشؤومة من خلال الدعم التسلحي والمالي، وأشار خلال لقائه سفير البرتغال لدى طهران ماريو فرناندو داماش نونس إلى خطر الإرهاب على المنطقة والعالم والتحالف الدولي الاستعراضي لمواجهته.
وفي السياق ذاته قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي: لدينا شكوك تجاه تحالف محاربة تنظيم داعش الإرهابي ونوايا أميركا في المنطقة لأنه يهدف إلى التدخل في الشؤون الداخلية السورية والعراقية، مشدداً على أن التدخل الأميركي يفاقم الأزمة في المنطقة، ودعا في تصريح له كافة الدول وخاصة الدول المشاركة في التحالف الدولي إلى دعم الجيشين السوري والعراقي ليتمكنا من مواجهة هذه الظاهرة، وإلا فإن الموضوع سيتأزم أكثر وسيحصل “داعش” على شرعيته، مبيناً أن الأميركيين يقومون حالياً بعرض مسرحية في مجال دخولهم في المواجهة مع هذا التنظيم الإرهابي، وأشار إلى ممارسات أميركا خلال السنوات الثلاث الماضية في دعمها للتنظيمات الإرهابية في سورية، وقال: عندما لم تصل تدخلات أميركا خلال السنوات الثلاث الماضية إلى نتيجة اعتمدوا سبيلاً آخر للتدخل في سورية.
وأضاف رضائي: لدينا شكوك تجاه نيتهم القضاء على تنظيم “داعش”، وما هو هدفهم الحقيقي من هذا الهجوم، خاصة تجاه الحكومتين العراقية والسورية، وتوقّع أن تزداد الأزمة عمقاً في المنطقة بالتدخل الأميركي، لأن الموضوع أكبر من تنظيم داعش، واصفاً هذه العصابات الإرهابية بأنها غدة سرطانية، مشيراً إلى أن هذه الغدة السرطانية تتعمق أكثر فأكثر بالتدخل الأميركي.
وفي سياق متصل أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن تنظيم “داعش” هو نتاج لنشاط استخباراتي غربي معقد لإيجاد فتنة في العالم الإسلامي، وأن جميع ممارساتهم تصب في صالح الكيان الصهيوني، فيما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن العديد من مشاكل المنطقة مردها السياسات الخاطئة للحكومة البريطانية، موضحة أن إجراءات الحكومة البريطانية هي التي أدت إلى تقوية التنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم داعش الإرهابي.
إلى ذلك، انتقدت الصحف الأميركية الرئيسية سياسة الرئيس الأميركي لمضيه بمفرده شن غارات ضد تنظيم “داعش” من دون موافقة الكونغرس، وإحدى هذه الصحف حذرت من “إقحام واشنطن في صراع مكلف آخر في الشرق الأوسط، حيث إن التأييد الشعبي الأميركي للغارات في سورية لن يدوم طويلاً.
واعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن أوباما أثبت “افتقاره لخطة مقنعة في سورية”، سيما لعدم “توضيحه كيف يمكن للغارات الجوية تقويض الجماعات المتطرفة، بل كان قراراً سيئاً”، وقالت: ينبغي التوجه “لمجلس الأمن للتصويت على أحقية الغارات”.