أبرز متزعمي "داعش" في قبضة المخابرات العسكرية قيادة الجيش: لن يكون هناك محمية للإرهاب في لبنان
شدّدت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها أمس أن المؤسسة العسكرية عصيّة على محاولات التشكيك بها والنيل من وحدتها ودورها، مؤكدةً أنه لن يكون هناك “محمية للإرهاب في لبنان”.
هذا التأكيد جاء بعد أن نفذت قوة من مديرية المخابرات، فجر أمس، عملية أمنية في بلدة عاصون- الضنية، بعد رصد مكان وجود الإرهابي أحمد سليم ميقاتي، فتمّت مداهمة الشقة التي كان يقيم فيها مع مجموعة من الإرهابيين، وتمّ توقيفه، فيما أصيب أحد العسكريين بجروح طفيفة، وقتل ثلاثة من المسلحين الموجودين في الشقة المذكورة، يجري العمل على تحديد هوياتهم، مؤكدة أنها “مستمرة في مواجهاتها المفتوحة ضد الإرهاب”، لأن “لا محمية له في لبنان”.
وكشفت قيادة الجيش- مديرية التوجيه أن الإرهابي الموقوف في عملية الضنية أحمد سليم ميقاتي الملقب بـ”أبي بكر” و”أبي الهدى”، من مواليد العام 1968، وبايع مؤخراً تنظيم “داعش”، ويعتبر من أهم كوادره في منطقة الشمال، وقام بإنشاء خلايا مرتبطة بالتنظيم في المنطقة، وكان يخطّط لتنفيذ عمل إرهابي كبير بالتنسيق مع ابنه عمر، الذي يقاتل مع تنظيم “داعش” في جرود عرسال، بالإضافة إلى تواصله مع قياديين في التنظيم داخل الأراضي السورية، وأرسل مؤخراً شباناً لبنانيين للانضمام إلى التنظيم في جرود القلمون ومن بينهم ولده عمر، الملقب بـ”أبي هريرة”، وابن شقيقه بلال عمر ميقاتي، الملقب بـ”أبي عمر” ميقاتي المتورّط بذبح الرقيب أول الشهيد علي السيد، كما قام بتجنيد عدد من العسكريين للانضمام إلى “داعش”.
وأضافت: إنه إثر أحداث طرابلس صدرت بحقّه مذكرة توقيف لتورّطه في الاشتباكات التي حصلت بين باب التبانة وجبل محسن، حيث كان يقود مجموعة مسلّحة من عشرات المقاتلين أنشأها بعد خروجه من السجن في العام 2010، بعدما كان قد أوقف في العام 2004 لقيامه بالتخطيط لاعتداء إرهابي ضد مراكز دبلوماسية ومصالح أجنبية.
كذلك ارتبط اسمه بتفجير مطاعم “ماكدونالدز” في العام 2003، وسبق له أن شارك في المعارك التي حصلت في الضنية أواخر العام 1999 ضدَّ الجيش، حيث كان منتمياً حينها إلى جماعة “التكفير والهجرة”، وفرّ بعد انتهاء المعارك إلى مخيم عين الحلوة.
وفي بيان ثانٍ أكد الجيش أنه مستمر في مواجهاته المفتوحة ضد الإرهاب، وعلى أتمّ الاستعداد لمواجهة المجموعات الإرهابية في حال محاولتها التسلّل إلى البلدات والقرى اللبنانية.
ولفت إلى أن الجيش حقّق في الداخل إنجازات كبيرة على صعيد تفكيك الخلايا الإرهابية، وتوقيف أفرادها وضبط الأسلحة والأعتدة التي كانت بحوزتها، وأكد أن “القرار ثابت وحازم، في عدم السماح للإرهاب بإيجاد أي محمية أو بقعة آمنة له في لبنان، مهما تطلّب ذلك من جهود وتضحيات”، مشدّدة على تمسّكها بتحرير العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الإرهابية، واعتبار قضيتهم قضيتها الأولى عبر استخدام السبل المتاحة كافة، مع رفضها الخضوع لأي ابتزاز من شأنه أن يوظفه الإرهابيون لاحقاً ضد مصلحة الجيش والوطن.
وأكدت قيادة الجيش أن الجيش “بغنى عن خدمات أي عسكري يتخاذل أو ينكث بقسمه ويخون رسالته، فيخسر نفسه قبل وطنه ومجتمعه وعائلته”، داعية العسكريين إلى عدم إعارة أي آذان صاغية للشائعات الملفّقة لأن “مؤسستهم اليوم أقوى من أي وقت مضى، وعصيّة على كل محاولات التشكيك بها والنيل من تماسكها”.
في الأثناء أكد وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن امتلاك القوة والتصميم العالي وتقديم كل التضحيات والجهود في سبيل حماية لبنان من المشروع التكفيري الإرهابي، الذي يضرب دولاً في المنطقة، ومنها لبنان وسورية، وأضاف في كلمة له في جبيل: لا خيار أمامنا في وجه التكفيريين سوى المواجهة، ناصحاً بعض الجهات في لبنان بعدم تعميم المسؤوليات وتبرير أعمال الإرهابيين التكفيريين، التي تطال الجيش اللبناني في أكثر من منطقة، ودعا للذهاب نحو تعزيز الوحدة الوطنية والابتعاد عن الاستثمار السياسي والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس النواب بعد إتمام التوافق السياسي بأسرع وقت ممكن.