الصفحة الاولىمن الاولى

العدو يعترف: "السعودية" ساعدت في وقف تدفق السلاح للمقاومة الاحتلال يصعّد من إجرامه ضد المقدسات.. والفلسطينيون يؤكدون تجذّرهم في أرضهم

ســوريــة تؤكد دعمها الراسخ لأهلنا في فلسطين: ستبقى بوصلة النضال العربي
تزداد معاناة الفلسطينيين يوماً بعد يوم، وتتعقد في ظل الممارسات الصهيونية المستمرة بحقهم، وأمس، وفي ذكرى وعد بلفور المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا المبرر لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، حاول المتطرفون تأجيج الأوضاع في القدس المحتلة وداخل مسجدها المبارك، حيث أقدم نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي المتطرف موشيه فيغلين على اقتحام المسجد، وسط صمت عربي يصل حد التواطؤ، وخاصة من مشايخ ومملكات الخليج، والتي كان آخرها ما كشفته وسائل إعلام صهيونية أمس أن مملكة آل سعود لعبت دوراً مهماً في وقف عمليات تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قبل وخلال العدوان الأخير على القطاع.
كما صادقت حكومة الاحتلال، خلال اجتماعها الأسبوعي أمس على تعديل قانون العقوبات الذي يهدف إلى تشديد العقوبة على راشقي الحجارة الفلسطينيين باتجاه وسائل النقل العام، وقوات الشرطة وغيرها، لتصل إلى السجن مدة 20 عاماً، لتضاف أيضاً لما أصدره نتنياهو في بناء أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة على أراضي جبل أبو غنيم المقدسي.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين: إن الهجمة الجديدة تأتي تعبيراً عن مضي “إسرائيل” في مخططها الغاشم لتهويد القدس وإنهاء الوجود العربي فيها وضمها إلى كيانها تمهيداً للإجهاز على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرضه، وأضافت: إن الجمهورية العربية السورية، إذ تدين بشدة الجرائم الإسرائيلية ضد المواطنين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنها تعيد التأكيد على دعمها الراسخ لأهلنا الأبطال في القدس وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشدد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية، وإنها ستبقى بوصلة النضال العربي، في مواجهة سياسات الاحتلال وقضم الأراضي والمقدسات.
وأكد بيان وزارة الخارجية والمغتربين أن سورية تطلب من المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، وقف هذه الجرائم الإسرائيلية اللاإنسانية، التي تتناقض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك وضع حد زمني يلزم “إسرائيل” بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية، وبشكل خاص القدس وباقي الأراضي العربية المحتلة.
إلى ذلك، يواصل المسؤولون الفلسطينيون تحذيرهم من أن هذه الخطوات التصعيدية والاستفزازية التي تقوم بها سلطات الاحتلال ومستوطنوها بحق القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك ستشكل مدخلاً لإشعال المنطقة برمتها، بشكل سيهدد الأمن والاستقرار العالمي بأسره، ويؤكد الفلسطينيون ومحور المقاومة، وفي مقدمتهم سورية، أنهم لن يتوانوا عن الدفاع عن القدس ومقدساتها باعتبارها رمزاً عربياً وإسلامياً.
وفي السياق، أكد مدير الإدارة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق السفير أنور عبد الهادي أن فلسطين باقية للشعب الفلسطيني، الذي سيواصل النضال لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لرمي وعد بلفور إلى مزبلة التاريخ، رغم الغياب العربي والإسلامي المريب عن الدفاع عن المقدسات فيها، وقال: إن الشعب الفلسطيني يؤكد في ذكرى وعد بلفور أن المخططات والمؤامرات الصهيونية لن تستطيع سرقة وتزييف التاريخ والتراث العربي والإسلامي لفلسطين، فشعبنا متجذّر في هذه الأرض.
كما أكدت المنظمات الشعبية والمهنية الفلسطينية أن وعد بلفور المشؤوم فصل من فصول المؤامرة الاستعمارية الغربية والأمريكية والصهيونية، التي ما زالت مشاهدها تُحاك حتى الآن، وأشارت في بيان إلى أن الشعب الفلسطيني الذي قدّم خيرة أبنائه في الدفاع عن الوطن والمقدسات لن ينسى حقوقه المسلوبة، وفي مقدمتها حق العودة، واستعادة فلسطين، وعاصمتها القدس، كثوابت أساسية لا يتزحزح عنها، وبيّنت أن ما تتعرض له سورية اليوم من مؤامرة ما هو إلّا فصل من فصول تصفية القضية الفلسطينية، باعتبارها الداعم الأول والأساسي وحجر الزاوية الحقيقي لاسترجاع الشعب الفلسطيني حقوقه، مشيرة إلى أن هذه الحرب البربرية الشرسة التي تشنها قوى الطغيان العالمي بمشاركة عملاء العرب ممن يسبحون في فلك قوى الشر والطغيان هدفها ضرب قوى المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية وتشويه الإسلام.
وفي سياق متصل قال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق الدكتور سليم الحص: إن المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة يتعرض لأفدح التحديات من جانب العدو الإسرائيلي فيما العرب غائبون عن القضية وليس بينهم من يسأل، وأضاف: إذا ما تخلينا عن القدس نكون قد تخلينا عن كل فلسطين، ونكون نحن العرب قد أشحنا عن عروبتنا، وبالتالي عن هويتنا، وهذا انتحار، ولا يسعني هنا إلّا أن نطلق نداء للإخوة الفلسطينيين أولاً، ومن ثم للعرب، بأن ننتفض جميعاً انتصاراً للأقصى في القدس وللحق العربي والإسلامي في فلسطين، ونترجم انتفاضتنا هذه في كل المواقف التي نطلقها في كل المحافل العربية والدولية وعلى كل صعيد.