الاحتلال يمعن في انتهاك الأقصى.. وانتفاضة شعبية في الضفة الفلسطينيون ماضون في مقاومتهم.. ويستنبطون أساليب جديدة لمواجهة العدو
عملية القدس الثالثة خلال أقل من شهر، رغم كل الإجراءات الإسرائيلية والتلويح بعقوبات أقسى، دلالة واضحة على أن الفلسطينيين ماضون في مقاومتهم، رغم الصمت العربي المطبق حول المدينة، والدليل على ذلك تأييد المئات من الناشطين الفلسطينيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لعمليات دهس الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في القدس والضفة الغربية المحتلتين، والتي أدت إلى مقتل ضابط من حرس الحدود ومستوطن وجرح نحو 14 آخرين، واعتبرها الناشطون أسلوباً جديداً لردع الاحتلال، في ظل هجماته المتكررة بحق المسجد الأقصى.
الأمر الذي يفرض من جديد قضية القدس على صدارة الحدث، خاصة وأن الفلسطينيين يخوضون مواجهة فريدة من نوعها مع أسوأ أنواع الاحتلالات قاطبة، ومواجهتهم تتطوّر عبر الوعي السياسي والشعبي، ويصيغون أشكالاً مختلفة من المقاومة، وصلت بهم إلى مستويات نوعية في مضامينها وأشكالها، وبدأ الفلسطينيون، لاسيما في الضفة الغربية وتحديداً في القدس، أسلوب مقاومة جديداً تمثل في استخدام السيارات لمهاجمة مستوطني وجنود قوات الاحتلال في مناطق متفرقة من المدينة المقدسة.
أسلوب يجمع إلى شجاعته أبعاداً تؤشر إلى تحوّل الفعل الفلسطيني من مجرد الاحتجاج على إجرام وقمع الاحتلال، إلى المبادرة والهجوم ضد أهداف عسكرية واستيطانية، الأمر الذي يمهد لانتفاضة شعبية تلوح من داخل المواجهات اليومية التي يخوضها الفلسطينيون مع قوات الاحتلال في مناطق متعددة من الضفة الغربية.
في الأثناء، جددت عصابات المستوطنين، أمس، اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحماية مشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، ومنعت النساء من كافة الأعمار، والرجال، ممن تقل أعمارهم عن الـ45 عاماً، من دخول المسجد المبارك، وتحتجز بطاقات المصلين كبار السن على البوابات إلى حين خروج أصحابها من المسجد.
كما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وطلبة المدارس في حي الطور شرق مدينة القدس، ما أدى لوقوع إصابات بالاختناق، وفي بلدة أبو ديس المتاخمة للقدس من الجهة الشرقية، أصيب جندي إسرائيلي في وجهه بعد أن أطلق الشبان مفرقعة تجاه قوات الاحتلال التي قمعتهم بوحشية.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بغزارة تجاه مستشفى جمعية المقاصد الخيرية، ما أدى لإصابات بالاختناق.
واندلعت مواجهات بين مواطنين فلسطينيين وجنود الاحتلال الصهيوني، على حاجزي “عطارة” و”بيتونيا” العسكريين الواقعين شمال وغرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وذكر شهود عيان أن العشرات من طلبة المدارس في بلدة بيرزيت خرجوا في مسيرات باتجاه حاجز “عطارة” وفور اقترابها من الحاجز أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز ومسيل الدموع والقنابل الصوتية باتجاه الطلاب، ما أدى لاشتعال مواجهات رشق خلالها الطلبة جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، مشيرين إلى أن جنود الاحتلال استخدموا في قمع المسيرة السلمية الرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وفي غرب مدينة رام الله، أصيب عدد من الشبان الفلسطينيين بعيارات مطاطية بالإضافة لعشرات حالات الاختناق جراء استنشاق الغاز ومسيل الدموع على حاجز “عوفر” العسكري إثر اندلاع مواجهات وصفت بـ “العنيفة” بين طلاب من جامعة بيرزيت وقوات الاحتلال، وأوضحت مصادر طبية أن حوالي 7 شبان فلسطينيين أصيبوا بعيارات معدنية مغلفة بالمطاط أطلقها جنود الاحتلال عليهم خلال مواجهات اندلعت في محيط معتقل ومعبر “عوفر” العسكري.
سياسياً، دعا أمين عام الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان إلى الإسراع باتخاذ كل الخطوات من أجل حماية القدس ومساندة الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال زيارة حمدان على رأس وفد من الهيئة لمقر تجمع العلماء المسلمين في لبنان.
من جهته أكد الشيخ حسان عبد الله رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين بعد اللقاء أن المسجد الأقصى يتعرض اليوم ليس فقط محاولة تقاسمه زمانياً أو مكانياً مع المسلمين، كما يطرح البعض، بل الوصول نهائياً إلى هدمه، وهنا يقع على عاتق الفلسطينيين أن يفشلوا الموضوع بأية وسيلة ممكنة.