في صفعة جديدة لكاميرون.. وتأكيد على تجاهله آراء شعبه 68 % من البريطانيين يدعون لقطع العلاقات مع مشيخة قطر
في صفعة جديدة لكاميرون ولحكومته، والتي تجمعها علاقات تجارية واسعة مع مشيخة قطر، التي تلعب دور المضيف للإرهابيين داخل حدودها، وتموّلهم وترعاهم بشتى الوسائل خارجها، جاء استطلاع جديد للرأي ليكشف أن ثلاثة أرباع البريطانيين يعتقدون أنه لا يجب السماح لقطر باستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 طالما لم تتخذ موقفاً صارماً من المتهمين بتمويل التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة الذين يمارسون نشاطهم داخل المشيخة بكل حرية.
وبيّن استطلاع للرأي أجرته صنداي تلغراف البريطانية، واشترك في إعداده كل من روبرت مينديك وتيم روس وروبرت فيركيك، وجود قلق متزايد بشأن قيام أشخاص في مشيخة قطر بتمويل تنظيمات إرهابية، مثل القاعدة وداعش، ودعا المستطلعون إلى حرمان دولة قطر من استضافة كأس العالم 2022 بسبب دعمها للإرهاب، ويعتقد نحو ثلاثة أرباع البريطانيين أنه لا يجب السماح لقطر باستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، طالما لم تتخذ موقفاً صارماً من المتهمين بتمويل الجماعات الإرهابية.
ووجه استطلاع السؤال لألفي شخص عمّا إذا كان يجب تجريد قطر من حق استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، إلا إذا أثبتت للعالم أنها اتخذت إجراءات صارمة ضد ممولي الإرهاب”، وأجاب 72 بالمئة من المستطلعة آراؤهم بنعم.
وتضيف الصحيفة: إن تقارير ووثائق كثيرة كشفت الدور الكبير الذي تلعبه دولة قطر في دعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة بما فيها تلك التي تتبع لتنظيم “القاعدة” الإرهابي، حيث يقوم عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والأثرياء القطريين بتقديم الدعم وجمع التبرعات وتحويل الأموال إلى تنظيمات وميليشيات إرهابية مختلفة سواء في سورية أو ليبيا أو الصومال أو العراق، وبينت أن 71 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع وافقوا على أن جماهير كرة القدم والشركات البريطانية يجب أن تقاطع كأس العالم طالما لم تثبت قطر أنها اتخذت إجراءات ضد ممولي الإرهاب، بينما قال 68 بالمئة من المستطلعة آراؤهم: في حال تأهله يجب ألا يشارك المنتخب البريطاني في البطولة إلا في حال اتخاذ قطر إجراءات جادة وحاسمة ضد تمويل الإرهاب.
وقد أثار النائب في حزب العمال البريطاني ستيف روذرام مؤخراً تفاصيل فضيحة جديدة تكشف مدى تورط مشيخة قطر بدعم الإرهاب، من خلال تحويل أموال مخصصة لتنفيذ مشروعات مونديال كأس العالم 2022 إلى تنظيمات إرهابية متطرفة في سورية، وذلك مع تزايد الأصوات المطالبة بقطع العلاقات التجارية الوثيقة التي تربط بريطانيا بهذه الإمارة.
إلى ذلك، كشفت الشرطة البريطانية أن الأشخاص الأربعة الذين اعتقلتهم الأسبوع الماضي كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية على الأراضي البريطانية، مشيرة إلى أن أحد المعتقلين ويدعى يوسف سيد، كان قد ألغي جواز سفره قبل ستة أشهر من تاريخ اعتقاله لتورطه في نشاطات متطرفة.
ووفقاً لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية فإن مكتب جوازات السفر البريطاني وجه إلى سيد مذكرة أخطره فيها بإلغاء جواز سفره لتورطه في نشاطات متطرفة ونيته السفر إلى الخارج لأهداف متطرفة.
وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت الخميس الماضي المتهمين الأربعة بمن فيهم سيد خلال حملة تفتيش شملت عدة منازل غرب لندن ومنطقة وادي نهر التايمز.
يشار إلى أن عدد البريطانيين الذين انضموا إلى تنظيمات إرهابية في سورية والعراق يقدّر بنحو 1500 شخص على الأقل، وذلك بحسب ما أعلنه نواب في مجلس العموم البريطاني مؤخراً.
وفي سياق متصل، مثل بريطاني قاتل في صفوف “داعش” في سورية أمام المحكمة بعد توجيه اتهامات له بالتورط في أعمال إرهابية في سورية، وحضور معسكر تدريبي لاستخدام الأسلحة والمتفجرات هناك.
وذكرت أسوشيتيد برس أن المحكمة وجهت إلى أيمون برادلي، وهو من منطقة لندن ديري في إيرلندا الشمالية، اتهاماً آخر بحيازة قنبلة أثناء تواجده في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقاً للتحقيقات سافر برادلي إلى سورية، بعد إبلاغ عائلته أنه سيسافر لقضاء عطلته في تركيا، إلا أنه وبعد وصوله إلى تركيا تسلل إلى سورية للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فيها، لكنه عاد بعد مضي أشهر إلى إيرلندا الشمالية، حيث جرى اعتقاله مؤخراً بعد نشره صوراً يحمل فيها بندقية من طراز أي كي47 وهو يرتدى زياً يرتديه الإرهابيون.
وفي السياق، يرى خبراء أن تنظيم “داعش” ما زال يجذب الكثيرين، بشكل متنام، خاصة من الأوساط الغربية المتطرفة، لكن لم تلتحق به في الوقت الحاضر سوى مجموعات هامشية أو أفراد معزولين، ولفت دومينيك توماس الأخصائي في الحركات الإسلامية في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في فرنسا إلى أن عمليات الانضمام إلى “داعش” تعتبر جانبية، وليست بنيوية في الوقت الحاضر، مضيفاً: إنها من فعل جماعات صغيرة أو أفراد مهمشين بحثاً عن إقرار بوجودهم، إنهم يعلنون انضمامهم لسبب وجودي.
وتأكيداً على ذلك، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أمس عن مقتل استرالي من مدينة سيدني بعد انضمامه إلى تنظيم “داعش” في سورية، ليكون بذلك ثالث إرهابي استرالي يتمّ الإعلان عن مقتله في سورية في غضون أسبوعين.
وأوضحت الصحيفة أن الاسترالي، الذي لم يكشف عن اسمه حتى الآن، يتحدّر من عائلة معروفة على ما يبدو في مدينة سيدني، وهو متزوج وله أولاد، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية الاسترالية تحاول التأكد من خبر مقتله في سورية.
يأتي ذلك بعد أقل من أسبوعين على ظهور أنباء تفيد عن مقتل محمد علي باريالي، الذي كان يعمل في ملهى ليلي باستراليا، وانضم إلى “داعش”، وهو مسؤول عن تجنيد أكثر من 70 أسترالياً في صفوف التنظيم.