آخر هذيانات أردوغان تحديد النسل في تركيا.. "خيانة للوطن"!
تزداد تعقيدات الوضع التركي الداخلي، منذ تكشّف سعي أردوغان للانفراد بحكم البلاد من خلال القرارات والإجراءات التي اتخذها خاصة في الفترة الأخيرة، كما تزداد تعقيدات الوضع الخارجي لتركيا وعلاقتها مع دول الجوار، منذ بدء الأزمة السورية، وجعل نظام أردوغان من تركيا قاعدة الارتكاز للمجموعات الإرهابية المسلحة، وإقامة مقرات لها، وعقد العديد من لقاءاتها ومؤتمراتها في تركيا، وإقامة مخيمات مغلقة في وجه المؤسسات الإنسانية الدولية للاجئين السوريين، واستخدامها كقواعد لهذه المجموعات ومراكز تدريب، ودعم لوجستي.
ورغم فوز حزبه بالأغلبية البرلمانية، لم يستطع “العدالة والتنمية” الذي يحكم البلاد منفرداً، الحصول على 367 مقعداً تؤمن له الحق في تعديل الدستور، إذ يعاني برلمانياً من سوء العلاقة مع جميع الأحزاب البرلمانية التركية، التي تتعارض سياسته الداخلية والخارجية مع سياسات هذه الأحزاب، فضلاً عن تعارضه مع الأحزاب غير البرلمانية، وبخاصة اليسارية منها.
توجّه أردوغان نحو الانفراد بالحكم، يلاقي معارضة داخلية شرسة، والتي ارتفع صوتها مجدداً مع حلول الذكرى السنوية الأولى لفضيحة الفساد التي طاولت أردوغان والمقربين منه، وصولاً إلى المواجهة التي احتدمت الأسبوع الفائت بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
كما تتهم المعارضة التركية رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، بالعمل كظل للرئيس، إذ يبدو داود أوغلو مساعداً لأردوغان لا رئيساً للوزراء، هذا الأمر ينعكس على أداء الوزراء الذين تبدو قراراتهم بيد الرئيس، ما يظهر بوضوح في تعاطيهم مع الدبلوماسيين ورجال الأعمال الأجانب، وترى المعارضة أن “داود أوغلو” يتصرف كأنه مجرّد “صدى” لأردوغان حتى في إدارته لحزب “العدالة والتنمية”، ويُعدّ مسؤولاً عن السياسات الداخلية والخارجية.
المراهق السياسي أردوغان، والذي نجح في أمر واحد ألا وهو الإساءة إلى تركيا والإضرار بشعبها ومصالحها مع دول الجوار، وصف جهود الترويج لاستخدام وسائل منع الحمل بأنها “خيانة”، وقال: إن ذلك يمكن أن يتسبب في القضاء على جيل كامل، بحسب زعمه.
ووجه أردوغان هذه التصريحات لعروسين في حفل زفاف نجل رجل الأعمال مصطفى كيفيلي الحليف المقرّب منه، وقال للعروسين: إن استخدام وسائل منع الحمل هو خيانة لطموح تركيا بأن تصبح دولة مزدهرة يشكل الشباب جزءاً كبيراً من سكانها، حسب آخر فتاويه.
وكان أردوغان أثار غضب جماعات مناصرة المرأة عندما أعلن أن على كل امرأة أن تنجب ثلاثة أطفال، وإعلانه في كلمة في تشرين الثاني أن النساء لسن مساويات للرجال، وهذياناته السابقة حول اكتشاف المسلمين لأمريكا، وليس كريستوف كولومبوس، في محاولة لفرض النموذج الذي يفهمه للإسلام على المجتمع التركي.
ويتساوق أردوغان في طروحاته مع مواقف التنظيمات الإرهابية كداعش ومثيلاته، ويشير المراقبون في الداخل التركي والخارج إلى أن هذه التصريحات تكشف عن مساعي أردوغان ومحاولاته لفرض أفكار جماعته وحزبه التابع للإخوان المسلمين المتطرفة على المجتمع التركي الذي يتغنى بعلمانيته منذ عقود عدة.