قريباً نظام خاص بحسومات “الطيران السورية” خيـر بـك: الحـسم يجـب أن يعـطى مـن هـامش الربـح لا مــن التـكلفـة
يرى وزير النقل الدكتور غزوان خير بك أنه لا فائدة من تقديم الحسومات على تذاكر السفر على خطوط السورية للطيران نظراً لعدم وجود المنافسة من شركات أخرى، معتبراً أن الحسم على السعر المقطوع ما هو إلا خسارة للمؤسسة العامة للطيران السورية، لذلك طلب من المؤسسة إعادة دراسة الحسومات الممنوحة من الوزير والمدير العام والمدير التجاري، إضافة إلى وضع الآلية المناسبة لمنح هذه الحسومات، على أن تكون وفقاً لأسباب تتعلق بـ(التكريم – التحفيز- الحالات الخاصة)، وأن تكون من هامش الربح لا أن تعطى من السعر المقطوع كما جرت العادة.
بعض موظفي المؤسسة أكدوا صوابية رؤية الوزير ولاسيما من جهة أن يعطى الحسم من هامش الربح لا أن يكون من التكلفة كما هو ممنوح سابقاً، مشيرين إلى مئات الموافقات التي أُعطيت خلال الفترات السابقة كحسم من السعر المقطوع ما سبّب خسارة للمؤسسة.
نسب
اللجنة المشكلة الخاصة بنظام الحسم أعدّت دراسة حول تعديل الحسومات التي يمنحها الوزير والتي أصبحت 25% بعد أن كانت 50% من السعر المقطوع و15% للمدير العام، و10% للمدير التجاري، وجميعها تعني تطبيق الحسم المذكور على الأسعار بالنسب المحددة، وأوضحت اللجنة في دراستها التي حصلت “البعث” على نسخة منها، أن منح أي حسم من الحسومات الثلاثة المذكورة على سعر التذكرة لا يعني خسارة أو تدني قيمة التشغيل تحت التكلفة، أو عدم تحقيق هامش ربح إضافي، ولاسيما أن سياسة دراسة أسعار التذاكر في المؤسسة تعتمد على احتساب تكلفة تشغيل الرحلة بحمولة 60% (44 مقعداً على متن الـ ATR، و89 مقعداً على متن الـAIRBUS) وليس حمولة 100% (72 مقعداً على متن الـATR، و148 مقعداً على متن الـAIRBUS)، إضافة إلى ذلك عمولة مكاتب السياحة والسفر 7% وعمولة الوكلاء 12%، فضلاً عن هامش ربح إضافي
يصل إلى 10% ليصدر أخيراً سعر التذكرة النهائي، وتجدر الإشارة إلى أن وسطي حمولات السنتين السابقتين تجاوز الـ70%.
وأشارت الدراسة إلى أن مواسم الذروة تحقق نسب حمولات مرتفعة، وأن هذه الحسومات تعتبر نوعاً من أنواع التسويق التجاري، وأن منحها لبعض الجهات يعتبر أحد أساليب الترويج والاستثمار لأسطول المؤسسة.
تعليق
بينما اقترحت الدراسة تعليق الحسومات لبعض الشرائح الخاصة بالدبلوماسيين العرب والسوريين والأجانب، إضافة إلى الصحفيين العرب وعائلاتهم والفنانين العرب السوريين، وإلى أعضاء مكتب الاتحاد الرياضي، فضلاً عن التسهيلات الممنوحة للطلبة السوريين من إعفاءات خاصة بهم على تذاكر السفر، ناهيك عن موظفي الجامعة العربية والمنظمات المتفرعة منها، وأعضاء مكتب اتحاد الكتاب العرب والمسجلين في الجمعية السورية للمخترعين، إضافة إلى إلغاء الحسم للجمعية السورية للمعلوماتية.
استمرار
بينما طالبت الدراسة باستمرار الحسومات للشرائح الخاصة بالصحفيين السوريين وعائلاتهم، إضافة إلى الطيارين المقاتلين وعائلاتهم، والضباط المتقاعدين من المحاربين القدماء والعسكريين المتقاعدين، ومنح المعوق ومرافقه وفق الإعاقة تخفيضاً بنسبة 50%.
كما ارتأت الدراسة ضرورة تعديل الحسومات الممنوحة لأعضاء مجلس الشعب سواء على الخطوط الداخلية أم الخارجية، ليصبح منح التذكرة المجانية في حالة استخدامها لحضور الجلسات العادية والاستثنايئة لمجلس الشعب وللأعضاء الذين يتوجب سفرهم من المحافظات التي يمثلونها إلى مطار دمشق الدولي.
تساؤل
مما سبق نستنتج أن العديد من الشرائح المجتمعية مستفيدة بشكل أو بآخر من الحسومات الموجودة على الناقل الرسمي (السورية للطيران) وهذا أمر جيد بكل تأكيد، لكن السؤال المطروح ما دامت المؤسسة العامة السورية للطيران منفردة بالتشغيل وهي الناقل الوحيد، فلماذا لا يكون الهدف من الحسم تسويقاً وترويجاً لا أن يكون خاصاً بشرائح معينة.
دمشق – محمد زكريا