الصفحة الاولىمن الاولى

الأرمن يحيون عيد الميلاد المجيد والذكرى المئوية للإبادة: سورية مغارة ميلاد.. وستبقى دائماً منارة للأمم في تعزيز روح التآخي المجرم العثماني لن ينال صك البراءة مهما طال الزمن

محافظات-البعث-عواصم-وكالات:
أحيا الأرمن، في جمهورية أرمينيا ومختلف المهاجر في جميع أنحاء العالم، عيد الميلاد المجيد، عيد ميلاد السيد المسيح، رسول المحبة والسلام، والذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، التي تعرض خلالها ما يزيد على المليون ونصف المليون أرمني للقتل الجماعي على يد العثمانيين، أجداد أردوغان، وهجّر من تبقى من أرض أجداده، التي سكنها منذ آلاف السنين، فكانت خسارة مزدوجة، خسارة شعب حيث فقد ما يزيد على ثلثي أبنائه، وخسارة وطن بانتزاع شعب من وطنه وأرض أجداده، مؤكدين أن مرور السنين لن ينجح في منح مرتكب تلك الجريمة صك البراءة، كما لن تنجح في محو آثارها ولا في طمس معالمها.
ففي دمشق “مرهف هرموش” أقيم أمس قداس إلهي في كنيسة القديس سركيس للأرمن الأرثوذكس ترأسه المطران أرماش نالبنديان مطران طائفة الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها، بمشاركة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك إنطاكية وسائر المشرق، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، وعدد من رؤساء وممثلي الطوائف المسيحية.
وألقى المطران نالبنديان عظة العيد، التي تضمنت رسالة صاحب القداسة الكاثوليكوس كاريكين الثاني كاثوليكوس عموم الأرمن، والتي تتلى في جميع الكنائس الأرمنية في أرجاء العالم، وأشار المطران نالبنديان إلى المعاني السامية التي يحملها عيد الميلاد المجيد، داعياً المؤمنين إلى الاقتداء بالقيم التي دعا إليها السيد المسيح رسول المحبة والسلام، والتي توجها بتضحيته كنموذج رائع للفداء في سبيل خلاص البشرية من رجس الخطايا، وتعميم مبادئ المحبة والخير والعدل والسلام بين الناس أجمعين، واستنكر ما يحدث في سورية من انتهاكات وقتل، مؤكداً أنها ستبقى دائماً منارة للأمم في تعزيز روح التآخي، وأن وعي أبنائها سيظل الضامن الأكبر لخروجها منتصرة في مواجهة الفتن والمؤامرات.
ولفت المطران نالبنديان إلى ما تعرض له السريان والكلدان واليونان من قتل وتهجير وتشريد على يد الجلاد العثماني، وذكر أن العام الجاري، 2015، أعلن عاماً لإحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، وستمتد فعاليات هذه المناسبة على مدار العام، وستكون أبرز محطاتها يومي 23 و24 من نيسان المقبل برفع شهداء الإبادة الأرمنية جميعاً إلى مرتبة القديسين، مؤكداً أن سورية ستصبح أرضاً مقدسة لأنها اختلطت بدماء ورفات أولئك الشهداء، وقال: إن الشعب العربي النبيل والكريم في سورية كان الأخ والمجير لأولئك الذين نجوا من هول الإبادة، وهذه الأرض الطيبة كانت الملاذ والملجأ والخلاص، وتابع: سورية بالنسبة لنا باتت مغارة ميلاد، لأن شعبنا الأرمني ولد من جديد على أرضها الطاهرة بعد أن كادت الإبادة تنال من وجوده برمته، فسورية بالنسبة لنا مساوية لمعنى القيامة والحياة، لأنها جسر مر منه أجدادنا من براثن الموت إلى أحضان الحياة.
ودعا المطران نالبنديان الشعب الأرمني إلى الحفاظ على ذكرى شهداء الإبادة، ودوام المطالبة بحقوقه العادلة والمشروعة، والحفاظ على الإرث القومي والحضاري من لغة وثقافة وتقاليد وعادات، وأكد أن المجرم التركي لن ينال صك البراءة مع مرور الزمن، إلا بالاعتراف بجريمته أولاً، والاعتذار للشعب الأرمني ثانياً، وتحمّل مسؤوليات وتبعات تلك الجريمة ثالثاً بإعادة ما سلب من أرض ومال وعرض إلى أصحابه، وإن كان من المستحيل أن يعيد إلى الحياة مليوناً ونصف مليون شخص قضوا نتيجة لجريمته اللاإنسانية.
وختم عظته بالدعاء إلى الله تعالى أن يمنح السلام لسورية والشرق الأوسط بأسره، مهد المسيحية، ولجميع المواطنين فيه، كما توجه بالتهنئة والتمنيات القلبية إلى السيد الرئيس بشار الأسد.‏
وعقب القداس أعلن المطران نالبنديان عن انطلاق فعاليات إحياء الذكرى المئوية للإبادة الجماعية التي ارتكبها العثمانيون في العام 1915 بحق الأرمن والسريان والكلدان وغيرهم من الشعوب التي كانت تحت حكم السلطة العثمانية آنذاك.
وفي حلب “عمار العزو” أقيمت بمناسبة عيد الميلاد الصلوات والقداديس في كنيستي بيت إبل للأرمن البروتستانت والنبي إلياس للأرمن الأرثوذكس، وبيّن رؤساء الطوائف المسيحية، شاهان سركسيان والقس هاروت سليميان، أن السوريين هم إخوة وشركاء في الوطن متجذّرون بترابه تجمعهم وحدة الموقف والمصير، متضرعين لله أن يحفظ سورية قائداً وجيشاً وشعباً، وأن ينعم علينا بالأمن والأمان والاستقرار والسلام.
وقدّم نائب رئيس مجلس الشعب الدكتور فهمي حسن ومحافظ حلب الدكتور محمد مروان علبي وأمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي أحمد صالح إبراهيم التهاني للطوائف المسيحية، لافتين إلى أن سورية أرض الرسالات والديانات السماوية تتميّز بالعيش المشترك بين جميع أبنائها وتجمعهم الوحدة الوطنية.
شارك بتقديم التهاني رئيسا مجلسي المحافظة والمدينة وأعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة وفعاليات حزبية.
وفي محافظة الحسكة أقيمت بهذه المناسبة الصلوات والقداديس والدعاء لسورية بغد آمن ومشرق، ولفت راعي كنيسة الأرمن الأرثوذكس الأب مسروب بيدروسيان إلى أن سورية بلد الرسالات السماوية عصية على الإرهاب وصامدة وقوية بفضل تضحيات أبنائها ومحبتهم لبعضهم البعض، داعياً إلى التماسك والمحبة ودعم الجيش العربي السوري الذي يسطر انتصاراته على امتداد ساحة الوطن.
ورأى الطبيب سركيس قوشيان أن الطائفة الأرمنية خبرت الإرهاب التركي منذ عام 1916 عندما قامت الحكومة التركية بقتل وإبادة الآلاف من أبناء الطائفة بهدف الاستيلاء على أملاكهم ومناطقهم، واليوم حكومة رجب طيب أردوغان تدعم التنظيمات الإرهابية التي تنشر الرعب والقتل في أرجاء سورية.
وأكدت المدرّسة مارغريت باتوس تمسك الطائفة الأرمنية بتراب الوطن واستعدادها للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل سورية عزيزة ومتعافية، داعية كل نساء الوطن إلى الصمود والثبات والعمل الدؤوب لنشر المحبة والسلام.